عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jan-2020

وحدة ضرورية

 

هآرتس - أسرة التحرير 
 
قبل شهرين من الانتخابات يبدو أن حزبي اليسار الصهيوني منشغلان بتفكيك القوى بدلا من توحيدها. ففي الوقت الذي يجتهدون فيه في ميرتس لتفكيك المعسكر الديمقراطي ودفع النائبة ستاف شبير الى اسفل القائمة، في العمل يتمسك رئيس الحزب، عمير بيرتس بعناده بفكرة التنافس في الانتخابات التالية في اطار جيشر – العمل مع اورلي ليفي أبقسيس.
رغم أن بيرتس يقول ان خيار الوحدة ما يزال موجودا على جدول الاعمال، فإن تأجيل القرار الى “اللحظة المناسبة” يبث عدم جدية. ففي الاحزاب التي تتمزق في معارك داخلية ويصعب عليها الحفاظ حتى على الاطار الذي كان لها في الانتخابات السابقة، فان زمن الارتباط سيكون اطول بكثير من الفترة الزمنية المتبقية حتى رفع القوائم في منتصف الاسبوع القادم. فمن أجل حياكة الارتباط بين الحزبين يتوجب التشمير عن الاكمام منذ اليوم – وذلك من اجل ازاحة الأنا لدى المشاركين وايجاد حل وسط ما يمنع التبذير الاهمالي للاصوات من اليسار.
على خلفية هذا الواقع يثور شك بشأن الامكانية في أن يكون بيرتس قد حسم عمليا مسألة التنافس المنفرد. كل ذلك لأنه يعتقد بأن حزبه هو صاحب احتمالات اكبر لتجاوز نسبة الحسم – مقارنة بميرتس الذي يبدو الآن اكثر هشاشة. لا يوجد يقين بأن هذا الاحساس لدى بيرتس له ما يضمنه. في هذه المرحلة، حين تتوقع الاستطلاعات لحزبه خمسة مقاعد وميرتس يترنح حول نسبة الحسم، يبدو أن رهان بيرتس – ليس فقط على حزبه بل وعلى الكتلة كلها – كبير جدا وخطير.
ان قصة منازعة الحياة لأحزاب اليسار الصهيوني ستغذي لاحقا كتبا من السيرة والتحليلات السياسية. ولمن ينظر من الخارج الى ما يجري في الاحزاب يبدو غير مرة ان العمل وميرتس هما عشب يؤكل بمرارة التفرغ السياسي لآخر ممثليهما.
غير أن إسرائيل تعيش حاليا أزمة سياسية ومدنية غير مسبوقة. فالمهمة المتمثلة بالاطاحة ببنيامين نتنياهو ومنع ائتلاف الفساد، الجريمة والحصانة هي الاكثر الحاحا بالنسبة لكل من تهمه الديمقراطية الاسرائيلية.
ان الصراعات الداخلية في الاحزاب والاطياف التي تميز بين الاحزاب لاغية وملغية مقارنة بالامكانية الكامنة لوقوع المصيبة التي تلوح في الافق: حكومة حصانة لنتنياهو مع الوزراء الكبار بتسلئيل سموتريتس وايتمار بن غبير، تسحق جهاز القضاء وتقوض سلطة القانون.
ان قادة ميرتس والعمل ملزمون بالاعتراف بالخطر المحدق فوق رؤوسهم. على الحزبين ان يتحدا في تجمع فني والتنافس معا في الانتخابات القريبة القادمة. اذا تنافسا كل على حده، واحدهما لم يجتاز نسبة الحسم، فان قادتهما سيتحملون المسؤولية.