عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2019

خبراء عراقيون: أهداف سياسية وراء نشر أخبار غير صحيحة عن إضعاف واشنطن قوات «الحشد»
 
رائد الحامد
 
بغداد ـ «القدس العربي»: شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، نشر أخبار، عن انتشار قوات أمريكية وتنفيذها اعتقالات لقيادات في «الحشد الشعبي»، فضلاً عن إنزالات عسكرية في مناطق متفرقة، لكن خبراء عراقيين أجمعوا على عدم صحة هذه الأنباء، مشيرين إلى أن وراء نشرها جهات وأهداف مختلفة.
رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام في الجامعة العراقية، محسن عبود الدليمي قال لـ«القدس العربي»، إن «ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي حول نشاطات أمريكية تستهدف فصائل وقيادات الحشد الشعبي، بما فيها الضربات الجوية، لا تعد أن تكون جزءا من الحرب النفسية الموجهة للشعب العراقي من أطراف عدة، لكل طرف منهم غاياته وأهدافه».
وأوضح أن هذه الأطراف هي «أمريكا وإسرائيل وإيران وعملاؤهم».
وبين أن «أمريكا ومن خلال الترويج لمثل تلك الأخبار تسعى لاستمالة العرب السنة، لشرعنة إعادة احتلال العراق، وإرهاب الشيعة لكف أيديهم عن التعرض لقواتها في البلاد».
وزاد: «الولايات المتحدة تستفيد من الترويج لمقولة إنقاذ العرب من إيران في بسط نفوذها في عموم المنطقة العربية».
أما إسرائيل، وفق المصدر، تريد «الإمعان أكثر في تحطيم نفسية الشعب العراقي، وكسر إرادته في النهوض مرة أخرى وتعطيل دور العراق الريادي في قيادة العرب لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب». كذلك «إيران تعمل هي وعملاؤها على خلط الأوراق بهدف إعلاء الروح المعنوية لمؤيديها في العراق»، طبقاً للدليمي.
واتفق الإعلامي في» المشروع العربي»، تراث العزاوي، على أن الحديث عن انتشار القوات الأمريكية وتنفيذها نشاطات معينة هي «أخبار غير دقيقة يتم ترويجها من قبل ناشطين لمجرد الإثارة، بينما هي في حقيقتها تسريبات مقصودة وفق عمل منظم».
وأشار في حديثه لـ «القدس العربي»: إلى «سرعة انتشارها بشكل غير مسبوق في منصات التواصل الاجتماعي، وأيضاً دعمها بإعلانات ممولة».
ورأى أن «هناك احتمالات أن تكون الولايات المتحدة هي من يقف وراء مثل هذه الحملات الإعلامية بقصد معرفة رد فعل الشارع العراقي»، لكنه استدرك بالقول: «لا يوجد دليل قطعي على ذلك، ربما هناك جهات أخرى».
وأوضح أن «الأمريكيين عائدون بقوة للعراق في عصر ترامب، ولن يتهاونوا في خوض مغامرة أخرى، سيكون هدفها إيران هذه المرة»
وتوقع أن يرى العراقيين «تطورات متسارعة لأن سياسة الولايات المتحدة باتت شائكة ومعقدة وهي تعتمد بالأساس على تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
الضابط في قوات البيشمركه الكردية، إسلام زيباري، قال لـ«القدس العربي»: «حسب متابعتي وقربي الميداني من المناطق التي تنقل عنها وسائل التواصل الاجتماعي اخبارا تتعلق بالانتشار الأمريكي في مناطق العراق المختلفة، فإنها أخبار غير صحيحة». وتقف وراء إشاعة مثل تلك الأخبار، حسب المصدر «جهات وإعلاميون يهدفون من ورائها التأثير في الرأي العام العراقي، لكن ذلك لم ولن ينجح».
ولفت إلى «محاولات أمريكية، ومباحثات مع أطراف عراقية تدور حول تحجيم دور الحشد الشعبي وإيران في المناطق السنية، لكنها في حقيقتها بعيدة عن الصورة التي تعكسها وسائل التواصل الاجتماعي أو التي تنشرها مواقع الكترونية ووسائل إعلام أخرى».
إلى ذلك، اعتبر مركز التفكير السياسي العراقي، إحسان الشمري، أن «هذه الأخبار غير دقيقة إلى حد كبير وتقف خلفها جهات سياسية لكل منها حساباتها الخاصة بها».
وتابع: الفصائل المسلحة تعمل على «تحشيد الشارع العراقي ضد التواجد الأمريكي»، أما إيران فيمكن لها أن «تدفع بهكذا أخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى وسائل إعلامها».
في كل الأحوال فإن إشاعة وترويج مثل هذه الأخبار هي في حقيقتها لقياس «تقبل الشارع العراقي للتواجد الأمريكي في ظل حالة استياء عامة من العملية السياسية»، طبقاً للمصدر، الذي أشار إلى هدف آخر يتمثل في «إرباك الرأي العام العراقي مع تصاعد وتيرة مؤشرات الصدام بين الولايات المتحدة وإيران».