عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2021

من ارتهان الى ارتهان اخر * علي جمالو

سوشيال ميديا - 

 
بداية كنت ولازلت اتعاطف مع اي زميل اعلامي سوري داخل البلاد او خارجها بصرف النظر عن خلافي السياسي معه او عدم موافقتي على خياراته وارائه ، اعرف سلفا ان معظم الاعلاميين السوريين داخل البلاد يكتبون ويعملون في ظروف صعبة وليس لديهم خيارات فيما يذهبون اليه او يقومون به ( باستثناء البعض الذين لايعيشون سوى على النفاق والكذب ) ، لكن لا افهم كيف يقوم صحافي اختار صف المعارضة وغامر بحياته من اجل حريته وخرج من البلد ، لا افهم كيف يقوم بتكييف قلمه وعمله ليس من اجل قضيته واهله  بل من اجل قضايا وسياسات دول اوجماعات اخرى ! 
هل هذه هي الحرية التي دفع السوريون دم قلوبهم من اجلها .؟
هل يسطيع صحافي سوري اليوم ممن يقيمون في تركيا انتقاد ما تقوم به الحكومة التركية من قطع واحتجاز مياه الفرات عن الاراضي السورية على سبيل المثال ؟ 
وبالمقابل هل يستطيع صحافي سوري يقيم في الامارات العربية المتحدة انتقاد حكومة الامارات على سياساتها التي تؤيد النظام وتقفز فوق ارادة المجتمع الدولي المتفق على انها تشترط انجاز الاصلاح السياسي في سورية قبل القبول بعودة العلاقات مع نظام دمشق .
وكذلك يصح الامر بالنسبة للمقيمين في الاردن ومصر والعراق وغيرهم من الدول . 
 لقد خرج من خرج من سورية للافلات من القمع والارتهان السياسي والامني  ..ولكنه وقع في شباك ارتهان سياسي وامني اخر .. 
انا هنا لا انتقد تركيا او مصر او الامارات او غيرها  لان لديها مصالح وسياسات اتفق معها او اختلف ، لكن لا استطيع تحمل قيام صحافي سوري بالدفاع عن مصالح وسياسات احدى هذه الدول على حساب قضايا شعبه . 
لقد تعرض العديد من السوريين في الاسابيع والاشهر الماضية في انقرة وازمير  وغيرهما من المدن والبلدات التركية الى اعتداءات سافرة من قبل عنصريين اتراك خلفت اصابات خطرة وتم تدمير بعض البيوت وحرق بعض  السيارات وكان لافتا ان نقرأ لصحافيين سوريين يقيمون في تركيا كتابات مشينة تدين الضحايا وتدافع عن المعتدين  ، بل ان مؤسسات اعلامية محسوبة على المعارضة تبنت الخطاب التركي ضد المواطنين السوريين النازحين، وهذا غير مقبول .  
 صحيح ان ظروف ومناخات العمل صعبة جدا ، لكن على الاقل لا تتحدث عن الحرية وتتنمر على زملاء لاحول ولاقوة لهم داخل سورية وانت  غارق في الدفاع عن الاقفاص التي تعيش في داخلها  .