“أسبوع فيلم المرأة” الثامن.. قصص تستعرض قوة النساء وقدرتهن على الإلهام
إسراء الردايدة
عمان-الغد- للعام الثامن على التوالي، يعقد “أسبوع فيلم المرأة” فعالياته بتقديم 10 أفلام من مختلف أنحاء العالم تروي قصصا عن نساء حقيقيات وأخرى روائية، يبحثن عن مكانهن في الحياة ويسعين لتحقيق ذاتهن، ويركضن خلف أحلامهن.
الأفلام المختارة تم انتقاؤها بعناية، لتقدم نماذج حقيقية عن سيدات ألهمن من حولهن، بنضالهن لتحقيق العدالة أو السعي وراء حقوقهن، هي قصص إنسانية غنية بالمشاعر التي تلقي بظلالها على الحياة وأوجهها العادلة والظالمة، عن معاني النضوج والصراع من أجل البقاء التي تصورها السينما بلغة بصرية.
ويفتتح الأسبوع الفيلم الوثائقي السوري “من أجل سما” للمخرجة وعد الخطيب، الذي يتناول الحرب في سورية وتحديدا في مدينة حلب بمشاهد القتل والعنف فيها؛ إذ يصور حالة الصدمة والذهول لمن عاشها بمشاهدة جثث الأطفال وأشلائهم تتناثر أمام عينيه.
بيوت مدمرة ودموع وصراخ كلها مشاهد اعتاد العالم على مشاهدتها منذ انطلاقة الحرب في سورية، والتي جمعها المخرجان وعد الخطيب وإدوارد واتس في شريطهما الوثائقي الطويل الأول، بهدف خطف الأنفاس وترك من يشاهده في حالة تشوش عاطفي.
ويقام “أسبوع فيلم المرأة” تحت رعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام على مسرح الرينبو حتى 13 من الشهر الحالي بواقع عرضين يوميا. فيما يناقش الفيلم الفرنسي “الخفيون” لمخرجته لويس جوليان، أوضاع مجموعة من العاملين الاجتماعيين ونساء حقيقيات مشردات لعبن الدور، ومن خلال البقاء في المأوى غير القانوني يدعمهن بعضهن بعضا ليصبحن واثقات وفاعلات في المجتمع.
بينما يتناول الفيلم المكسيكي “الوداع” لمخرجته ناتاليا بيريستان، سيرة من حياة الكاتبة المكسيكية روزاريو كاستلانوس، التي عانت من أجل حجز مكانها في المشهد الأدبي المكسيكي من القرن العشرين خاصة في فترة الخمسينيات؛ حيث كانت المرأة تعد مواطنة من الدرجة الثانية، لتفتح باب للأنثى وتمنحها صوتا في الأدب المكسيكي وتتبوأ مناصب عالية.
وعن الاستفادة من قدرات النساء في عمر يظن الجميع أنه يمثل مرحلة التقاعد، يأتي الفيلم السويدي “ماريا كانت هنا!” لمخرجته توفا نوفوتني، بقالب درامي كوميدي ليطرح قدرات النساء على تحقيق السعادة في المجتمعات اللاتي يتواجدن بها.
قصص ملهمة
وفي اقتباس عن قصة حقيقية، يأتي فيلم “قائدة الأوركسترا” لمخرجته ماريا بيترز، عن طموح الهولندي أنطونيا ريكو في أن تصبح أول امرأة في العالم تتولى بنجاح قيادة أوركسترا ضخمة. في وقت لم تنجح أي امرأة في العالم في تحقيق هذا، لكنها باتت المرة الأولى في التاريخ الهولندي التي عينت في أوركسترا هولندا الإذاعية، مسيرة لا تخلو من الحب والطموح والألم.
قصص عن اكتشاف الذات أيضا تتمثل في الوقوف والصمود في مواجهة عقبات الحياة، كما في فيلم “سبع طاولات بلياردو” لمخرجته غريسيا كوبرجيتا، عن أم تعيد الوقوف على قدميها بعد اختفاء زوجها في محاولة لتوفير لقمة عيش لأبنائها وترمم العمل الذي تركه له وتعاود فتحه. بينما يأتي الفيلم الكوري “الغابة الصغيرة” لبيم سوون راي، عن فتاة تكتشف ذاتها من جديد في مكان بسيط، لتثبت أن الأحلام تتواجد في الأماكن التي لا نتوقعها، والسعادة تكمن في التفاصيل الصغيرة، ما يلهمها لبداية جديدة.
سيرة ذاتية
فيلمان وثائقيان يتناولان شخصيات عالمية معروفة عن نساء ملهمات، الأول هو “امرأة ذات هدف” لمخرجته جين دانييل لافوند من كندا، عن قصة ميشيل جان التي أصبحت حاكمة لكندا بصفتها ناشطة اجتماعية من أفريقيا، ركزت في مسيرتها على دعم الشباب وتمكين الشعوب الأصلية المضطهدة، وكانت جان امرأة تتمتع بثقافة عالية ومهارات دبلوماسية. بينما يوثق فيلم “روث بادر غينسبرغ” لمخرجته بيتسي ويست وجوليا كوهن، حياة قاضية المحكمة العليا الأميركية “روث بادر غينسبرغ” التي امتدت لعقود طويلة؛ قصة حياتها، مولدها ونشأتها في بروكلين وتعليمها الكامل.
روث ألهمت العديد من النساء المهمشات ودافعت عن حقوقهن، وعينت في السلطة القضائية الفيدرالية من قبل الرئيس جيمي كارتر ولاحقا عينها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في نهاية المطاف في المحكمة العليا.