عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Aug-2020

قادة ومحللون عسكريون إسرائيليون: نصرالله مصّمم على إلحاق الضرر بنا

 

الناصرة- “القدس العربي”: - اعتبر قادة القطاع الشمالي في جيش الاحتلال أن حزب الله فشل مرتين بالثأر من إسرائيل في المنطقة الحدودية مع جنوب لبنان ردا على مقتل أحد عناصره في سوريا بغارة جوية، لكنه مصمم على إلحاق الأذى بإسرائيل.
 
ونقلت القناة الإسرائيلية “أي 24″ عن قائد عسكري إسرائيلي قوله إن ردّ إسرائيل كان حاداً فدفع حزب الله ثمنًا باهظًا، وهو ثمن يدلل على أننا لن نسمح بإلحاق الأذى بسكان الجليل وجنودنا، وأننا لن نسمح له بمضايقة المتجولين الذين يغمرون الجليل”.
 
وذكر عسكري إسرائيلي آخر، أن “حزب الله يقاتل من أجل مكانته في لبنان، بعد أن بات يعاني من إضعاف إيران، حيث اضطر إلى التعامل مع سهام النقد والاتهامات القاسية في الداخل والخارج”. وأضاف: “لذلك  يختار حزب الله حقبة تكافح فيها البشرية جمعاء فيروس كورونا، ولا تزال فيها الدولة اللبنانية تنزف إثر الانفجار المأساوي الذي وقع في ميناء بيروت، ليشعل النيران على الحدود الشمالية”.
 
وخلاصة قول العسكري الإسرائيلي: “رسالتنا إلى حزب الله واضحة لا لبس فيها، سنستمر في عدم السماح بذلك، وسنحبط محاولاته لتحقيق أي غاية من الأمر الذي هو مصمم عليه، بطريقة حازمة ومهنية وحاسمة”.
 
حزب الله يعود للبحث عن الثأر رغم المصاعب
 
ويرى عدد من المراقبين والمحللين العسكريين الإسرائيليين أيضا، أن حزب الله  مصمم على محاولة الثأر من إسرائيل. وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، إن نصر الله ملتزم بمعادلة الردع مع اسرائيل، ولم يرد بعد بنجاح على قتل أحد نشطاء تنظيمه الشهر الماضي.
 
وقال أيضا إن العمليات القادمة لحزب الله يمكن أن تؤدي إلى مصابين في إسرائيل وحتى إلى الانزلاق إلى بضعة أيام من القتال.
 
وتابع هارئيل: “بعد الكارثة في ميناء بيروت، قرر الجيش الإسرائيلي رفع الإنذار الاستخباراتي على الحدود الشمالية مقابل التقليل من مستوى الجاهزية العملياتية على طول الحدود. التبرير لذلك كان بسيطا: حزب الله لم ينجح في الحقيقة حتى الآن في إغلاق الحساب ردا على مقتل أحد أعضائه في دمشق في 20 تموز، إثر قصف نسب لسلاح الجو الإسرائيلي. ولكن الانفجار في ميناء بيروت غيّر تماما جدول الأعمال اللبناني. في الوقت الذي فيه وضع الدولة هو سيء جدا، التفكير كان أن حزب الله الذي اعتُبر جزءا من النظام السياسي والحكومي الفاسد في لبنان، لا يستطيع أن يضيف إلى آلامه عن طريق تصعيد الجبهة مع اسرائيل”.
 
ويشير هارئيل إلى أن رد قائد المنطقة الشمالية، أمير برعام هو صارم جدا. وأضاف: “حتى في هذه الواقعة، صمم برعام على رأيه. بعد بضعة أيام نجح في إقناع جهاز الأمن كله في تغيير موقفه وإعادة الإنذار الاستخباراتي والجاهزية العالية في الشمال. أول أمس تبين كما يبدو أن برعام كان محقا: أطلقت رصاصات من المنطقة اللبنانية على قوة للجيش الإسرائيلي كانت في نشاط عملياتي على طول الحدود قرب كيبوتس منارة. كان ذلك كمين قناصة لحزب الله الذين كانوا على بعد 200 متر من الجدار، لاحظوا حركة لقوة من الجيش الإسرائيلي. الجنود كانوا يتحركون في الظلام في الوقت الذي كان الضباب يلف المكان. لقد كشفوا لفترة قصيرة فقط، والرصاصتان اللتان أطلقتا من لبنان أصابتا مكانا قريب من الجنود، لكنها أخطأتهم”.
 
يشار إلى أنه ردا على ذلك، قصف سلاح الجو الإسرائيلي بصورة استثنائية مواقع لها علاقة بحزب الله في الجانب اللبناني. ومع ذلك يرى هارئيل أن محاولة حزب الله في الثأر فشلت في المرة الثانية خلال شهر، مرجحا أن يكرر الحزب محاولاته.
 
وعن برعام وحساباته يقول هارئيل: “خلف برعام ثمة تاريخ طويل من الأحداث التكتيكية مع حزب الله أثناء توليه قيادة وحدة خاصة “مجلان” وبعد ذلك قائد فرقة في الجيش الإسرائيلي. في معظمها خرج برعام منتصرا بعد استخدام عدد غير قليل من المكائد. ولكنه أيضا يعرف أن كل شيء غير موجود تحت سيطرته. الحدود مع لبنان وسوريا طويلة، وليست كل الوحدات المنتشرة على طول الخط هي وحدات نخبة ومنضبطة، وقانون ميرفي يعمل ساعات إضافية في النشاطات الأمنية الجارية.. إذا أمكن لشيء أن يتشوش، من المعقول أن هذا ما سيحدث. من هنا جاء تصميمه على مواصلة الإبقاء على وحدات القيادة في حالة جاهزية، رغم الوقت الذي انقضى ورغم الكارثة في بيروت”.
 
الحساب مفتوح
 
وهذا ما يؤكده زميله المحلل العسكري البارز، يوآف ليمور، الذي يقول في تحليل نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” إن اسرائيل غير معنية بالتصعيد، ولكنها سترد بقوة متصاعدة على كل ضربة لها.
 
معتبرا أن الكثير من الحذر قيل يوم الأربعاء في الجيش الاسرائيلي، ومع أن الإحساس كان إيجابيا بعد النجاح الثاني على التوالي في إحباط عملية لحزب الله، ولكن إلى جانب ذلك، كان العلم بأن شيئا لم ينتهِ حقا، والحساب على الحدود الشمالية بقي مفتوحا”.
 
ويضيف ليمور: “لقد كانت الحادثة نفسها فشلا لحزب الله. بالضبط مثلما الشهر الماضي في  سفوح جبل الشيخ الغربية هذه المرة أيضا بحث التنظيم عن هدف يكون تحت شفا التصعيد. وعليه فقد اختار نمط عمل يمكنه أن يتحكم بنتائجه. وبخلاف العبوة، المقذوفة الصاروخية أو الصاروخ المضاد للدروع، والذي لا يمكن معرفة كم من الأشخاص سيصيب، فإن نار القناصة يمكن أن تكون مركزة والتأكد بأن جنديا واحدا فقط سيصاب. العين بالعين، ذاك الثأر الذي يسعى حزب الله لأن ينفذه منذ قتل عنصره في غارة سلاح الجو في مطار دمشق قبل خمسة أسابيع”.
 
استهداف بالقنص
 
​ويشير ليمور إلى خلايا قناصة كهذه تتمركز منذ بضعة أسابيع على طول الحدود، بحثا عن هدف إسرائيل.ي ويقول إنه حتى الآن نجح الجيش الإسرائيلي في منعها تماما.
 
وكشف أنه يوم الأربعاء، عمل الجيش تحت هذا التهديد المتشدد، وعليه فقد تقرر بالقوة من وحدة المراقبة التي أرسلت لإصلاح خلل في أحد الأجهزة المنصوبة على الحدود، قرب منارة  كي تعمل في ساعات الظلام.
 
وتابع: “لقد عملت القوة وهي تعلم بالتهديد. تحركت بسرية، ولكن في مرحلة معينة كان يستوجب على أحد الجنود الكشف عن جزء من جسده كي يبدل العتاد المعطل. قناص حزب الله الذي كان ينتظر في أحد المنازل المتقدمة في قرية الحولة، لاحظه فأطلق رصاصتين. أخطأت الرصاصتان، ومع أنه قناص صاحب خبرة، فإن عملية إطلاق  نار كهذه معقدة للغاية بالنسبة له، حيث لا يرى الهدف إلا لثانية فقط، ولكن بالنسبة لحزب الله ينتظر منذ أسابيع طويلة هذه اللحظة فإن هذه نتيجة سيئة، وفشل عملياتي مدوٍ”.
 
ويخلص ليمور للقول كبقية المحللين الإسرائيليين: “لذا يتوجب على الجيش الإسرائيلي أن يبقى في حالة تأهب عالية في الحدود الشمالية، مع العلم أن عليه أن يفعل ذلك بينما يحافظ على نسيج الحياة المدنية في الفترة الحساسة لنهاية الصيف وأوائل فترة الأعياد، مع سياحة ذروة وأعمال تجارية تحاول إعادة بناء نفسها بعد أزمة كورونا. هذا تحدٍ عملياتي غير بسيط، مثلما رأينا يوم الأربعاء، ونأمل أيضا تكون النتيجة ناجحة للجيش الإسرائيلي، كما في الحدثين الأخيرين”.