الدستور
تألمت حين علمت باغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان ومعه21 شخصية وحارسًا لبنانيًا.
كنت حينذاك سفيرًا في بلاد اليونان، وكنت أتابع بكل مرارة، مذبحة أحرار لبنان النواب والكُتاب والسياسيين المعارضين للهيمنة السورية ونظام ملالي إيران وحزب الله على لبنان.
يوم الأحد الماضي، قصف الإرهابيون الإسرائيليون دمشق الحبيبة فأردوا سليم عياش القيادي في حزب الله، المُدان باغتيال رفيق الحريري، فعلق اللبنانيون على اغتيال الإرهابي سليم عياش بجملة: «ان الله يمهل ولا يهمل» !!
كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أدانت في كانون الأول عام 2020 سليم عياش وحسين عنيسي وحسن حبيب مرعي وأسعد صبرا، أعضاء حزب الله بجريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري و21 لبنانيًا، بنحو 1000 كيلوغرام من مادة تي. إن. تي شديدة الانفجار، يوم 14 شباط 2005.
لم يكن اغتيال الحريري خارج تعليمات أمين عام حزب الله والمرشد الخامنئي وخبراء فيلق القدس !!
والمذهل ان حسن نصر الله، أعلن في مقابلة تلفزيونية حينذاك، إدانته جريمة اغتيال رفيق الحريري !! وأعرب عن حزنه الشديد على من ظل يسميه طيلة المقابلة الشهيد رفيق الحريري، لا بل أعلن ان الشهيد الحريري صديقه الحميم، الذي قال انه كان يتبادل معه الهدايا والنكات والمشورة !!
لقد ضرب ربُّ العالمين، الظالمينَ بالظالمين والإرهابيينَ بالإرهابيين.
حزنت حزنًا شديدًا على أحرار لبنان، وخاصة على الشهيد رفيق الحريري، الذي سخّر ثروته لخدمة أبناء شعبه، فأنفق بسخاء على عشرات آلاف الطلاب اللبنانيين الجامعيين، وعلى آلاف الأسر اللبنانية المستورة، وأرتفع بمستوى مقام رئيس الوزراء اللبناني إلى مصاف مقام رؤساء الدول، ولم يقبل تهميش سُنّة لبنان او تذيلهم لحزب الله وللنظام السوري، فحافظ على دورهم العروبي الإيجابي الذي كان حاسمًا في الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، فكان رقمًا صعبًا في معادلات الإقليم، ولم يكن من السياسيين الذين يتلقون تعليماتهم من رؤساء الأجهزة !!