عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2019

الربيع الإسرائيلي الزائف

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير
 
 
كأنه ليس حزبا حاكما قديما، تظاهر أول من أمس في تل ابيب مؤيدو الليكود ضد جهاز انفاذ القانون، احتجاجا على رفع ثلاث لوائح اتهام ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهي الرشوة، الاحتيال وخيانة الامانة.
تحت العنوان المدحوض “نحمي الدولة الانقلاب السلطوي” فقد احتشد بضعة الاف – بينهم رجال منظمات اليمين “ان شئتم”، “رغافيم”، “اسرائيلي” و “هيئة الكفاح المشترك للمعسكر الوطني” – تظاهروا ضد اجهزة السلطة التي توجد منذ أكثر من عقد في ايدي ممثليهم في الحكومة، ودعوا الى “التحقيق مع المحققين”.
لقد صرخ العبث بصوت مدوي السماء: فمن هي التي وقفت على رأس الجهاز القضائي، فيما يشهر الفوضويون به، ان لم تكن هي نفسها مندوبة المستوطنين في الحكومة، آييلت شكيد؟ ومن هو الوزير المسؤول عن الشرطة إن لم يكن جلعاد اردان من الليكود؟ ومن عين المفتش العام للشرطة عدو نفوسهم روني ألشيخ، والمستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت – الذي جعلوه عدو الشعب؟ ومن يمسك منذ سنين بدفة الحكم وبخيوط كل تلك الاجهزة، التي يخرجون ضدها الان في ظل انعدام تام للوعي ان لم يكن المتهم بالجنائيات انه نتنياهو.
ان التغيب شبه التام لوزراء من الليكود – باستثناء ميري ريغف – ومن كتلة اليمين بشكل عام، مقابل مشاركة اناس مثل دانييلا فايس، يغئال ليفنشتاين ويورام شيفتل، يدل على الوضع المتدهور باستمرار لنتنياهو. لقد بذل نتنياهو جهودا جبارة في المحاولات لاقناع وزراء الليكود والنواب من الحزب لان يشاركوا في المظاهرة. كما فعل كل ما في وسعه كي يجلب الجماهير الى الميدان: فقد بعث ببلاغات لاعضاء الليكود. نشر شريطا على الفيسبوك طلب فيه من متابعيه ان يأتوا؛ وهو خرج للقاء النشطاء الذين تظاهروا امام منزله في القدس ودعاهم بمكبر الصوت المجيء الى المظاهرة. طلب من رؤساء السلطات في المناطق ان يدعوا رجالهم للمجيء هم ايضا؛ هاتف رؤساء الفروع والنشطاء المركزيين، بعث بمساعديه لاقناع الوزراء. ومع ذلك، فان النتائج الهزيلة شددت حقيقة أن هناك القليل جدا ممن يشترون بضاعة الانقلاب السخيفة و”الربيع الإسرائيلي” الزائف.
يحب نتنياهو ان يتبجح بتأييد الجمهور له ويلمح بان هذا يكفي لان يزوده بالحصانة في وجه الوقوف أمام المحاكمة. يدور الحديث عن خط تفكير خطير ومرفوض، وهو يهدد حكم القانون في إسرائيل. أول من أمس تبددت أيضا هذه الذريعة المشكوك فيها. نتنياهو سيضطر في نهاية المطاف لان ينظر مباشرة الى الواقع، وان يستوعب بان فترة ولايته في رئاسة الوزراء انتهت وبدأت فترة كونه متهم بالجنائي. من الافضل له ان يحرر أخيرا الدولة من قبضته الضارة ويخصص من الان فصاعدا معظم وقته لمحاميه.