عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Aug-2025

سؤال تفوق المرأة*رمزي الغزوي

 الدستور

كما في كل عام تقريباً حصدت البنات غالبية المقاعد العشرة الأولى في نتائج الثانوية العامة في كافة فروعها. هذا الحدث رغم جنوحه عن المستوى الطبيعي، إلا أنه لم يعد مستغربا ليس في الأردن فقط، بل نراه أيضا في كثير من الدول العربية، أو دول العالم الثالث.
قبل البحث أو الخوض في أسباب هذا التفوق المستحق برأيي؛ سينفجر في وجوهنا سؤال كبير وهو، لماذا لم ينعكس هذا التفوق الممتد عبر عدد من السنوات على حضور النساء في أسواق العمل ونسبتهن في القوى العاملة وعجلة الإنتاج والاقتصاد؟ ولماذا ظلت نسبة البطالة في صفوفهن مرتفعة مقارنة بالذكور؟ والأهم لماذا لم يحوّلن التفوق إلى ازدهار ونماء في الحياة كما في بلدان أخرى في العالم؟ لماذا لم يتماش التفوق النسوي مع تفوّقات تحتاجه الحياة.
وهنا سيبزغ سؤال آخر كيف لم تفز أية سيدة في رئاسة أية بلدية في الانتخابات الماضية؟ أو بالأحرى لماذا لم تجرؤ أية سيدة على الترشح لهذا المنصب؟ فالظاهر أننا رجعنا نحصد عقيرا، أي سنابل صغيرة لا قمحا كثيرا فيها. فرغم كل القوانين والسياسات الداعمة لمسيرة تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في مجتمعنا إلا أن مشاركتها لا تتجاوز 15% من القوى العاملة، وفق قراءات دائرة الإحصاءات العامة، وهو ما يضع الأردن في المرتبة 149 من بين 153 في العالم من حيث مشاركة المرأة في القوى العاملة عالميا، وهي مرتبة أقل بكثير من المتوسط العالمي في البلدان ذات الدخل المتوسط -المنخفض. ولماذا أيضا بلغت نسبة البطالة بين نسائنا أكثر من 30%.
يبدو لي أن المجتمعات الذكورية تربي بناتها على أن يكنّ أكثر إصراراً ومثابرةً وصبراً خلال حياتهن، وذلك في مختلف مناحي الحياة. ويبدو أن انضباطهن جعل منهن متفوقات دون أن يستمر هذا التفوق طويلا معهن ليرفد الحياة بما هو مأمول فيه. وهذا مؤسف. أي أن البنت تتفوق وكأنها تقول أيها المجتمع، أنا هنا، أنا موجودة وقادرة على إثبات ذاتي وكينونتي.
     الأساب كثيرة لهذه الحالة غير الطبيعية مع أنها ربما تنحصر في العقلية الذكورية التي ما زالت تسيطر على مجريات حياتنا حتى ونحن نوشك على إنهاء الربع الأول من القرن 21. والجانب الآخر أن المرأة لا تدعم المرأة في مجتمعنا. كما أن الذكر يحاول أن يقصيها بتآزره مع عادات متخلّفة وقيم بالية ما زلنا نتمسك بها وتشكل قيودا تحول تدون ترجمة تفوق البنات إلى حياة.
  هذا موضوع فيه من الأسئلة ما لا تشفيه الإجابات.