عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Apr-2019

الالتفاف الشعبي حول الملك والمطلوب من الدبلوماسية الأردنية - ‎عوض الصقر

 

 
الدستور - يشكل التفاف الشعب الأردني بجميع مكوناته وأطيافه السياسية حول جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهة الضغوط المختلفة للتنازل عن القدس والمقدسات وتنفيذ صفقة القرن ومؤامرة الوطن البديل، يشكل ظاهرة ملفتة وغير مسبوقة..
وهنا أريد الحديث عن المسيرات والتظاهرات العامة التي تنظمها الفعاليات الشعبية ومؤسسات العمل التطوعي في أنحاء البلاد لتأييد موقف جلالة الملك الرافض لجميع هذه المؤامرات، وأود الإشارة في هذا المقام إلى المسيرة المليونية التي ستنظمها هذه الفعاليات في محافظة إربد يوم الثلاثاء القادم لتأكيد هذا الالتفاف حول جلالة الملك وموقفه الثابت من قضية القدس والمقدسات وصفقة القرن سيئة الصيت.
لقد حسم جلالة الملك جميع تلك الشائعات بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية والقدس خط احمر ، تماما كما هو الحال بالنسبة للوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس وأن الاردن لن ولن ولن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين.
المواقف الحازمة والحاسمة لجلالة الملك حول هذه الملفات عمقت تكاتف الشعب الأردني والتفافه حول جلالته خاصة بعد أن أعلن لاءاته الثلاث وهي: لا للتّنازل عن القدس المحتلة ولا للوطن البديل ولا للتوطين، ما يؤكد أن هذه القضايا محسومة بشكل قطعي ونهائي ولا رجعة فيه.
ربما لا تعرف بعض الدول أن القدس الشريف بالنسبة للهاشميين هي مسألة ارتباط روحي وتاريخ بل إنها مسألة حياة أو موت وبالتالي فلا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن بهذا الاتجاه وهو ما أكده جلالة الملك عندما قال: «لن أغير موقفي ما حييت بالنسبة للقدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح، ولا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن في هذا الموضوع»، وهو ما يشكل رسائل ثابتة لا تقبل التأويل أو التفسير.
الشعب الأردني بجميع مكوناته يؤيد هذا الموقف المشرف ويدعمه مهما كلف الثمن وبلغت التضحيات ولكن، ما يبعث على الأسى والأسف أن الأردن ترك وحيدا في مواجهة محاولات التغول الأميركي الاسرائيلي لفرض الأجندات والاملاءات التي تتواءم مع المصالح الاسرائيلية.
ليعلم القاصي والداني أن الملك عبدالله الثاني هو الوريث الشرعي للوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات ونقول لاسرائيل كما قال جلالته: « لا تحاولوا، حتى لو دفعتم المليارات بأن نتنازل عن حقوقنا وسيادتنا وعقيدتنا».
هذا هو الموقف الوطنيّ الأُردنيّ الذي صدر عن المُستويين الملكيّ والشعبيّ معًا، يستحق التّقدير والدّعم، في الوقت الذي ساد الاعتقاد فيه لدى الإسرائيليين والأميريكيين أنّ العرب لا يستحقّون سوى الاحتِقار والهوان، لأنّهم فقدوا كرامتهم، وباتوا مُستعدّين للتّجاوب مع أيّة إملاءات أمريكيّة وإسرائيليّة خاصة بعد أن لاحظوا ردود الفعل العربية الباهتة على نقل السفارة الأميركية إلى القدس وضم الجولان.
ونحن لا نقول لجلالة الملك كما قالت بنو إسرائيل لنبي الله موسى عليه السلام:»إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون» ولكن نقول  إنا معك مقاتلون. 
ولكن وفي مواجهة حالة الغليان الشعبي غير المسبوق والالتفاف الصادق حول جلالة الملك فإنه يتوجب على وزارة الخارجية أن تقوم بمبادرة لمواكبة هذه الانتفاضة الشعبية العارمة وأن تتبنى حملة دبلوماسية شاملة داخلية وخارجية..
فعلى الصعيد الداخلي يتوجب استدعاء سفراء الدول العظمى كدول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين للتأكيد على موقف الأردن الحازم والحاسم الذي لا رجعة عنه تجاه قضايا القدس والوطن البديل والتوطين، وعلى الصعيد الخارجي يجب أن تقوم بجولات ميدانية على تلك الدول لشرح هذا الموقف الأردني الثابت والذي لا حياد عنه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.