عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Oct-2022

المرأة تقود في أوروبا وعندنا..لا..*محمد سلامة

 الدستور

المرأة نصف المجتمع وأكثر ، نراها في أوروبا تقود، وتتبوأ أرفع المناصب العليا من رئاسة الدولة إلى قيادة الأحزاب، والمشاركة بفاعلية في الانتخابات بكل تفرعاتها الداخلية، فيما ما تزال المرأة عندنا في الوطن العربي غير موجودة وهامشية في حراكها السياسي، وبشق الأنفس تتبوأ منصب وزيرة بالتعيين لا بالانتخابات، وربما في تونس تسلمت بودن رئاسة الحكومة بتكليف من الرئيس قيس سعيّد، فيما دورها ليس قياديا كما في أوروبا.
قبل أيام نجحت جورجيا ميلوني بالفوز في الانتخابات ورئاسة وزراء إيطاليا، ممثلة لليمين الفاشي، فيما أوروبا خائفة من برنامجها السياسي ودورها في الإتحاد، وقبلها باسابيع نجحت رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس بخلافة بوريس جونسون في رئاسة الوزراء عن حزب المحافظين، بانتخابات حزبية داخلية، كما أن بصمات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ما زالت حاضرة في الساحة الأوروبية، وكلنا يوميا يشاهد رئيسة المفوضية الأوروبية اوروسولا فول ديرلاين وهي تتوعد روسيا بمزيد من العقوبات، وفي فرنسا فإن إليزابيث بورن رئيسة الوزراء تمارس مهامها التنفيذية، كما كاترينا ساكلا رويولو رئيسة اليونان تناطح تركيا أردوغان في بحر ايجه، وفي فنلندا رئيسة الوزراء سانا مارين، وفي الدنمارك رئيسة الوزراء ميني فريدريكسن، وفي استونيا رئيسة الوزراء كايا كلاس، وفي ليتوانيا رئيسة الوزراء انغريدا سيمونتث، ولا ننسى رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد.
السؤال..أين المرأة عندنا؟!، فنحن مجتمع ما زال بعيدا في ثقافته السياسية عن منح المراة الثقة في القيادة، وما زالت هي لا تملك الثقة بنفسها لتنافس الرجل في المناصب العليا، فلا يوجد امرأة واحدة تولت رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء سوى في تونس وبالتعيين وليس الانتخابات، وهذه نقطة هامة، في مسيرة الشعوب والامم كما أن روسيا وامريكا مثلنا نحن العرب فالمراة فيهما غائبة ولا مكان لها نهائيا، وطبعا هناك أدوار متباينة وضعيفة للمرأة في أفريقيا وبعض دول آسيا، أما في أوروبا وحدها فالأمر مختلف تماما، ففي عشر دول أوروبية من أصل سبع وعشرين فإن للمرأة دورها القيادي في إتخاذ القرار، وتمثل ما يقارب نصف سكان القارة الأوروبية اليوم.
المرأة في أوروبا متقدمة في حضورها السياسي والحزبي، وتكاد الحضارة الغربية الأوروبية بعراقتها وماضيها تتميز عن الحضارة الأمريكية وذاتها في روسيا والصين، كونهما بدرجة متباينة في نظرتهما للمرأة ودورها وقيادتها وهي موجودة في الساحة الحزبية والسياسية لكن بدرجة أقل، اما نحن العرب فالمرأة عندنا غائبة ومغيبة والأسباب معروفة، وما زلنا بعيدين جدا عن منح المرأة دورها في الحياة الحزبية والسياسية.