عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-May-2020

شارع الاستقلال بملامح وذكريات

 

الراي - حيدر المجالي - يروي شارع الاستقلال الذي أنشئ منذ قرابة الثلاثة عقود حكايات الوطن، إلى جانب اهميته كونه شريان حيوي يربط شرق العاصمة بغربها، ويشهد حركة سير لا تنقطع ليلاً او نهاراً.
فالشارع الذي اخذ تسميته من ذكرى استقلال المملكة، ما يزال يبوح بالذكريات، ويرسم ملامح تشكّل المنطقة؛ وعلى جانبه يمتد شارع القصور الذي يصل إلى قصر رغدان العامر، أحد ابرز معالم عمان، وبيت الهاشميين الذين قادوا الدولة، نحو المجد منذ التأسيس وحتى اليوم.
شارع الاستقلال ليس مجرد شارع يمتد بين مكانين مهمين، هما دوار الداخلية، وجسر النشا (المحطة)، إنما يرمز إلى الدور النهضوي الذي شهدته المملكة؛ فقد احتضن عبر عقود خلت وحتى اليوم معالم حيوية اخذت ذات التسمية مثل: استقلال مول، ومستشفى الاستقلال، والعديد من المرافق الأخرى.
ويربط الشارع مناطق مهمة من العاصمة، بدءاً بشارع اليرموك، والمحطة، وشارع الجيش الذي يؤدي إلى الزرقاء ووسط البلد، والشوارع المؤدية للهاشمي الشمالي والحنوبي عبر جسر النشا، وايضا شارع القصور، وضاحية النزهة، وكذلك الشارع المؤدي لطبربور، وشارع الأردن.
ومن اهم المناطق العريقة التي تجاور شارع الإستقلال، جبل الحسين، والمدينة الرياضية، وهو من المواقع الإستراتيجية، على صعيد حركة السير، ورمزيته التاريخية؛ فقد شهد إقامة مهرجانات وطنية بمناسبة الاستقلال حظيت برعاية ملكية، وتم إنشاء ساحة الاحتفالات في حرم القصور الملكية المحاذية له.
يشهد الشارع حالياً، اعمالا انشائية لمشروع الباص السريع، وتم عمل تحويلات للسير، احدثت إرباكاً مرورياً وإزدحاماً، خاصة في ساعات الذروة، صباحاً ومساء؛ لكن هيبة الشارع ما تزال ترخي بظلالها على المنطقة.. فهو في الليل ايقونة جميلة، حين تزين المصابيح عتمة ليل عمان، وتضفي الإنارة الملونة والأعلام، وعلم السارية الذي يرفرف بالهواء، سحراً وجمالاً على معلم مهم من معالمنا الحيوية والحضارية.
من عاين الشارع منذ نشأته، يدرك بانه كان من المتنفسات المهمة لأهالي العاصمة، فقد كان العشرات يقصدونه في أيام الصيف لممارسة المشي، أو الجلوس على جانبيه للتنزه واحتساء الشاي والعصير.
وقد راعت امانة عمان الحاجة الملحة لتطوير الشارع، من حيث زراعة الأشجار في الحدائق التي تجاور الجسور والأرصفة، والمناطق المحاذية المفتوحة؛ فيما بدأ الزحف العمراني يطال المنطقة المحاذية للقصور، حتى اصبحت مدائن تنبض بالحياة.
أمانة عمان وعلى لسان امينها الدكتور يوسف الشواربة، وعدت بتأهيل وتطوير الشارع، حال الإنتهاء من اعمال الباص السريع، وسيصبح من الطرق الحيوية التي تنقل المواطنين والطلبة من مجمع المحطة، وإلى شمال العاصمة، وغربها، وجنوبها؛ بما يسهم بالحدّ من أزمة المرور وإنسيابية الحركة.
مواطنو العاصمة ضاقوا ذرعاً بالإغلاقات والتحويلات الانشائية، لإتمام مشروع الباص السريع، لكن الأمانة تعد بأنها ستنهي الأعمال في موعدها المحدد قبل نهاية العام الحالي قد يكون وباء كورونا أبعد الكثير عن الشارع، وخاصة في ساعات المساء، إلا انه يشكل عصب الحياة، والشريان القوي الذي يتدفق بقوة، ليكمل حكاية عشق في صفحات الوطن!!