عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jan-2020

الصحافة الورقية... والتواصل الاجتماعي!!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور- ان الوقت المقدر لقراءة الاخبار والمقالات في الصحف الورقية لا يأخذ فترة زمنية، اضافة لما تحتويه من مواضيع واخبار مدروسة وتحليل وتقييم وغيرها .
بالمقابل فان الوقت والجهد الفكري والجسدي المبذول عند استخدام الكمبيوتر او الهاتف الخلوي على مواقع التواصل الاجتماعي فهو كبير جداً، بحيث اصبح يقتل جهدك ووقتك بالعمل ويسبب لك حوادث اثناء قيادة السيارة ويسبب حوادث للمشاة لعدم انتباههم بالطرقات اثناء استخدامهم الهاتف لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الدول الغربية اصبح هناك مراكز متخصصة لمعالجة الادمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وكل ما يتعلق بها من العاب الكترونية وغيرها .
والكثير يرغب في التخلص من هذا الادمان لما له من انعكاسات سلبية عملية وجسدية، فهذه التقنية وسيلة في يدك تتحكم فيها ولكنها ليست وسيلة لتتحكم بك، ولتخدمها انت وما قد تسببه لك من مسؤوليات كثيرة بسبب الميزات المتعددة لها لذلك على اي شخص ان يحدد اهدافه واولوياته وغاياته من استخدام تقنيات التواصل الاجتماعي، وفق ما يخدم تلك الاهداف ويتوافق مع الاولويات وتحديد الوقت لاستخدامها بدل ان تسيطر وتهيمن على الشخص في كل مكان عملياً واجتماعياً، حتى اصبحت تقلق منامه عند كل رنة لوصول رسالة او غيرها ليصبح النوم متقطعاً ويخلق عند الانسان توترا وقلقا وضغوطات نفسية وفكرية، حتى اصبح متابعة الاحداث عبر هذه الوسائل تأخذ 70 % من الوقت اليومي للانسان وتجعله يدمن على استخدامها بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
حتى غزت الاطفال لما عليها من برامج للالعاب المتنوعة تشمل الصغار والكبار، وفقد الصغار حتى طرق الكتابة والحسابات التقليدية وجداول الضرب وغيرها، اضافة للتلكفة المالية المترتبة على استخدامهم لشبكة النت حتى ان التواصل مع الاصدقاء والاقرباء فقد معناه الحقيقي من اللقاء المباشر، وكثير من رجال الاعمال استبدل هاتفه ذا الميزات المتعددة لهواتف تناسب احتياجاته فقط، حتى لا يدمن ولا يتمادى باستخدام البرامج التي لا يستفيد منها بل تضيع وقته وجهده، اضافة لما يسببه الهاتف النقال او الاجهزة الاخرى من عزلة اجتماعية .
حتى اصبحنا في تجمع الاسرة نعاني من الخرس الاجتماعي فالكل يستخدم هاتفه طوال الوقت حتى اثناء تناوله وجبات طعامه او في المناسبات، حتى ان كثيراً من الوالدين انعزلوا عن اطفالهم واللعب معهم او تعليمهم او تدريبهم بسبب التواصل الاجتماعي عبر الهاتف او التراسل بين الاصدقاء .
كل ذلك يحتم علينا اعادة التفكير في طرق ووسائل استخدام هذه التقنية باسلوب حضاري، والتخلص من الخدمات التي لا تقدم لك اي فائدة بل تسبب لك المشاكل وغيرها، خاصة ان هناك الكثير من يريد ان يتصيد ضحاياه عبر هذه المواقع افراداً او جماعات او تنظيمات او غيرها والاحداث تتحدث عن نفسها، وفي دولة مثل الصين اصبحت هي تتحكم بمحتويات التراسل عبر هذه الاجهزة لما لها من تأثيرات سلبية وعملية .