سوشيال ميديا
طروب العارف
ما هي "الصدمة"؟
هي عندما تشهد أحداثًا مُرهِقةَ أو مُخيفَة أو مُؤلِمَة للغاية يصعب التعامل معها، بل تخرج عن إرادتك وتزلزلك عاطفيًا.
يواجه الشخص حدثًا في حياته يمكن اعتباره مؤلمًا عندما يتعرض لتجربة صادمة من فرد من أفراد العائلة مقرب منه أو صديق يعتبره صديق العمر اومن شخص يحترمه في مجال العمل. قد تكون حادثة واحدة، أو حدثًا مستمرًا يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن.
كتب روبرت بف، دكتوراه، على موقع سيكولوجي توداي، أنه وبصفته طبيب نفسي إكلينيكي غالبًا ما لاحظ أن أغلب مرضاه يتصارعون مع الألم العاطفي الذي لم يتم حَلَّه منذ سنوات أو حتى عقود.
وهنا، أثار سؤالًا مهمًا: هل الوقت حقا يشفي كل الجروح؟
بدأ بالقول إن هناك مقولة “سامح وانسَ" يُطلَبُ بموجبها "المضي قُدُمًا" و"ترك الأمر" غير أن بف أشار أن الشفاء العاطفي ليس دائمًا بهذه البساطة. يمكن أن تستمر الصدمة التي لم يتم حلها، وتظهر بشكل غير متوقع في شكل دموع أو غضب أو تباعد.
هناك شتّان بين الجرح العاطفي والجسدي. يمكن للجرح الجسدي، مع العناية المناسبة، أن يلتئم تمامًا بمرور الوقت وإن ترك أثرًا لا يختفي أبدًا. ومع ذلك، فيمكن للجروح العاطفية، إذا تُرِكَت دون رقابة، أن تتفاقم وتسبب ضررًا دائمًا. إنَّ تجاهل الألم العاطفي يشبه إهمال الجرح العميق. قد يبدو أسهل على المدى القصير، لكنه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
كيف نعرف إذا كان لدينا جروحًا مازالت تنبض بالألم؟
المهم أن تتذكر أنه ليست كل الجروح العاطفية واضحة. قد يبقى البعض خامدًا تحت السطح، مما يؤثر على حياتك دون وعيك.
ولمعرفة ما تشعر به فعليا فعليك أن تلاحظ أن كنت تتجنب باستمرار بعض الموضوعات أو الذكريات أو بعض الأشخاص .فقد يكون هذا علامة على أن الألم ما زال مؤرقًا .وأيضًا إن كانت بعض الأمور التي تبدو غير مهمة تثير ردود عاطفية مُفرِطة فهذا يشير أيضًا إلى أن الصدمة باقية.
رحلة الشفاء
يتطلب شفاء الجروح العاطفية شجاعة، لكنه ممكن للجميع ويتضمن الاعتراف بوجودها.
ينبغي تنظيف "المشاعر السلبية"، والسماح لها بالوقت للشفاء. يمكن أن تكون هذه العملية مؤلمة، لكنها ضرورية للتعافي الدائم.
وبغض النظر عما قد تكون مررت به، فإن الشفاء ممكن ويتطلب الأمر عملًا وجهدًا .وذكر بف هنا بعض ما يمكنك فعله لتعزيز الشفاء:
1- إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية مثل المشاركة في الأنشطة التي تغذي العقل والجسم والروح.
2- البحث عن الدروس في تجاربك المؤلمة وكيف أثرت عليك لتصبح الشخص الذي أنت عليه اليوم.
3- أن تفكر بأن تسامح فالغفران لا يعني النسيان أو التغاضي عن الأفعال الضارة لكنه يعني تحرير نفسك من عبء الغضب.
الخطوة الأخيرة: الشفاء الكامل
كيف تعرف أنك تعافيت حقًا؟ عندما تسترجع التفكير في الحدث المؤلم دون أن تشعر بتلاطم المشاعر والثورة الداخلية، فعندها ستعلم أن الشعور تغير ليستبدل الألم والصدمة بالقبول.
نعم، الوقت يشفي جميع الجروح، ولكن فقط إذا شاركت بجدية في عملية الشفاء. من خلال الاعتراف بالجروح العاطفية ومعالجتها والاهتمام بها، يمكنك عندها المُضِي قُدُمًا وخلق حياة مليئة بالفرح والهدف والسلام.