قصة حياة.. من المعاناة إلى العالمية
الراي-وليد سليمان
إذا أردنا ان ندخل الى أعماق هذه الشخصية العربية والعالمية العملاقة «طلال ابو غزالة» فلا بد أن نتأمل بعض المقولات والحِكم المؤثرة لرجل الاعمال الشهير«طلال ابو غزالة» والمفكر الناجح والمكافح في الحياة.. في كتاب «طلال ابو غزالة من المعاناة الى العالمية» الذي أعده الكاتب الصحفي جعفر العقيلي.
مركز «الرأي» للدراسات
وفي تقديم الكتاب هناك كلمة لمركز الدراسات والابحاث التابع لجريدة الرأي حيث جاء فيها التالي:
يحرص مركز «الرأي» للدراسات منذ تأسيسه عام 2001، على الانفتاح على المشهد العام بتجلياته المعرفية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقد عزّز هذا النهج من خلال سلسلة مطبوعاته التي تتنوع بين الابحاث والدراسات المتخصصة والتأريخ والتوثيق والثقافة والفكر والادب.
ولأن المركز يؤمن بدوره الوطني في التعريف بالمنجز المبدع والخلّاق، فقد المركز في صلب اهتماماته اضاءة تجارب ملهمة سطرتها شخصيات حققت حضورها في المجتمع المحلي، وتجاوز تأثير بعضها حدود الوطن وصولا الى العالمية، ومن هؤلاء يبرز اسم «د.طلال ابو غزالة» الذي يُعد انموذجا في العطاء، ومثالا في استشراف المستقبل، والتخطيط السليم، والرهان على الرأسمال البشري.
ومن المعروف عنش هذا الريادي انه نجح في تحويل المعاناة التي عاشها زمن الطفولة والصبا الى دافع لتحقيق الطموحات الكبيرة، وهاهو يواصل منذ تخرجه في الجامعة قبل ستة عقود، تدوين سفر النجاح في مجالات عمله التي تشمل الخدمات المهنية والرقابة المحاسبية والملكية الفكرية والعالم الرقمي وبناء مجتمع المعرفة.
والمتأمل في السيرة الشخصية والمهنية لطلال ابوغزالة يجد انها تفيض بالابداع، والمثابرة، والحرص على تقديم العرب بوصفهم صناع حضارة، وركنا اساسيا في اثراء التجربة الانسانية على هذا الكوكب.
وهذا لا يكون–طبعا–بالامنيات والخطاب الانشائي، بل بالفعل المخلص الذي يجعل من صاحبه محط انظار الجميع واعجابهم، وهو ما يسهم في تصحيح الصورة المغلوطة التي استقرت في اذهان كثير من ابناء الغرب عنا.
وفيما هو يتربع على رأس مجموعة مهنية احترافية تتوزع فروعها ومكاتبها لتشمل اقطاب الارض، يعبّر طلال ابو غزالة عن مشاعر الولاء والانتماء للاردن باطلاق المبادرات وتدشين المشاريع وتقديم المِنَح ورعاية المواهب على مساحة الوطن وهو لا يتوانى عن الاصطفاف الى جانب الاجيال الفتية باعثا فيها الحماسة لتصنع الفرق وتمضي قدما في سبيل رفعة المجتمع، ولهذا وضع التعليم في طليعة اولوياته، وتبنى خططا وبرامج عصرية لتطويره وبما يهيئ الطالب لِولوج سوق العمل متسلحا بالمعرفة والعزيمة والثقة بالقدرات.
لهذه الاسباب جميعا، جاءت خطوة مركز «الرأي» للدراسات في ادراج كتاب «طلال ابو غزالة.. من المعاناة الى العالمية» للكاتب جعفر العقيلي، ضمن سلسلة اصداراته الدورية، ففي الصفحات المقبلة، سيكون القارئ الكريم على موعد مع حكاية نجاح يليق بها ان تروى، وان تُحتذى ايضا، حكاية صيغت سطورها بالتحديات والمغامرة والامل، وفي تفاصيلها الكثير مما يرفع الهمة z يشحذ العزيمة.
لقاء العقول في الفضاء الثالث!
ومن كلمة لسمو الأمير الحسن بن طلال في مقدمة هذا الكتاب, يشير سموه وهو المتابع لمجمل السياسات والافكار والتحولات العالمية بقوله عن طلال ابي غزالة ما يلي:
«تزهو الامم والاوطان بابنائها المبدعين واصحاب المبادرات الريادية، وانطلاقا من هذا، أثمّن التوجه الايجابي للاخ طلال ابو غزالة الذي اختار طريق المؤسسات وسخّر امكانات مؤسسته وخبراتها في اتجاه لقاء العقول في الفضاء الثالث، الحكومي والخاص والمدني.
إننا بحاجة الى عملية استشرافية للتقييم المتبادل المبني على الخبرات للحقول المعرفية المختلفة، وهذا لا يتم فقط عن طريق التعلم عن بُعد، فهنالك حاجة للتلاقي وتبادل الافكار والآراء، وهذا ما يحاول الاخ ابو غزالة القيام به دائما عبر عمله.
إن التواصل المعرفي العربي يحتاج الى تعميق التواصل بين الخبرات في مجالات متعددة في منطقتنا، كالمُلكية الفكرية، والادارة، والمحاسبة، وتقنية المعلومات، والاتصالات.
من هنا فإنني ادعو الخيّرين من رجال الاعمال العرب، وهم كُثر، الى تقديم المبادرات في الداخل والخارج، وانا على يقين من ان قدراتهم قد تفوق قدرات حكومات بلدانهم.
إن ما يميز مسيرة ابو غزالة إيمانه العميق بالتعليم والتأهيل وبناء القدرات لابنائنا وبناتنا.
أبارك له نجاحاته ومبادراته، وأشدُ على يديه، متمنياً له الخير والنجاح».
الطالبُ النجيب !!
أما الدكتور سليم الحُص رئيس وزراء لبنان السابق فقد أوضح بقوله:
"انني اعتز بأن طلال ابو غزالة كان من طلبتي عندما كنت استاذا في الجامعة الاميركية في بيروت في خمسينيات القرن الماضي، وكان والحق يقال، من الطلبة النجباء المتميزين، ولم ينقطع عني طوال هذه المدة من الزمن، فتابعته في اعماله وقد كان مجليا بين اترابه، فسجل نجاحا مرموقا جدا على الصعيد المهني، فاذا به اليوم، على رأس مؤسسة طلال ابو غزالة وشركاه، احد ابرز اولئك الذين احترفوا اعمال المحاسبة وتدقيق الحسابات في لبنان، لا بل في المشرق العربي قاطبة.
مسقط رأسه في فلسطين عام 1938، موطن الجهاد ومحط امل العرب اجمعين، انها البقعة التي انجبت شعبا مميزا عُرف بتضحياته وإقدامه ونضاله، وبين ابناء هذا الشعب المميز بعض ابرز رموز النضال العربي في مقارعة الصهيونية المجرمة، والصمود في وجه اعتى الظروف التي احاطت بالامة العربية.
هو من مواليد تلك الارض الطيبة، فكان نصيبه كما كان نصيب سائر ابناء جلدته، التهجير على ايدي الصهاينة المجرمين، فنزح الى لبنان مع اهله، حيث انهى دراسته الابتدائية وانجز دراسته الجامعية في الجامعة الامريكية في بيروت، فكان من انجب الطلبة وألمعهم في كل المراحل، وما أغفل يوما خلال مراحل دراسته، انه يطمح الى ان يكون له أثر يُذكر في خدمة امته العربية، فتجنّد لخدمة الامة العربية بطريقته الخاصة، إذ نذر حياته للعمل في مرفق حيوي ناهض هو المحاسبة وتدقيق الحسابات، فكان له باع طويل في هذا الميدان عبر شركات مهنية فاعلة، تتمتع بطاقة تنافسية مميزة، داخل لبنان وفي عدد من الاقطار العربية.
انني أفخر بان طلال كان من طلبتي، وانا أعد تلك الحقبة من حياتي، حقبة التدريس، من اخصب فترات حياتي انتاجا.
يسعدني ان يصدر هذا الكتاب الأخّاذ: «من المعاناة الى العالمية» الذي أرجو ان يُنصف هذا الرجل المعطاء، فهو جدير بهذه اللفتة الطيبة واكثر.
تحية خالصة للأخ العزيز طلال ابو غزالة، وتحية لجميع اخوانه الخُلَّص الذين انبروا الى وضع هذا الكتاب وشاءوا ان يكرّموه به، وهو اهل لكل تقدير وتكريم».
شخصية الانسان العربي المتميز!
وطاهر المصري رئيس وزراء الاردن سابقاً قال رأيه بطلال أبي غزالة، بما يلي:
"تستحق رحلة الاخ والصديق طلال ابو غزالة في هذه الحياة ان تُدرس وان تطّلع عليها الاجيال، لغاية أخذ العبرة والاستفادة مما فيها من دروس عن قصة رجل عصامي وظف الارادة الصلبة والعزم والتصميم في احراز المنجزات، وبناء الشخصية الفذة القادرة على فرض وجودها الفاعل في اكثر من ميدان في وقت واحد.
ذلك هو ابن يافا الذي ولد فيها، شهد الهجرة وعاش الحروب والنكبات، غادر فلسطين واختار مهنة المحاسبة، فأبدع في مجال تدقيق الحسابات حتى غدا رائدا في ميدان المال والاقتصاد، واصبح محسنا كبيرا على صعيد دعم العلم والتعلم، وتبرع بمبالغ كبيرة للجامعة التي تخرج فيها.
اعترضت سبيل طلال خلال رحلة كفاحه العملية تحديات كثيرة، لكنه خرح منها اكثر قوة وصلابة، فقد واجه عمله افرازات ما شهدته المنطقة والاقليم من حروب وتقلبات، لكنه كرجل مبادر وذي خبرة ودراية وتصميم، تجاوز المصاعب بنجاح كبير، واصبح رائدا يُشار اليه بالبنان احتراما في مجال المُلكية الفكرية، ليس على مستوى الدول العربية وحسب، وإنما على مستوى عالمي كذلك، فقد باتت مكانته الدولية في هذا المجال معروفة ومشهودا بها، وتستعين به هيئة الامم المتحدة، وتحديدا امينها العام، كثيرا على هذا الصعيد، وذلك تأكيدا على نجاعة علمه وتميز عالميته، وهو بذلك يجسد–في تقديري–شخصية الانسان العربي المتميز، الجدير بالتقدير والثناء والاحترام.
وطلال مسكون بهموم امته العربية وبقضاياها، وتحديدا قضية فلسطين، وهو صاحب فكر عروبي قومي ناضج، وله نشاط ملحوظ من اجل فلسطين وقضيتها العادلة، وبخاصة في دعم قطاعات الثقافة والصحة والتعليم، وله علاقات سياسية قوية جدا في انحاء متفرقة من العالم، وهو لا يتوانى ابدا عن توظيفها في دعم القضية الفلسطينية وقضايا العرب بعامة، ومن الواضح ان سعة اطلاعه وثقافته السياسية العالية تخدمان هذا الهدف السامي بكفاءة ملحوظة، ولا شك كذلك في ان بصماته الايجابية هنا في الاردن كثيرة وذات اثر مفيد، لا سيما في مجالات التعليم والمحاسبة والمال والاقتصاد والاستثمار، هذا فضلا عن حضوره الاجتماعي الواسع والمؤثر.
وعلى الرغم من كثرة مشاغله المحاسبية والاكاديمية والسياسية، فهو مولع بالموسيقى وبالفن عموما، وهو لا يتردد في دعم الفن الراقي وعلى المستويين العربي والاوروبي، وله مساهمات كثيرة في مجال دعم المهرجانات والاعمال الفنية المتطورة، خاصة في النمسا.
ذلك هو طلال ابو غزالة الذي اعرفه جيدا عن قرب، عصامي بامتياز، رائد في مبادراته ومبادر في ريادته، عروبي مخلص وفاعل حيث يكون، انسان مشحون بالانسانية الرائعة في حركاته وسكناته وسلوكه، وصاحب حس مرهف لا تخالطه الضغائن والنكايات والاحقاد، رجل عائلة محترم، ومواطن صالح يتفانى في عطائه ومواطنته واخلاصه للحياة، يدافع عن قناعاته ولا يلغي الرأي الآخر في اهتماماته.
هو باختصار انسان ذو تجربة حَرية بان تُقرأ، وانجازات حَرية بان تُحترم.