الدستور - أحمد الحراوي
أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن الأردن قادر بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على تجاوز التحديات السياسية والأمنية التي فرضتها الأوضاع الراهنة في المنطقة، ولن يسمح لأي جهة العبث بثوابته الوطنية ومصالحه العليا.
وقال إن الأردن منذ التأسيس على يد الملك المؤسس عبدالله الأول واجه تحديات سياسية وأمنية عديدة بسبب موقعه الجيوسياسي، لكن تم تجاوزها وهو أكثر قوة وصلابة بفضل حكمة قيادتنا الهاشمية ووعي شعبنا، ومنعة اجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، ورسوخ مؤسساتنا الدستورية، فاستمر الأردن عصيا على الانكسار.
جاء ذلك خلال لقاء الفايز أمس الأحد في محافظة مادبا ممثلي المجتمع المحلي في المحافظة بحضور مساعد الرئيس ورؤساء اللجان في مجلس الأعيان ومحافظ مادبا وأعيان المحافظة ونوابها، ورئيس مجلس المحافظة ورؤساء البلديات في إطار حرص مجلس الأعيان على التواصل مع مختلف المكونات الاجتماعية والشعبية والشبابية، وممثلي مؤسسات المجتمع المحلي في مختلف المحافظات، للحوار حول مختلف قضايا الوطن وتحدياته.
وبين أن الهوية الوطنية الأردنية هوية قوية راسخة متجذرة وعميقة لا تقبل القسمة ولن يسمح لأي جهة العبث بها مؤكدا أن قوة الهوية الأردنية مكنتها من استيعاب كل موجات اللجوء الفلسطيني وغيره منذ عام 1948 وانصهر الجميع من مهاجرين وأنصار في بناء الدولة الأردنية والدفاع عن ثوابتها، وأصبح الأردنيون من مختلف مكوناتهم أسرة أردنية واحدة.
وبين الفايز خلال اللقاء أن على الأردنيين وبمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية أن يكونوا حذرين في ظل المتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية سياسات دولة الاحتلال التوسعية والعدوانية وإعادة احتلال قطاع غزة، مستندين في ذلك إلى وعيهم وإرثهم التاريخي في الحرص على أمن الوطن واستقراره.
وقال إن المطلوب اليوم في ظل الفوضى والصراعات والأزمات السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية تعزيز الحوار المسؤول والهادف، بعيدا عن التعصب والعنف واللامبالاة وأن يتصدى الجميع لخطاب الكراهية والفتنة، فأمن الوطن واستقراره ونهضته وازدهاره مسؤولية تشاركية تقع على عاتق الجميع، مشددا على أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية وتمتين الجبهة الداخلية، وتعزيز النسيج الاجتماعي واعتبار مصالح الأردن وأمنه واستقراره أولوية قصوى.
وأشار إلى أن مصالح الأردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي وتحدياته الأمنية يجب أن تؤخذ بالاعتبار في تصرفاتنا ومواقفنا حول أي قضية داخلية أو خارجية وعند كل موقف سياسي نتخذه، لذلك علينا أيضا أن نكون يدا واحدة، من أجل الحفاظ على الوطن وثوابته ومصالحه العليا والتصدي لمن يحاول بث الفرقة بين أبناء الوطن أو الإساءة للأجهزة الأمنية والجيش العربي المصطفوي، فهما درع الوطن وحصنه المنيع.
كما أشار إلى حالة الأمن والاستقرار التي يعيشها الأردن رغم ما يحيط به من تداعيات ورغم سعي البعض الى العبث بها، قائلا «إن على هؤلاء أن يدركوا أن كل الأردنيين ونشامى الوطن ونشمياته مع جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية يفتدون الوطن وقيادته الهاشمية بكل ما يملكون».
وقال: بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي استطاع بحنكته السياسية وحضوره الدولي والاحترام الكبير الذي يحظى به من قادة العالم وسياسييه، تمكنا من تجاوز كل التحديات خاصة ما تعلق منها في الربيع العربي أو صفقة القرن المشبوهة، التي كانت تهدف إلى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن وثوابته.
وأكد أن أي محاولات للعبث بأمن الأردن ستفشل أمام إرادة شعبنا الصلبة، مبينا أن الغرب يدرك جيدا أن الأردن عنوان التوازن والاستقرار في المنطقة وأن العبث بأمنه ستكون له تداعيات كبيرة على دول الإقليم وعموم منطقة الشرق الأوسط والسلام والاستقرار فيها. وبخصوص مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني ومن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وسياسات إسرائيل العدوانية وسياساته التوسعية، أكد الفايز أن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين والقضية الفلسطينية، وقد كانت مواقفنا ومواقف قيادتنا الهاشمية على الدوام مواقف مشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأضاف: إن دعمنا وإسنادنا المتواصل للشعب الفلسطيني ومواقفنا الصلبة تجاه تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة ووقف العدوان الإسرائيلي البشع هي مواقف ثابتة وراسخة ولا تقبل المساومة أو التشكيك.
وأشار إلى أن الأردن منذ عهد الإمارة ساند كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال كما أن الأردنيين ومعهم أحرار الامة لن ينسوا تضحيات قيادتنا الهاشمية من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها، مشيرا إلى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف عملت على حمايتها وإعمارها ومنع تهويدها.
وأكد أن جلالة الملك يتصدى بكل حزم للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة ويشرف جلالته بذاته على إرسال المساعدات الإنسانية وإنزالها بيديه الطاهرتين للمحاصرين في قطاع غزة ويوجه جلالته بإدامة المستشفيات الطبية العسكرية فيه وفي المدن الفلسطينية المختلفة ويتصدى للمخططات الإسرائيلية التوسعية ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، لهذا كان الأردن بقيادته الهاشمية وبعشائره وقبائله ومختلف أطيافه الاجتماعية المدافع الأول عن القضية الفلسطينية.
وبين أن جلالة الملك يعتبر القضية الفلسطينية والدفاع عنها في مقدمة الأولويات ويسعى بكل قوة لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقة المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن ما شهدته المنطقة من اضطرابات وأحداث مأساوية وسيناريوهات حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يفرض علينا جميعا التصدي لكل المخططات التي تستهدف الأردن والالتفاف حول الوطن والعرش الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والوقوف خلف جلالته في دفاعه عن ثوابتنا الوطنية ومصالح الأردن العليا.
وأكد أعيان ونواب ووجهاء مادبا في مداخلاتهم وقوفهم خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل أردن قوي ومنيع في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن ورفضهم المساس بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ومؤسساتنا الوطنية.
وأكدوا ولاءهم وانتماءهم للقيادة الهاشمية وتراب الوطن، مشددين على أهمية الحفاظ على المصالح العليا للدولة الأردنية.
واستمع رئيس مجلس الأعيان ورؤساء اللجان في المجلس إلى ملاحظات المواطنين حول مختلف القضايا الخدمية والاقتصادية في المحافظة وأهمية متابعتها مع الجهات الحكومية المعنية وإيجاد الحلول المناسبة خاصة إقامة المشاريع الاستثمارية التي تشغل الأيدي العاملة.
وكان محافظ مادبا فيصل المساعيد رحب في بداية اللقاء برئيس مجلس الأعيان وأعضاء المجلس مقدرا هذه الزيارة للتواصل مع المواطنين التي تعبر عن توجهات جلالة الملك عبدالله الثاني، وأكد الوقوف خلف القيادة الهاشمية لمواجهة التحديات.