معاريف
أسرة التحرير
دعا مفوض اللاجئين للأمم المتحدة دماتو دسلنيا إسرائيل لاعادة النظر في اتفاق طالبي اللجوء الذي وقع وعلى الفور الغي قبل نحو سنة ونصف من ناحية الأمم المتحدة، اوضح المفوض، ما يزال الاتفاق على الطاولة “فقد كان وما يزال السبيل الأفضل للتقدم”.
في الأسبوع الماضي انعقد في جنيف المؤتمر العالمي الأول لمعالجة أزمة اللاجئين، ومثل إسرائيل فيه رجال وزارة الخارجية وموظف من سلطة السكان والهجرة. رغم ارسال الممثلية، من الصعب القول إن إسرائيل تتحمل هي ايضا العبء الذي تتحمله دول العالم في العقد الأخير، عقب الارتفاع إلى ذروة كل الازمنة في عدد اللاجئين وعديمي المكانة في العالم. لقد كان هدف المؤتمر تعزيز الدعم الدولي للاجئين والعمل على قبولهم في الدول المختلفة حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى بلدانهم. ولكن هذا بالضبط ما ترفض إسرائيل عمله.
وفقا لمعطيات سلطة السكان، يعيش في إسرائيل نحو 29 ألف طالب لجوء من ارتيريا والسودان. ورغم أنهم يتواجدون في إسرائيل منذ نحو عقد، بل وبعضهم أكثر من ذلك، فان طلبات اللجوء التي تقدموا بها لم تفحص رغم النقد الذي وجهه لهذه السياسة مراقب الدولة والمحكمة العليا. ووصف مفوض اللاجئين في إسرائيل كمن يعيشون في متاهة قانونية واجتماعية. ودعا الدولة “لايجاد حل دائم وإنساني، يعرض عليهم الحماية، ولكن يأخذ بالحسبان ايضا القلق الديمغرافي لإسرائيل ومصالحها الاخرى”.
لعار إسرائيل انها رفضت في السنة الماضية حلا يستجيب للمطلبين. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي ايد الاتفاق الذي وقعت عليه الحكومة مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، تراجع عنه لانه لم ينجح في الوقوف في وجه المعارضة له في اوساط مؤيديه. وحسب الاتفاق، كان يفترض بـنحو 16 ألف طالب لجوء أن يغادروا إسرائيل وان يتم استيعابهم في دول غربية مثل كندا، المانيا وايطاليا، وعدد مشابه من الأشخاص يتلقون مكانة قانونية في إسرائيل.
لم يكن بوسع مؤيدي نتنياهو ان يحتملوا فكرة ان حتى عدد صغير من اللاجئين يستوعب في الدولة القومية اليهودية، ولم يكن بوسع نتنياهو ان يحتمل الاحتجاج الذي يثيره. على ضعف زعامته دفع الثمن من اللاجئين فقط، بل وايضا سكان جنوب تل أبيب الذين كان يفترض بالاتفاق ان يوفر لهم جوابا على مصاعبهم ايضا.
ما كان صحيحا في السنة الماضية ما يزال ساري المفعول اليوم ايضا. يدور الحديث عن اتفاق جيد، من أكثر ما طرحته مفوضية الأمم المتحدة للاجئين سخاء على الدولة في أي وقت مضى. على إسرائيل أن تستغل حقيقة أن الاتفاق ما يزال على الطاولة وان تتبناه فورا. هذا هو الحد الأدنى الذي يمكنها أن تفعله كي تساهم في نصيبها بالجهد العالمي والاحساني لطالبي اللجوء.