عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2021

نائب*عبدالهادي راجي المجالي

 الراي

استمعت لتصريحات النائب صالح العرموطي على الجزيرة أمس الأول، وأنا لا أزكي على الله أحدا, وأجل وأحترم هذا الشخص.. ولكن السؤال ماهي وظيفة النائب؟ التثوير والتجييش.. أم التهدئة؟.. التشكيك بالمؤسسات والدولة والقرارات التي عبرها أصبح نائبا، أم بث الثقة في هذه المؤسسات والتأكيد على سلامة نهجها.. حين تحدث رئيس مجلس النواب أمس الأول في احتفال المئوية، أظنه تحدث باسم المجلس الذي يترأسه، قال كلمة فيها من الاحتراف السياسي ما فيها.. وتحمل حسا عاليا بالمسؤولية، ورزانة الطرح.. بالمقابل يأتي النائب صالح العرموطي وعلى فضائية عربية لينسف كل شيء ويتناقض مع كل شيء, وتحس من خلال كلامه أننا نعيش تحت مظلة عصابة وليس مظلة دولة.
 
وظيفة النائب الان وفي هذه المرحلة بالذات هي دمل الجروح, وليس فتحها.. والأصل أنه حين يرى كل هذا التجاوب العربي والعالمي مع المشهد الأردني, وإصرار العالم على دعم البلد ومؤسساتها.. أن لا يتناقض مع توجه عربي ودولي لأن التناقض هذا.. إما يشير إلى أن العالم كله على خطأ وغبي، وأن صالح العرموطي هو الصواب.. أو يشير إلى أن المقصد تثوير الشارع.. وخلق الإنقسام الداخلي. كل برلمانات العالم، تختلف مع بعضها في السياسات.. وكل برلمانات العالم تحتوي على أحزابا متناقضة في الطروحات والمشاريع, ولكنها تتفق دوما على المصلحة الوطنية العليا, وأظن أن معالجة انقسامات الشارع الان هي مصلحة وطنية.. وأظن أن بث خطاب التهدئة للناس هو ضرورة دستورية ونيابية وأخلاقية.. لا أحد في الأردن يدين أميرا، ونحن لم نعتد على ذلك.. ولكننا أيضا في ذات السياق لم نشاهد نائبا أردنيا, جاء إلى المجلس عبر عملية دستورية وقانونية.. صنعتها مؤسسات الدولة, يوظف خبرته في القانون ليقدمنا للعالم أننا.. دولة تحيك في الخفاء ما لا تظهره في العلن.
 
في النهاية نختلف مع (ابو عماد) كثيرا ونتفق أكثر, ولكن لا تلوموا الناس حين تفقد ثقتها بمؤسسة, بعض أعضائها.. يشككون بكل شيء, وهنالك فارق بين المعارضة والتشكيك بين النقد والتثوير.. بين العمل الحزبي البرلماني.. وبين التغريد خارج أطر هذه المؤسسة العريقة..
 
الحكومات في الأردن تتعامل مع الخارج بذكاء, ففي لحظة ضج العالم.. ببيانات التأييد.. لدرجة أني شعرت أن هزة بسيطة في بلدنا, قادرة أن تجعل العالم يقف على قدم واحدة.. بالمقابل (هات اقنع أبو عماد)..