عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-May-2020

لماذا نهاجم الاعلام الاخواني؟* محمود المشارقة
خبرني -
لسنوات مضت بقي الاعلام الاعلام الاخواني يبث السموم في المنطقة العربية تارة بالحديث  عّن الحريات المنقوصة ، وتارة أخرى بالترويج لنظريات المؤامرة والتطبيع والفساد وما رافقها مِن اغتيال للشخصية .
 
شكلت هزيمة اخوان وانقاذ مصر مِن قبضة الاخوان ضربة قوية لهذا الاعلام ، الذي بدأ يحتضر  شيئا فشيئا، ويترنح معتمدا اليوم على وسائل غير مهنية ونهج تزييف الحقائق المتعمد ، فقد اسقط كل التابوهات  واطلق رصاصة الرحمة على الاخلاقيات الصحفية .. هنا  في هذا الاعلام المؤدلج تغيب المعلومة الدقيقة والرأي والرأي الاخر وتتسيد سلطة الكذب فوق سلطة الحقيقة وتسقط ابجديات العمل الاحترافي الرصين .
 
ما يدفعني لهذه المقدمة متابعة نشرة اخبارية واحدة على احدى قنوات الاعلام الاخواني ، الذي  يحمل اجندة مشبوهة مغموسة بالكراهية .. تخصص نشرات وتشتري محللين لشهادة الزور وتتجنب الحديث  عّن الانجازات لتمعن في التبجح بمهاجمة السياسات الحكيمة للدول المحورية في المنطقة وفِي مقدمتها السعودية والامارات ومصر .
 
  هذه الدول الثلاث تعتبر بلا مواربة حصن الدفاع الاخير عن المنطقة العربية ، فمصر اليوم تحقق نموا اقتصاديا قويا رغم التحديات الهائلة التي يواجهها الرجل القوي السيسي ، الذي اعاد لمصر  هيبتها واستقرارها بعد خراب الاخوان.
 
فيما تتقدم الامارات بخطى واثقة نحو  بناء اقتصاد متنوع لا يعتمد على النفط مصدرا رئيسيا للدخل ، اما السعودية صاحبة اكبر اقتصاد في المنطقة فتسير  نحو بناء الدولة الحديثة بقيادة الشاب الملهم والطموح الامير محمد بن سلمان الذي نقل السعودية الى مركز ثقل اقتصادي وسياسي عالمي حتى غدت المملكة في عهده رقما صعبا في المعادلة الدولية .
 
ليس مِن باب المبالغة القول ان الدرع السعودي الحصين أوقف مشاريع المد الشيعي الطائفي في المنطقة الذي استهدف دولا تعاني مِن اضطرابات مثل اليمن ولبنان وسوريا والعراق ، فحول السعودية مِن نهج الدبلوماسية الهادئة الذي اتبعته لعقود الى نهج المواجهة مستمدة قوتها مِن قوتها الاقتصادية وارثها الحضاري ومرجعيتها وشرعيتها الدينية الصلبة كقائدة للعالم الاسلامي لتتمكن مِن لعب دور محوري كقطب عالمي مؤثر.
 
الاعلام الاخواني المحاصر  ، والذي تموله الاذرع المشبوهة في تركيا وقطر ، لم يجد مدخلا لبث سمومه سوى باللعب على ورقة التكلفة الاقتصادية للمواجهة السعودية لايران في اليمن وفِي نقد سياسات الاستثمار الخارجية للمملكة في مواقع مؤثرة في العالم  ، وغض هذا الاعلام الطرف عن ما تفعله تركيا في سوريا وليبيا وما يفعله نظام قطر ، الدولة القناة او الجزيرة المعزولة ، بتجييش الشعوب على سلطاتها والتحريض على العنف والتخريب.
 
الكل يعلم ان جائحة كورونا خلفت اثارا مدمرة على كبرى اقتصادات العالم وليس السعودية او الامارات وحدها ، فالزائر القاتل كورونا تسبب في الغاء ٤٠ مليون وظيفة في امريكا وتبخرت معه ١٧ تريليون دولار مِن ثروات العالم ، وتداعيات الوباء طالت الجميع وليس دولة بعينها ، والحلول الاقتصادية التي يتبعها الكبار في مثل هذه المواقف تحمل عبء الدين وزيادة الانفاق الاجتماعي وتاجيل بعض المشاريع الرأسمالية مثلما تفعل السعودية اليوم ، ومثلما فعلت امريكا بوضع خطة تحفيز باكثر مِن تريليوني دولار وكذلك الاتحاد الاوروبي الذي اعتمد خطة نهوض اقتصادي بقيمة ٧٥٠ مليار يورو، وهذه الاجراءات تعتبر وسائل مواجهة مؤلمة لكنها ضرورية للانعاش الاقتصادي .
 
الجائحة اظهرت القوة الحقيقية للسعودية على خارطة الطاقة العالمية ، وجعلت دولا كبرى مثل روسيا وامريكا تتوسل اليها لضبط ايقاع الاسواق التي تأثرت بالجائحة نتيجة توقف الانتاج الصناعي العالمي لمدة شهرين وما رافق ذلك مِن تراجع للطلب على النفط ، وهذه العوامل المؤقتة ستجعل السعودية بكل تأكيد اكثر قوة ووثوقا في انجاز رؤية ٢٠٣٠ التي ستغير وجه المنطقة العربية باكملها .
 
لا مكان للصغار في مرحلة ما بعد كورونا ، وما يقوم به الاعلام المشبوه ينطبق عليه مقولة "القافلة تسير .." ، ويسالونك بعد كل هذه الحقائق لماذا ننتقد الاعلام الاخواني واجندته الملتوية والتي لا تفيد الا اسرئيل  وايران واعداء التنمية للمنطقة.