عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jan-2021

استحقاقات المرحلة.. تعليمية*لما جمال العبسه

 الدستور

حالة من الوجوم سيطرت على الموقف لدى غالبية الناس بعد ان تقرر الابقاء على الحظر الكلي يوم الجمعة، في وقت كانوا يعتقدون ان العد التنازلي للاجراءات القاسية برمتها قد بدأ وان العام الجديد سيشهد مرحلة جديدة في ظل تحول منحنى الاصابات الى الاسفل، وما كادوا استيعاب الموقف بعد الابقاء  على جزء من القرارات السابقة غاضين الطرف عن ما يصح ان يقال «صدمة»، حتى جاءت صدمة جديدة  تمثلت في تصريحات واخبار تناقلها مسؤولون رفيعون عن احتمالية ابقاء التعليم عن بُعد حتى نهاية العام الحالي.
الغريب في الامر ان هذه الانباء اعتمدت كما قيل على دراسات حالة لم تُنشر او يُعلن عنها بشكل رسمي، حيث اكدت نتائج هذه الدراسات بحسب وزارة التربية كما نُقل من حكوميين ان اولياء امور طلبة هم من طالبوا بالإبقاء على نظام التعليم عن بُعد، الا انه على ارض الواقع اهالي  الطلبة يعترضون بأستمرار لدى ادارات المدارس الخاصة على وجه التحديد للمطالبة بعودة ابنائهم الى مقاعد الدراسة، وهذه مطالب اهالي طلبة القطاع الحكومي، مؤكدين ان ابناءهم  خاصة في المراحل  العمرية الصغيرة قد فقدوا القدرة على التواصل مع الناس، كما انهم فقدوا رغبتهم في التعلم معتمدين على ابائهم وامهاتهم في حل امتحاناتهم ومساعدتهم في الحصول على نتائج جيدة في ظل غياب الرقابة الصفية، وتراجع مستوى فهم المواد الاساسية، مع عدم الاكتراث بساعات دراسة كانت معتادة في السابق.
لاشك ان الحفاظ على صحة الطلبة والمعلمين امر غاية في الاهمية، وكانت التصريحات السابقة تؤكد وعلى لسان وزير التربية بأن التعليم عن بُد لا يفي بالنتائج المرجوة ولا غنى عن التعليم الوجاهي، لكن يجب على الوزارة اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان سلامة جميع الاطراف التعليمية، وكانت الوزارة تلمح بأن العودة الى المدارس قد تكون في النصف الدراسي الثاني، لعدة اسباب على رأسها تقييم الوضع الوبائي وتاهيل المدارس والخروج بآلية تحكم اليوم المدرسي لضمان تقليل نسبة الاختلاط بين الطلبة.
السؤال المطروح حاليا، ما هي الخطوات الفعلية التي قامت بها الجهات الرسمية ذات العلاقة لتأهيل المدارس لاستقبال الفصل الدراسي الثاني وجاهيا؟ خاصة وان فترة تقارب التسعة اشهر مضت تعطي الفرصة للقيام بهذا الامر، وهل قامت الوزارة باجراء استفتاء علمي وعملي شمل حتى اولياء امور طلبة المدارس الخاصة واستمزاج ارائهم فيما يتعلق بعودتهم الى المقاعد الدراسية؟ فمن غير المعقول الابقاء على التقييم التقديري واطلاق تصريحات تمس مستقبل ابنائنا دون الاتكاء على دراسات واقعية ودقيقة لاتخاذ القرار.
دول العالم اصابها ما اصابنا، والكثير منها معاناتها اكبر، وقامت باغلاق تام مع الابقاء على المدارس مفتوحة بعد ان ادت الحكومات فيها ما عليها من اجراءات وقائية للمعلم والطالب، ايمانا منها بأن مستقبل الطلبة امر لا مجال فيه للنقاش، ولم يسمحوا للجائحة ببسط تأثيرها السلبي على هذه الفئة المجتمعية التي تمثل مستقبل وطن، بل ان بعض الدول ابقت على ابواب الجامعات مفتوحة امام الطلبة مع اخذ التدابير اللازمة. من الواضح تماما ان المشهد الطاغي هو جائحة فيروس كورونا وزاد عليه الفيروس المتحور، وما دون ذلك اقتصادي واجتماعي وصحة نفسية يأتي لاحقا، بالمقابل فان الصحة النفسية وتهيئة مستقبل ابنائنا ايضا تستحق منا وقوفا اطول قبل اتخاذ قرار جُرب على مدى الاشهر الماضية وكان نتيجته على مستوى التحصيل العلمي على اقل تقدير في مستوياتها الدُنيا.