عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Nov-2021

عن عبد الكريم الدغمي واختبار المجلس الديكوري!*باسم سكجها

 عمون 

يفعلها عبد الكريم الدغمي مرّة ثانية، فيصل “أبو فيصل” إلى رئاسة مجلس النواب، وكما في المرة الماضية، حيث الظروف الصعبة، داخلياً وخارجياً، وليس من الأسرار أنّه تعرّض كثيراً لمعوّقات هدفت إلى إبعاده عن هذا الكرسيّ المهمّ…
 
هو المخضرم في العمل السياسي، حيث نصف قرن، وهو عميد النواب حيث سنوات زادت على الإثنين والثلاثين عاماً، منذ عودة الحياة الديمقراطية، وبالطبع فقد حاض تجربة الوزارة غير مرّة، وفي مقابلة تلفزيونية شهيرة قبل سنتين قال إنّه لا يطمح إليها ولا يطمع بها…
 
فعلى مدى ساعة تلفزيونية، أي نحو سبع وأربعين دقيقة، قدّم ذلك الحوار التاريخي ولكنّني حين تابعتُ ما نُشر عنه في وسائل التواصل الإجتماعي كان مجرد أربعين ثانية، يقول فيها أبو فيصل: “مجلس النواب مجرّد ديكور”، وهي جملة مثيرة بالطبع، ويحبّ مثلها الأردنيون فيتغنّون بها، على أنّ أهمّ ما قيل تمّ اجتزاؤه، ومنه الكثير الكثير من التجربة الشخصية الأثيرة للرجل المحترم.
 
الدغمي حجب الثقة عن حكومات عديدة، ولكنّه لم يكن معارضاً عبثياً، بل ظلّ يشكر ويكون مع الحكومات حين تُصيب الرأي، حتى لو كان ذلك على حساب قواعده الجماهيرية، فهو كما قال في ذلك الحوار: أنا مع أو ضدّ حسب المصلحة الوطنية، وما يحقّق مكاسب للمواطن.
 
أبو فيصل خاض في اللقاء في الملفات الصعبة، ووجّه انتقادات قاسية للأحزاب والكتل البرلمانية والحكومات والأجهزة الرسمية وتغيير وتعديل القوانين ومعاهدة ووادي عربة، ولم يبد أنّه يفعل ذلك إلاّ لأنّه يحافظ على موقفه.
 
صاحبنا أنهى المقابلة بقوله: ما أخذ بالقوة لا يسترد سوى بالقوة، في معرض حديثه عن القضية الفلسطينية والحقارات الأميركية الإسرائىلية، بعد أن قدّم إنموذج المقاومة اللبنانية، وليس لهذا فحسب نوجّّه له التحيّة، بل لأنّه قدم جردة حساب شفافة عن تجربة نصف قرن من العمل القيادي الهام، ولعلّ هذا ما أكّده في أوّل كلمة له اليوم كرئيس جديد متجدد لمجلس النواب، وهكذا فتحيّتنا له مضاعفة، وخصوصاً أنّه من الواضح أنّه يقف أمام تحدي مسالة ”المجلس الديكوري”، وللحديث بقية!