عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Aug-2019

مختصـون بالثقافـة والفـن .. «الدرامـا الأردنيـة» .. اقتـصـرت على الأعمال البدوية عبر السنوات السابقة

 

عمان-الدستور - حسام عطية - يتفق مختصون في القطاع الثقافي والفني على أن «الدراما الأردنية» اقتصرت على الأعمال البدوية خلال السنوات السابقة، نتيجة لعدم القدرة على المنافسة من خلال الأعمال الدرامية الاجتماعية، فيما بادر مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ 34 مؤخرا باعادة الاعتبار للندوات الفنية التي غابت عنه في الدورات السابقة، في سعي لإعادة وضع مفردتي «الثقافة» و»الفنون» في سياقهما الصحيح ضمن فعاليات المهرجان.
ركيزة أساسية
يقول أمين عام وزارة الثقافة الكاتب هزاع البراري، إن الدراما الأردنية هي ركيزة أساسية في المشهد الثقافي الأردني،، واننا نحاول رسم معالم الطريق للانطلاق إلى الامام، والحديث عن واقع الدراما الحالي والجانب التاريخي للدراما الأردنية منذ انطلاقتها حتى العصر الذهبي لا يمكن مقارنته، لان كل الظروف اختلفت وصناعة الدراما ومدخلاتها اختلفت عما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي.
صندوق الدراما
بدوره نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب علق على الأمر بالقول: توصلنا إلى خلاصلات كثيرة عبر سنوات خلت عن واقع الدراما، وما آلت اليه، فتاريخ الدراما الأردنية حافل لكن المحزن اننا ما زلنا نبحث عن الحلول لإعادة الألق للدراما، في بلد يتمتع بثقافة عالية، ولذلك لا بد من قرار سياسي في هذا الاطار، لاعادة الالق للدراما الاردنية، مشيرا الى مشروع صندوق الدراما الذي واجه معوقات ادارية.
ونوه الخطيب: بانه منذ عام « 2010» تقدمت نقابة الفنانين بمشروع صندوق الدراما، لكن الآليات الإدارية لم تأخذ الموضوع على عاتقها، وفي هذا العام تقدمنا بمشروع وطني للتنمية الفنية، وهو عبارة عن مجموعة من الفنانين في الصنوف المختلفة من دراما وموسيقى ومسرح وفيلم، ومحوره الاول الدراما.
لدى حلم
بدوره تساءل الفنان زهير النوباني أن «المشكلة تكمن في التنفيذ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل عقل الدولة يريد حركة فنية مميزة؟ يريد فنا؟، وإن ما وصلنا اليه هو حالة فشل بالرغم من وجود مؤسسة تلفزيونية وطنية وفضائية كانت في مرحلة من المراحل من اهم المحطات التلفزيونية»، وان رأس الدولة يوجه بدعم الثقافة والفنون وجسم الدولة يحارب ذلك؛ لما للفن والدراما والموسيقى من تأثير في تشكيل وجدان الإنسان.
ونوه النوباني «كان هناك لدي حلم في بلورة حركة فنية ثقافية رائدة في الأردن، هذه المسيرة الممتدة منذ سنوات طويلة بدأت بالصعود رغم صغر حجم الأردن، إنما استطاع ان يفرض نفسه على الشاشات العربية والجمهور العربي، فالأردن يزخر بالطاقات العظيمة في المجال الفني والثقافي ولدينا أفضل الكتاب وكبار المخرجين والفنانين والمعدات، وقيادة تتمتع برؤية متقدمة في المجال الفني»، مؤكدا اهمية الفنون الابداعية بمختلف اشكالها ومنها الدراما من تأثير في تشكيل وجدان الانسان.
الزيودي: الارض محور
بدوره يقول الكاتب والفنان محمود الزيودي ان الكتابة عن الأرض التي تعرفها تكون اصدق من الاعتماد على الخيال، فأصبحت الأرض محور اغلب أعمالي، فيما الدراما تغلبت على كل الاشكال الابداعية، وتعلمت من الأدب العالمي ومن نجيب محفوظ والطيب صالح ان انجح التجارب الأدبية هي ابنة ترابها، ونوه الزيودي « شدتني الكتابة للتلفزيون بعد نجاح مسلسلي «الغدير»، كما واكبت تطور الأردن في مسلسلاتي «شمس الأغوار، قرية بلا سقوف، المحراث والبور»، والتي يقابلها أربعة مسلسلات عن القضية الفلسطينية منذ الانتداب حتى حرب « 1948».
واستعرض الكاتب مصطفى صالح التجارب الناجحة في الدراما الاردنية، لافتا الى انه في بداية تأسيس التلفزيون الاردني عام 1968 كان هناك قيادات لديها نظرة مستقبلية بعيدة المدى، وقيادات ذات كفاءة عالية وإخلاص في العمل، وأذكر ان دريد لحام نفذ أحد أهم وأشهر أعماله «غوار الطوشة» في استوديوهات التلفزيون الأردني.
ونوه صالح «من التجارب الناجحة التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الدراما العربية وخصوصا البدوية والأعمال الاجتماعية التي ما يزال اثرها وذكرها واضحين، والمجال لا يتسع لذكر الكل منها: قطار منتصف الليل، فندق باب العامود، هبوب الريح، جدار الشوك وراس غليص».
وعلق المخرج محمد عزيزية بالقول، «من خلال عملي استطعت ان أتفاعل مع بعض المنتجين وحاولت ان ارفع من نصوصهم، لأن النص الجيد يعطي تفاصيل تزيد من قوة العمل وتضيف مضمون كبير على العمل، مضيفا ان الدراما الأردنية تحتاج إلى الدعم المتواصل وعلى المستويات كافة، لتعود إلى ألقها السابق.
الاعمال محاربة
اما المنتج عصام حجاوي لفت الى صعوبة تسويق اعمال المنتج الاردني باستثناء الدراما البدوية التي بحسبه متميزة بخلاف الانتاج العربي فيها الذي فشل في تقديم دراما بدوية مما ساهم بان تكون الدراما الاردنية المطلوبة عربيا فقط هي الدراما البدوية في ظل غياب الدعم الرسمي لانتاج دراما اخرى تتناول قضايا خارج اطار الدراما البدوية.
واكد المنتج حجاوي ان «الواقع الذي يعيشه المنتج الأردني من ناحية تسويق أعماله، أصبحت صعبة في الوقت الراهن، ففي بداية التسعينيات كانت الدراما الأردنية متألقة بشكل كبير ومزدهرة ومنافسة للدراما المصرية، والفنان الأردني كانت له شعبية كبيرة في الخارج، والاستوديوهات الأردنية تصور فيها أفضل المسلسلات مثل صح النوم وملح وسكر، لتتوقف عجلة الإنتاج الأردني نتيجة المقاطعة الخليجية، بالتزامن مع انهيار الشركة الأردنية التي كانت تنتج أعمالاً ضخمة وتمثل الهوية الرسمية للحكومة»، وأن العمل الأردني مُحارب، ولا يتم شراؤه، ليتوقف الإنتاج ويتوقف الدعم الحكومي للإنتاج، ويترك القطاع الخاص يواجه هذه المعاناة لوحده، وان الإنتاج العربي فشل في تقديم دراما بدوية متميزة، فأصبحت حكرا على الأردنيين مع عدم وجود منافس، ولذلك نجح الفنان الأردني وشركات الإنتاج بتقديم مسلسلات قوية وناجحة، وأصبحت الدراما الأردنية المطلوبة فقط هي الدراما البدوية.