الدستور- سد النهضة الاثيوبي يعرّض الامن المائي المصري للخطر . وثمة تبعات لا متناهية لازمة الامن المائي إذا ما اثوبيا مضت في مشروع السد تؤثر على الامن القومي المصري .

سياسيا المفاوضات بين مصر واثوبيا وصلت الى طريق مسدود . ولربما أن الازمة تزداد تعقيدا من تعنت الاثيوبيين . المفاوضات المصرية -الاثيوبية استهلكت وقتا طويلا من عمر الصراع، ولم يتم التوصل الى أي نتائج ايجابية، وبقيت اثيوبيا ماضية في مشروع السد الذي سيشغل بعد 3 اعوام بحسب ما أعلنت اديس ابابا .

الازمة ليست عادية وغير مسبوقة في التاريخ المعاصر، الصراع على منابع المياه . ولربما أن مصر تواجه تحديا كبيرا وصعبا . والخيارات المصرية قد تتعدى المفاوضات والدبلوماسية، وهناك اصوات مصرية ذهبت الى خيار الحل العسكري بكل محظوراته الا انه قد لا يكون هناك بديل عنه .

انقطاع مياه النيل وتقليل الحصة المصرية يعني أن المصريين سيكونون عرضة للمجاعة ومزيد من الفقر وحالة معيشية لا يحمد عقباها لبلد يعاني شعبه من مرارة الفقر والبطالة .ازود من ثلثي المصريين يعيشون على «هبة النيل «، فما بالكم لو انقطعت مياهه؟

سياسيا ثمة ما يستدعي تدخلا دوليا لعقلاء وحكماء في العلاقات الدولية لانهاء النزاع المائي المصيري . والحل العسكري بلا شك فانه سيلحق اضرارا وخيمة بكلا البلدين، وكما أن الطرف السوداني عليه تبني خطوات ايجابية تجاه الشقيقة مصر بعيدا عن الحساسيات السياسية المتوارثة بين البلدين . وفي المجال العربي فان سقوط مصر يعني سقوطا عربيا، وهذا ثابت رئيسي من ثوابت الاستراتيجية العربية عبر التاريخ .

و ثمة ما يستدعي موقفا عربيا واحدا خلف مصر في ازمتها الحالية وتماسكا وطنيا مصريا أيضا في مواجهة أكبر تحد مصيري يواجه مصر الحديثة . سد النهضة يعني خطرا على امن مصر القومي، والمسألة لربما تتعدى حدود كل التوقعات والتكهنات وتعني حياة أو موتا بالنسبة للمصريين