عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

أميركا تحجر على ترامب (2-2) - محمد داودية

 

الدستور - سجّل الملك عبدالله (جولين) من خط النص، في مرميي ترامب ونتنياهو الحصينين. فزعزع صفقة القرن، كما أطاح بأحلام الشاب جاريد كوشنير، صهر ترامب الذي توهم انه يمكن ان يلبس معطف هنري كيسنجر ويقوم بدوره التفاوضي السياسي الماكر الفريد.
تحرك الملك انطلاقا من فهم واسع نوعي عميق، ومن واقعية سياسية شديدة الدقة، بالمكونات المؤثرة في القرار السياسي والإستراتيجي الامريكي، وأبرزها الكونغرس الأمريكي، الذي ربح الحزب الديمقراطي معركة انتخاباته النصفية العام الماضي. 
تمكن «الديمقراطيون» من فرض رقابة مؤسسية صارمة على إدارة ترامب، تمثلت في مشروع القرار (S-234) البالغ الأهمية على أمننا واستقرارنا وقدسنا وحقوقنا المشروعة، المقدم من 7 اعضاء الى الكونغرس الذي نشرت «الدستور» تفاصيله الكاملة يوم أمس.
خاض الملك معركة دبلوماسية سياسية رابحة ضخمة، هي أهم معركة ممانعة ومقاومة خاضها العرب على المستوى الدولي، بعد قرار مجلس الأمن 242 عام 1967.
لقد أفرط ترامب في الانحياز إلى حليفه نتنياهو، من أجل كسب الانتخابات الرئاسيّة الثانية، التي اعلن ترامب انه سيطلقها رسميا في 18 حزيران الحالي -بعد أسبوع- في أورلاندو بولاية فلوريدا.
ونسجل ان قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية، يتناقض مع القيم المدنية الأمريكية ومع دستور اميركا العظيم. 
علاوة على ارتكابه انتهاكات مدمرة للأمن والاستقرار، تتمثل في نقل السفارة الأمريكية الى القدس. وإسقاط قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات. وإغلاق القنصلية الأمريكية في القدس. وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. واعتبار الاستيطان شرعيا. ووصف جرائم الحرب الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس. وقطع المساعدات عن الشعب العربي الفلسطيني -الأونروا مثالا-. ووقف المساعدات لمستشفيات القدس. وتهديد الدول التي تصوت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. واستبدال مصطلح «الاحتلال الاسرائيلي» بمصطلح «السيطرة الإسرائيلية» على الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا. وشطب حل الدولتين الذي لا حل سواه ... الخ.
منذ البدء، لم يقبل العالم كله صفقة القرن، وخاصة أوروبا، التي اكد رئيس مفوضيتها ووزيرة خارجيتها لكوشنر، أهمية التنمية الاقتصادية للمنطقة بأكملها، شريطة أن تحقق تقدما سياسيا يأخذ في الاعتبار تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين.
صفقة القرن: دق الماء في الإناء!!