عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Mar-2024

الإعلانات التجارية في رمضان.. كيف تغير عاداتنا الاستهلاكية؟

 الغد-ديمة محبوبة

 في شهر رمضان المبارك، تشهد الإعلانات التجارية زيادة ملحوظة، إذ تحرص الشركات على استقطاب اهتمام المستهلكين وتلبية احتياجاتهم. وقد يصل الأمر إلى أن تحدد تلك الإعلانات أصناف مائدة إفطارك وكل مستلزماتك في هذه الأيام.
 
 
وقبيل رمضان، تعود إعلانات المشروبات والمأكولات والتي تعرف بأنها "رمضانية"، حيث يتسابق الناس لتحضيرها يوميا عند الإفطار وخلال اللقاءات العائلية، وكأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تقاليد هذا الشهر.
 
ليس ذلك فقط؛ بل تتزايد تأثيرات الإعلانات التجارية في هذا الوقت، ولا سيما فيما يتعلق بالموضة والأزياء الرمضانية، حيث تجد الكثير من الفتيات والسيدات أنفسهن متأثرات بشكل كبير بفكرة ارتداء "الجلابيات الرمضانية" لتصبح هذه الأزياء جزءا لا يتجزأ من العزائم والجمعات الرمضانية، مما يدفعهن للتسابق على اقتناء أحدث الصيحات سنوياً تحت مسمى "لباس رمضان". وهنا يبرز تأثير الإعلانات في كل شيء، الأزياء وتفضيلات الطعام والمشروبات، مما يؤكد الدور الكبير الذي تلعبه في تشكيل عادات وتقاليد الصائمين خلال هذا الشهر الفضيل.
يشير الدكتور أستاذ الأعمال الدولية والتسويق الدولي هاني الضمور، إلى أن الإعلانات تؤثر على الأفراد بطرق مباشرة وغير مباشرة. فهم قد يتعرضون للإعلانات التجارية من خلال التفاعل مع الأشخاص والثقافات المختلفة، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الوسائط جميعها تشير إلى الاتجاهات والأنماط الجديدة التي يمكن للناس اتباعها.
ووفق الضمور، فإن شهر رمضان الكريم يشهد تنافساً كبيرا بين الشركات لجذب انتباه المستهلكين وتحفيزهم على الشراء، حيث تستثمر الشركات في حملات إعلانية ترويجية لعرض منتجاتها التي تلائم خصوصية هذا الشهر. من المأكولات الرمضانية التقليدية إلى الهدايا والتحف الفريدة، وحتى الأزياء الرمضانية، كلها تعد جزءاً من استراتيجيات الشركات لتعزيز الاستهلاك خلال الشهر الفضيل.
يؤكد الضمور، تنوع تأثير الاحتكاك الثقافي والاجتماعي بين الناس، موضحا أن استجابة الأفراد لهذه التأثيرات تختلف بشكل كبير. فبينما يسعى بعضهم إلى التغيير والتجديد، يميل آخرون إلى التقليد. وهذا له تأثير ملحوظ على السلوكيات الفردية ونمط الحياة.
إضافة إلى ذلك، يلفت الضمور إلى أن هناك محاكاة وتقليدا من الأفراد للمحيطين والقريبين منهم، مثل زملاء العمل أو الأنماط السلوكية المعتادة في بيئتهم. ويعد هذا السلوك جزءًا من علم التسويق، حيث يشار إليه بمفهوم "الجمهور المستهدف". إذ ينجح المسوقون في استغلال هذه الجوانب لإحداث تغييرات في العادات وأنماط الحياة، مستهدفين بها جمهورًا يتقبل التغيير بدرجات متفاوتة، بعضهم يتبنى التغيير بسرعة بينما، يظهر آخرون مقاومة أكبر.
ويوجه الضمور إلى أهمية الانتباه من كيفية تأثير الإعلانات على العادات الاستهلاكية، خاصة خلال شهر رمضان، مؤكدًا أنها قد تحفز الناس على زيادة استهلاك سلع أو خدمات قد لا تكون ضرورية.
وحول دور الإعلانات التجارية في تشكيل سلوكيات الاستهلاك والاحتياجات الشرائية خلال شهر رمضان، يؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي، أهمية توعية الناس بتأثير هذه الإعلانات وضرورة التحكم في استجاباتهم لها بطريقة مدروسة، مشددا على أهمية الحفاظ على القيم الروحانية التي يمثلها هذا الشهر الفضيل.
ويضيف، "تعد الإعلانات التجارية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تحيط بنا في كل مكان، سواء على شاشات التلفاز، أو الإنترنت، أو حتى في الشوارع وعلى الفرد أن يدرك حقا تأثيرها العميق على سلوكياتنا وتوجهاتنا وضرورة عدم الانسياق وراءها".
ويؤكد، أن الشركات والمؤسسات التجارية من خلال الإعلانات تسعى إلى لفت انتباه الأفراد وتشجيعهم على شراء منتجاتهم أو الاستفادة من خدماتهم ورغم أن الفرد قد لا يكون واعيا لذلك، إلا أن هذه الإعلانات تؤثر بشكل كبير على اختياراته وقراراته اليومية.
ويؤكد خزاعي مع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الإعلانات أكثر تخصيصا وتوجيها للفئات المستهدفة، مما يجعل تأثيرها أكثر فاعلية على الحياة اليومية، والناس ينساقون وراء ما تنشره الإعلانات التجارية لأسباب عدة؛ أهمها إثارة الاهتمام والرغبة، إذ تستخدم الإعلانات تقنيات متطورة لإثارة اهتمام الجمهور وتحفيز رغبتهم في شراء المنتجات أو الحصول على الخدمات المعلن عنها.
إلى ذلك، الرغبة والحاجة تكون من خلال استخدام الصور والعبارات المقنعة، تعمل الإعلانات على ايجاد الرغبة والحاجة لدى الناس لشراء المنتجات المعلن عنها.
وبحسب خزاعي، فإن المؤثرين والمشاهير سببا أساسياً في زيادة أنماط الاستهلاك لأشياء غير ضرورية، حيث يميل الناس إلى التأثر بهم ومتابعة ما يروجون إليه.
كما أن التكرار المستمر للإعلانات عبر وسائل الإعلام المختلفة، يزيد حجم الاستجابة والتأثر بكل ما يبث، وفق خزاعي، وبالتالي، زيادة الحاجة إلى تجربة تلك المنتجات وإن كانت غير ضرورية. حيث تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دورا في ذلك.
ويختم، بشكل عام، يمكن أن تكون الإعلانات التجارية قوية في توجيه سلوكيات الناس وتحديد اختياراتهم، ولذلك فهي تلعب دورا مهما في عملية اتخاذ القرارات الشرائية والاستهلاكية.