عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Jun-2020

أول فنان أردني يخوض تجربة تعليم الموسيقى للأطفال المصابين بـ«التوحد»

 

    عمان- الدستور - خالد سامح - تألق عازف الاورغ الأردني نديم الكواملة في العديد من المهرجانات محليا وعربيا، حيث تعاون مع العديد من الفنانين الأردنيين وشارك في العديد من الفعاليات الفنية والسياحية، ومؤخرا طور الكواملة تجربته باقتحام مجال تعليم الموسيقى، فأثبت جدارته في تعليم «لغة الملائكة» للأطفال المصابين بـ»التوحد» في الأردن.
 
«الدستور التقت الفنان نديم الكواملة ليحدثنا عن نشاطه الحالي وخوضه مجال التعليم لفئة ذات احتياجات وقدرات ذهنية خاصة.
 
مستوى عال من الذكاء
 
ويقول الفنان نديم كواملة عن تجربته:
 
في بداية تعاملي مع الحالات التي تعاني من صعوبات التعلم وخصوصا مرضى التوحد شعرت بنوع من الرهبة والخوف كونه لم يسبق لي التعامل مع حالات كهذه، لكن بعد التجربة الأولى اكتشفت انهم يتمتعون بمستوى ذكاء عال جدا و يمتلكون ملكة ومهارات كالكثير من الاناس الطبيعيين بل ربما اكثر، فكما هو معروف ان تعلم الموسيقى يحتاج الى مهارات خاصة خصوصا حركة اليدين والكثير من التمارين النظرية والعملية التي تتطلب تركيزا عاليا.
 
ويتابع «تمتلك هذه الفئة من الناس الكثير من المهارات التي ربما يعجز عنها الاشخاص العاديون؛ إذ لديهم حس موسيقي وشغف وحب للموسيقى وتعلمها بشكل يجعلهم يتغلبون على كل صعب. العديد منهم ابتدأت رحلتهم معي من الصفر ووصلوا الى مراحل متقدمة على آلة الاورج والبيانو.
 
ويؤكد كواملة أن الأطفال المتوحدين ذوو ارادة صلبة ويصرون على التحدي، ويضيف:
 
طموحهم وارادتهم فاقت كل توقع وذللت كل صعب.  فيهم تتمثل المقولة الشهيرة «لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس». .بالاضافة الى ان الموسيقى ساعدتهم على زيادة الفهم من خلال إدخال الموسيقى للمواد الدراسية مثل تعليم الارقام وجداول الضرب والاحرف الإنجليزية والعربية وغيرها عن طريق الاغاني.
 
التوحد...ملايين الحالات حول العالم
 
مرض التوحد (أو الذاتوية - Autism) هي أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية «اضطرابات في الطيف الذاتويّ» (Autism Spectrum Disorders - ASD) تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الأغلب.
 
بالرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.
 
تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باضطراد، على الدوام.
 
من غير المعروف، حتى الآن، ما إذا كان هذا الازدياد هو نتيجة للكشف والتبليغ الأفضل نجاعة عن الحالات، أم هو ازدياد فعليّ وحقيقي في عدد مصابي مرض التوحد، أم نتيجة هذين العاملين معا.
 
بالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يُحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، كما يبدي الكثير من المصابين به تعاونا كبيرا في مجال التعلم واكتساب المهارات في مجالات ابداعية مختلفة كالموسيقى والرسم والرقص وغيرها.