عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2020

تقديم النصح للآخرين بين الفائدة واختراق الخصوصية

 

علاء علي عبد
عمان -الغد-  يشعر الكثيرون بالراحة والغبطة عندما تسنح لهم الفرصة لتقديم المساعدة لغيرهم. فعندما يقدم المرء المساعدة لصديق أو زميل أو حتى لشخص غريب، فإنه يشعر بالفخر بنفسه أنه كان سببا بحل مشكلة طرف آخر.
بالطبع فإن المساعدة يمكن أن تكون بأشكال عدة، ومنها تقديم النصيحة لمن يحتاج لها. المشكلة أن تقديم المساعدة يجعل المرء يشعر بالزهو الذي يمكن أن يتحول لنوع من الغرور، الأمر الذي يجعل النصيحة تنسلخ من معانيها السامية.
من المهم أن نعلم أنه ونظرا لكون تجارب كل منا تختلف عن الآخر فإن معظم النصائح التي يقدمهها الناس تكون عديمة الفائدة بالنسبة للمتلقي، وتقتصر فائدتها على الأغلب على الشخص الذي قدمها كونه يشعر بالفخر أنه قدم المساعدة لغيره بصرف النظر عما إذا استفاد ذلك الشخص من النصيحة أم لا؛ لأن النصائح تكون غالبا مبنية على طبيعة تجارب الشخص الذي قدمها والتي غالبا ما تختلف تماما عن تجارب من ينصحه.
يحتاج الجميع للمساعدة حتى يتمكنوا من حل المشاكل التي تعترضهم، لكن هذا لا يعني أنهم يملكون الرغبة بالاستماع لوجهة نظرك حول الأمر وتطبيق رؤيتك عليهم. وعلى الرغم من أننا جميعا نشعر بالميل الشديد لتقديم مساعدة فورية لمن يعاني من مشكلة ما، لذا تجدنا نبادره بالقول “هل جربت القيام بكذا؟”، أو “هل يمكنك محاولة القيام بكذا؟”.
ينبغي على المرء أن يتذكر دائما أنه من غير المناسب تقديم شيء لشخص لم يطلبه، فالنصيحة وإن كان المرء يراها من وجهة نظره مفيدة، فإنها لن تتجاوز لحظة قولها ومن ثم تتلاشى كأنها لم تكن على الأغلب.
يجب أيضا على المرء أن يتذكر أن القفز بحياة الآخرين وخصوصياتهم وتقديم الاقتراحات والنصائح يعد من الأمور الحساسة التي يمكن أن تفسد العلاقة التي تربط بينهما. وهذا قد يوقع المرء في الحيرة عن التصرف الأمثل الذي يمكن أن يتصرفه عندما يتعرض أحد الأشخاص لمشكلة ما، والإجابة ببساطة: استمع له.
غالبا عندما يقوم شخص بإخبار صديقه أو قريبه أنه في مشكلة ويريد التحدث معه، غالبا ما يكون هذا الشخص لا يبحث عن نصائح وإنما يريد فقط من يستمع له ولمشاكله. لذا، احرص على عدم تقديم النصح إلا لمن يطلبه بشكل صريح، أما بغير هذه الحالة فاعلم أن مساعدتك له هي أن تمنحه وقتك وانتباهك وأن تستمع لطبيعة المشكلة التي يعاني منها.