عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-May-2019

فــي الجفـــر ..عودة يقيم في خربوش ليكون مأوى لأسرته وأطفاله

 

الجفر-الدستور - قاسم الخطيب - لم تكن رحلةُّ سياحية أو ترفيهية ذهب لها قلمي، لا بل هي رحلةُّ تتفطر لها قلوب القساة قبل الرُحماء والمحسنين حزنا وألم حينما كتبتها دموع أنين المحتاجين والمساكين في مناطق متباعدة في صحراء محافظة معان في قضاء الجفر القابع في قلب الصحراء والمحاصر برمالها.
مناطق عشقها الفقر الكافر الجحود، وضرب أطنابهُ فيها وحضنها العوز الشديد ليتسلّى بحاجة أهلها، تارة اليتم والمرض وتارة أخرى قلّة ذات اليد كلما دخلنا خربوشا متهاويا لنرى حال أهله خرجنا منه مثقلين بالألم محملين بالأسى عن كيفية عيش ساكنيه.
كانت زيارتنا لقضاء الجفر البعيد عن معان مركز المحافظة لواء القصبة 70 كيلو مترا لنشاهد حال ومعاناة وحاجة بعض العائلات، فهذه الأماكن تحتاج عيونا مليئة بماء الدموع كي نسكبه على صفحات الأوراق حين نكتب حاجتهم وحالة معيشتهم.
خلال زيارتنا قضاء الجفر استوقفنا حال رب الأسرة (عودة ) فهو معيل لأسرة مكونة من 4 أفراد ولا يتقاضى أي دخل ثابت ليعيل به أفراد أسرته، دخلنا إلى الخربوش حيث يقيم مع عائلته وأطفاله ليكون مأوى لأسرته وأطفاله من برد الشتاء وحرارة شمس الصيف الملتهبة ليزيدهم هذا الخربوش بردا وحرارة.
 البداية دخلنا في خربوش الأسرة وشاهدنا حالة الفقر الشديد، حي لا يتجاوز مساحته المترين ونصف المتر...يتطاير مع اول نسمة هواء مشرع الابواب ليس فيه نوافذ، ولكن ما هالني وانزل دمعي هو ذلك الولد البالغ من العمر أعواما قليلة يجلس ممدود الرجلين انهكه الجوع والعطش سألته عن اسمه فقال :الله يحفظ الذي يساعدنا لم أتمالك نفسي ومن غير شعور ساح الدمع على حسرة وألم.
وأخوه كان يدعو لكل من يساعدهم، أسرة كاملة تعيش حالة فقر وعوز شديد، خرجت من الخربوش وأنا أقول في نفسي «أهذا حال أبناء وطني أيعيش الناس في مثل هكذا حالة «...فأين التقصير ومن هو المسؤول عن ذلك ؟!
فوجئنا بأطفال أنهك أجسادهم الجوع بالأصح سوء التغذية...يا الله وصل بالناس العيش إلى هذه الحال، أسر تعاني الحاجة وأخرى أنهكها المرض، أسر لا تعرف من الأكل سوى الخبز والشاي وعائلات أخرى بالكاد تحصل عليه يا الله ماذا أسمع وماذا أرى، أطفال في عمر الزهور عليهم ملابس مقطعة والبعض ليس لديه إلاّ قطعة ثوب واحدة يعيش بها طوال العام الى ان يأتي فاعلو الخير والمحسنون ويتبرعوا بملابس جديدة لهم، والطعام يقتصر على الخبز والشاي ان كان موجودا الأخير..لم احتمل ما رأته عيني وما سمعته اذني فهناك عائلات في هذه المناطق البعيدة النائية لا يعلم بها إلا الله وحده.
واختتم رب الأسرة «عودة» قوله أنا لا أريد من هذه الدنيا شيئا سوى أن أرى أسرتي تقطن في منزل يليق بحياة الإنسان؛ لأننا نعيش الآن في مكان لا تقبل أن تعيش به الحيوانات؛ فالفقر والجوع والحرمان وقلة حيلة اليد جعلتنا نكون في هذا المكان..هنا في خروبشنا الذي نقطن فيه.
وأضاف أنا أبقى طوال الليل أتفحص الخربوش خوفا من دخول الأفاعي أو الحشرات السامة خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة وبعد ما عانوا أبنائي من ضنك العيش وقلة الطعام، ذهبت إلى التنمية الاجتماعية وقدمت معاملتي للحصول على مساعده طارئة او معونة متكررة منذ أشهر ولكن لم أر اهتماما من قبل المسؤولين بأسرتي وحالها !!
واختتم الدرواشة حديثه» للدستور « انه وجد في المنطقة القريبة من خربوشه راعيا يرعى الغنم من أشقائنا السوريين فطلبت منه أن أساعده في هذا العمل فوافق وأعطاني خلال شهر واحد 50 دينارا...هكذا هو حالي وحال أسرتي.