عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2019

الصميدعي يؤكد أن البغدادي كان مسالماً ويلعب كرة القدم… و«جهاد النكاح» بدعة إعلامية
 
 
بغداد ـ «القدس العربي»: تحدث مفتي السنّة في جمهورية العراق، مهدي الصميدعي عن ملابسات اعتقاله على يد الأمريكان، ولقائه في المعتقل بزعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي وفي حواره مع «القدس العربي»، قائلاً: «تم اعتقالي ومعي 56 شخصاً في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 2004، من هذا المكان تحديداً (جامع أم الطبول في بغداد)، بسبب إعلاني الجهاد ضد القوات الأمريكية رسمياً، وبكوني إمام المجاهدين حينها ولدي مقاومة وعمل عسكري».
وأضاف: «وضعونا في بادئ الأمر في المنطقة الخضراء، ثم نُقلنا إلى مطار بغداد، بعدها إلى سجن أبو غريب، وأخيراً إلى سجن بوكا (في البصرة). قسم منا خرجوا في هذه الأثناء، فيما استمر اعتقال القسم الآخر لسنوات».
وزاد: «الأمريكان في التحقيق كانوا يريدون معرفة الأسماء المُقاوِمة. أنا قلت لهم بأني مسؤول عن قتل أي جندي أمريكي سواء من خلال الفتوى أو غيرها، وأن الأمريكان كذبوا علينا عندما قالوا بأنهم جاءوا لتحريرنا من صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل، لكن اتضح إنهم محتلون».
وأضاف: «لم أتعرض لتعذيب جسدي، بل تعرضت لتعذيب نفسي. قضيت 118 يوماً في الحجز الانفرادي»، لافتاً إلى أن «ملفي لدى الأمريكان كان مكتوب عليه قائد السنة في العراق وعلى هذا الأساس كانت معاملتي أفضل نوعاً ما».
وتابع: «في بداية انتقالي إلى سجن بوكا، كان السجن يحتوي على 8 مخيمات (كامبات)، قبل أن تتوسع إلى 34 مخيماً، تضم معتقلين من السنّة والشيعة، لكن الأغلبية كانوا من السنّة. الأمريكان كانوا يقومون بأعمال تحريضية من بينها على سبيل المثال جلب ألف معتقل سنّي ومعهم خمسة معتقلين من الشيعة».
وبين أنه «في مطلع عام 2005 ازدادت المشكلات داخل السجون. الأمريكان بدأوا ببث أخبار للسجناء السنّة بأن الشيعة يقتلون أبناءكم ويطاردونهم في الشوارع، وعندما يأتي ذوو السجناء لمواجهة أبنائهم المعتقلين، لا يسمح الأمريكان لهم بالحديث عن أي شي مغاير للأنباء التي نقلوها لهم، وإلا لن يسمح لهم بلقاء أبنائهم مرة أخرى».
وأضاف: «نقلت إلى سجن آخر (برافو 1) الذي يضم سجناء شيعة، كان السجناء السنّة محتجزين في (كامب آخر) يطلق عليه اسم (ألفا)، هناك التقيت بقاسم الأعرجي (وزير الداخلية السابق) وحاكم الزاملي (رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق)، وقيس الخزعلي، وأخيه، وعدد من الشخصيات الشيعية الأخرى التي كانت معتقلة أيضاً»، موضّحاً أن «هذا اللقاء تضمن الاتفاق على عهد بأن نخرج من السجن لجمع الشعب العراقي، على أن يبقى السنّة والشيعة على مذاهبهم، أفضل من الاستعانة بالأجنبي الذي يسعى إلى كسر الطرفين».
واسترسل الصميدعي في سرّد قصة لقائه بالبغدادي في المعتقل: «في عام 2005 التقيت بشخص يدعى إبراهيم عواد، لم يكن حينها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، ولم يحمل اسم البغدادي أساساً، عندما كنا في سجن أبو غريب، في الـ(كامب) الثاني. في يوم ما جاءوا بمجموعة من بينهم إبراهيم عواد قالوا بأنه دكتور (في الشريعة الإسلامية). كان هادئاً ومسالماً، فطلبت أن يكون معي في الخيمة رقم 8 (تضم 25 شخصاً) كون أن من كان معي جميعهم رجال دين وشيوخ عشائر وأكاديميون». وزاد: «عندما سألناه عن سبب اعتقاله قال: اتهموني بأني أقاتل الأمريكان. أنا دكتور ولم أقم بهذه الأعمال».
وحسب ما قال «جميعنا لم نصدق التهم الموجهة له. كان مسالماً جداً، ولم تظهر عليه أي علامات استفهام. كان يلعب كرة القدم مع بقية الشباب داخل الـ(كامب)، لحين ما جاء رقمه وتم نقله إلى سجن بوكا. أنا كنت في (كامب رقم 12) وإبراهيم عواد لا أعلم في أي (كامب) كان موجوداً. لم ألتق به في بوكا»، لافتاً إلى أن البغدادي «كان يقرأ القران باستمرار. كان مسالماً لم نكن نتوقع إنه سيكون بهذا الشكل».
وعدّ زعيم دار الإفتاء العراقية إن «تنظيم داعش جاء بدين الإسلام وبالفقه الإسلامي، الذي يعتمد على فقه القاضي الذي عندما يرى بأن أمراً ما فيه مصلحة للمجتمع يعمل به، وما فيه مفسدة للمجتمع لا يأخذ به. لكن فكر التنظيم بالأساس متشدد ومبني على أساس الغلو والتطرف، لذلك لجأوا إلى العقوبات الصارمة في المجتمع كالتعزير وغيرها. كانت معاملتهم قاسية ومرعبة جداً»، مؤكداً أن «طريقة تنفيذ إجراءات التنظيم لا إسلامية، لكن القواعد إسلامية تستند على الفقه والجزية والفتوحات وغيرها. الله قال (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهم). التنظيم يطبق الشريعة الإسلامية لكن بفكرهم – بفكر الخوارج».
وأضاف: «نحن نؤمن بأن الشريعة يجب أن تُطبق، ونعمل ليلاً ونهاراً على إعادة الناس إلى شريعة الله تعالى»، مؤكدا: «نحن كسلفيين، لا نكفّر التنظيم، ونعتبرهم خوارج. الخوارج معروفون بالتدين، ومعروفون أيضاً بالغلظة والشدّة».
وعن فتوى «جهاد النكاح»، مضى إلى القول: «لا اعتقد إن هذا الأمر موجوداً. أتوقع أن ذلك فبركة إعلامية من بعض الجهات التي تحاول تشويه صورة المسلمين والطعن بأعراضهم. لا توجد حالة نكاح واحدة. أنا لا أزكي التنظيم لكن الحديث عن هذا الموضوع سمعنا به في الإعلام، في حين أن الأشخاص الذين كانوا تحت سيطرة داعش في الأنبار والموصل، قالوا بأنه لا يوجد مثل هكذا أمر».
وختم حديثه بالقول: «ستكون الانطلاقة الحقيقية للدين الإسلامي من العراق، كما أوعد النبي محمد (ص) بخروج عصائب أهل العراق- رايات أهل العراق، وأبدال أهل الشام، وستعود الحكمة الإسلامية والدين الإسلامي بكل فخر وعزة وكرامة».