عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2020

ترميم الإدارة الأمريكية*بسام ابو النصر

 الدستور

قام الرئيس المنتخب جو بايدن بتعيين أهم أعضاء فريقه الإداري والسياسي، حيث تم تعيين انتوني بلينكن لوزارة الخارجية وهو نائب وزير الخارجية بومبيو في عهد إدارة ترامب حيث إلتحق بحملة بايدن وعُرف عنه وقوفه ضد حل الدولة الواحدة وتلقى تعليمه في باريس وهارفارد وعمل لفترات متعددة في سفارات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا، ما يعني عودة بايدن الى المربع التقليدي في العلاقات الأمريكية مع العالم والعودة الى الريغانية في إزاحة القوى الأخرى التي تريد إقتسام الكعكة الأرضية وإبقائها بيد الأمريكان.
وتعيين اليخاندرو مايوركس لوزارة الامن الداخلي وهومن أصول كوبية وليندا توماس غريفيلد مندوبة للولايات المتحدة في الامم المتحدة وهما من أصول غير أمريكية ومن الملونين فالأول يتبع الجيل الثاني للمهاجرين اللاتينيين وهذا يجعل بايدن يفكر في إخراط الملونين من كل الأصول في المجتمع الأمريكي، أما ليندا توماس فقد سبق للإدارات الأمريكية السابقة بتعيين نساء من أصول أفريقية بهذا الموقع ولكن بايدن يعزز الأنطباع لدى المواطن الأمريكي والأسود على وجه الخصوص أن عصر ترامب قد ولى وأن الظلام الذي صحب الترامبية قد أشرق بصبح جديد مع قيادات الحزب الديموقراطي الذين حرموا ترامب ولاية أخرى، وأيضا يكون بمثابة شعلة جديدة تحملها نساء أمريكا بعد أن فشل الحزب الديموقراطي بأيصال إمرأة لسدة الرئاسة الأمريكية وهي هيلاري كلينتون، والمرأة الثانية وهي الان الاولى فقد سبق لبايدن تعيينها وهي كامالا هاريس التي تبوأت منصب نائب الرئيس خلال فترة الانتخابات وهي تجلس الان لتصبح أول نائب رئيس أمريكي وأول إمرأة سوداء تتقلد هذا المنصب، وقد سبق لها أن حاولت الترشح للرئاسة في الولايات المتحدة ضد الرئيس ترامب إلا أنها انسحبت ووقفت إلى جانب بايدن.
وتنتمي هاريس إلى جيل القادة الجدد في الحزب الديموقراطي والمدرسة الأوبامية وهي مدرسة القادة الجدد والملهم الجديد، والمرأة الثالثة في إدارة بايدن هي جينا هاسبل وهي أول إمرأة وزيرة لل CIA « وكالة الإستخبارات الأمريكية وقد سبق لها العمل كضابط في الإستخبارات وعملت في الشرق الأوسط وإفغانستان وأوروبا و في حملة بايدن.
ومن الشخصيات المهمة في إدارة بايدن جايك سوليفان مستشار للامن القومي،  والمخضرم جون كيري وزير الخارجية الأسبق مندوب لشؤون المناخ وقد قدمه بايدن بأنه سيحضر إجتماعات المجلس القومي وهذا يعطي إنطباع على إنقلاب بايدن والحزب الديموقراطي على الجمهوريين الذين كانوا ضد إتفاقيات المناخ والبيئة والتي تهم البشرية وبهذا سيكون كيري مندوبا للرئيس في كل مؤتمرات البيئة وستكون بمثابة مقدمة لتوقيع الولايات المتحدة على قوانين المناخ، وفي الإطار العربي والأفريقي فقد قام بايدن بتعيين الأردنية ريما دودين والأفريقية شوانزا غوف كنائبتين لمدير الشؤون القانونية في البيت الأبيض، وربما يكون فاتحة لتنوع عرقي لامريكيين من أصول مختلفة وهذه فاتحة لسياسة بايدن تجاه العالم الذي يقول أن أمريكا عادت لتقود العالم وهو رد على سياسة ترامب الذي حارب المهاجرين والملونين وأعتبر اللون الأبيض هو الذي يجب أن يقود العالم وربما يذكرنا هذا بالسياسة النازية التي أُتبعت أثناء الحرب العالمية الثانية بقيادة أدولف هتلر والتي كلفت العالم ما يزيد عن 50 مليون قتيل.
إذن يعود الرئيس جو بايدن ليذكرنا ببيل كلينتون وجيمي كارتر وباراك أوباما وجون كينيدي والصقور الديموقراطيين الذين كان لهم دور كبير في القيادة العقلانية للولايات المتحدة  للعالم بعد الحرب العالمية الثانية والتي أضر بها ترامب، وجاء من يرممها.