عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2024

طوفان يوقف آخر*بلال حسن التل

 الراي 

ظهر الإعلام كعامل مهم ورئيسي في معركة طوفان الأقصى وارتداداتها على مدار الأسابيع والأشهر الماضية، وهي حالة تفوق فيها إعلام المقاومة على إعلام العدو ومن يناصره،فقد أوقف طوفان إعلام المقاومة الإسلامية في غزة طوفان إعلام العدو الذي طالما جرف الرأي العام العالمي لتبني روايته، وهي الرواية التي جرفها طوفان إعلام المقاومة بصدقيته. مما يفرض علينا أن نعيد النظر في الكثير من مفاهيمنا وسلوكياتنا وممارساتنا الإعلامية.
 
أول الممارسات التي لابد من إعادة النظر بها، هي تصرف الكثيرين من الذين يعملون في الإعلام أو يتعاملون معه على انه مجرد مظهر لائق، يليه كلام منمق، مع عدم الاهتمام بأن يكون هذا الكلام له مضمون ورسالة ليكون مؤثراً، علما بأن مهمة الإعلام الأساسية هي التأثير، وهي مهمة لا تتحقق بمجرد الثرثرة بكلمات انشائية تكيل المديح أو الشتائم، فمن المهم أن يتضمن الكلام معلومات ويحدد موقفا.وفي مجال المعلومات فأن من المهم القول بأن كم المعلومات المؤثرة لا يرتبط بشهادة أكاديمية، لكنه يرتكز إلى حجم ثقافة المتحدث، وسعت إطلاعه، مذيعا?كان أم ضيفا.
 
وعلى أهمية المظهر، فان لغة الجسد مهمة أيضا، لأن الإعلام ليس مجرد مظهر مناسب، فالمظهر المناسب ليس البدلة أو الفستان الأنيقين أو ربطة العنق الفاخرة، بل ربما كان هذا المظهر الأنيق والمكلف مضرا بالرسالة الإعلامية، إذا كان الحديث عن مأساة، كمثل وجه من وجوه مايجري في قطاع غزة وله على سبيل المثال، كذلك لابد من القول بأن التوقيت مهم لنوعية الرسالة الإعلامية وتأثيرها.
 
واذا كان للمظهر والتوقيت دورهما في حجم تأثير الرسالة الإعلامية، فان لتاريخ المتحدث والكاتب مذيعا كان ام ضيفا دورا مهما في مدى تأثير الرسالة الإعلامية على متلقيها، خاصة لمدى صدقية المتحدث أو الكاتب، ومدى ثباته على موقفه، وكذلك موضوعيته، فلا صدقية لمن يغير بندقيته من كتف إلى كتف، بسهولة ويسر ركوبا للموج ومسايرة للتيار.
 
لكل ما تقدم فان من المهم عدم كثرة التكرار لأن كثرة التكرار يفقد الكلمة وكذلك الصورة تأثيرهما، ويجعل الكلمة أو الصورة مألوفة وفاقدة لتأثيرها، ولعل هذآ ماتهدف اليه بعض وسائل الاعلام من كثرة تكرارها لصور الدمار والقتل في قطاع غزة!.
 
خلاصة القول في هذه النقطة هي أن الإعلام علم يعتمد على معرفة النفس البشرية، وعلى صدقية المعلومات، والأهم صدق الموقف. ولذلك لابد من إعادة النظر في أداء الإعلام العربي، حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم.
 
على ضوء ما تقدم نستطيع القول بأن
 
من أهم الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى أنها أثبتت، أننا نفتقد إلى واحد من أهم أسلحة العصر، وأكثرها تأثيرا على مواقع الدول على خارطة التأثير، وأكثرها تحكما في توجهات الدول والأفراد وتحديد مواقفهم. ذلك هو سلاح الإعلام. وهو سلاح نتحدث منذ عقود عن اخفاقنا عربيا في امتلاكه، وعن سوء استخدامه من قبل أبناء الأمة، لأنه تم تسخيره لتمجيد أشخاص بأساليب بائسة، أو لتعميق الخلافات العربية العربية.
 
ومثلما اخفقنا في امتلاك سلاح الإعلام، فقد خدعنا طويلا بالإعلام الغربي، وروجنا الأكاذيب عن استقلاليته، وعن موضوعيته، فسلمنا له عقولنا يعبث بها كيفما شاء، ويوجهنا إلى حيثما يشاء. وقد تنسينا الكثير من الوقائع التي تكذب زيف الإعلام الغربي، واقلها ان العاملين في هذا الإعلام كانوا ينقلون في دبابات الغزاة في العراق وغيرها. حتى إذا ما بدأ العدوان الاسرائيلي الغاشم على غرة، اكتشفنا كل عورات الإعلام الغربي وانحيازه الأعمى، وعدم موضوعيته، وعدم مهنيته.
 
لكل ما تقدم فان علينا أن نسعى بجد لامتلاك سلاح الإعلام، أولاً لأن الحرب مستمرة, وثانياً لأن من أهم نتائج العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، تصاعد الحملة الشعبية لمقاطعة سلع وبضائع كيان الاحتلال الصهيوني، والدول الداعمة لهذا الكيان، وهو سلاح علينا أن نتمسك به ونصعده، والأهم ان نستمر به حتى بعد توقف العدوان على قطاع غزة، ذلك أن العدو يراهن على قصر نفسنا، وإنما نقوم به في العادة هو مجرد ردات فعل، وزوبعة في فنجان.لذلك فعلينا ان نتمسك بسلاح المقاطعة ونصعده ونوسعه ليشمل ماهو اهم من المقاطعة الاقتصادية، لذلك?فعلينا مقاطعة وسائل اعلام العدو، ووسائل إعلام الدول التي تسانده، فمن المعيب أن يعمد بعضنا لتسليم عقله لبعض الناطقين بلسان العدو، بل وترويج تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.فرهن العقول لمقولات العدو أخطر من رهن الامعاء لهذا العدو.