عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Nov-2021

لقد أتعبت الضباط بعدك يا «أبا سلطان»*علي سلامة الخالدي

 الراي 

الفريق الركن المرحوم عواد باشا المساعيد، فارس من الصحراء، وللبقاع تأثير على الطباع، شخصية عسكرية قيادية نادرة، تثير الإعجاب، نال الاحترام، ملفت للانتباه، ولد قائداً مميزاً مثالاً صادقاً للقدوة الحسنة، يتحلى بالثقة بالنفس والتواضع والانسانية والقوة والأمانة، والقدرة على إثارة اهتمام الأفراد، يتمتع باللباقة واللياقة وحسن الحديث.
 
لقد أتعب الضباط من بعده، نشأ في حضن الشقاء, استوى واشتد عوده بين شظف العيش وعسر الحياة, بين هضاب القحط، وأودية الجفاف, بين سفوح المعاناة وقمم المجد, بين لهيب الشمس, وبهاء القمر, بين صوت الرعد, ولمع البرق, سلك درباً مليئاً بالأشواك, حتى أصبح يتغذى على قطرات الندى وينمو تحت الصخر.
 
عاش ضابطاً شهماً, كريم النفس, عف اللسان, عطر السيرة, نقي الضمير, بهي الطلة, مملوءا بالكبرياء والأنفة, خاض معارك الحياة بسمنها وعسلها, ونارها وقطرانها, كان له نصيب كبير وزاد وافر تزود به من خصوبة المنبت، ونقاء الأصل, من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
 
مرافق الملك العظيم, أخذ الحنكة والحكمة والخبرة والصبر, كان قائداً موهوباً ينقاد له الجند عن رضا وطيب خاطر, نال احترامهم, وطاعتهم, وتعاونهم, له القدرة على الابداع, يعرف التلميح قبل التصريح, خال من التلوث, بعيد عن الخبث, لا خلاف بين المظهر والمخبر, صاحب رؤية ثاقبة, لا يؤمن بالتكتيك القابل للمناورة, لا يخضع للمساومة, لا يسلك أساليب المؤامرة, لا يسعى للصيد في المياه العكرة, لا يعرف الاستعراض, ولا يبحث عن الشهرة.
 
(أبا سلطان).. رحلت عنا ولم ترحل منا، كثير من الاحياء أموات فوق التراب, وأموات تحت التراب ذكرهم حيٌ لا يموت, اسأل الله أن يجعلك من أهل اليمين (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ }28{ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ }29{ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ }30{ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ }31{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) إنه سميع الدعاء.
 
لك الرحمة ولأهلك وربعك وأسرتك الكريمة فضيلة الصبر وجميل السلوان, (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون)