عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Sep-2025

القمة العربية الاسلامية... وما زال يحدونا الأمل*سلطان الحطاب

 الراي 

تنعقد القمة العربية الإسلامية في ظرف طارئ وعلى استعجال، تضامناً مع قطر التي وقع عليها غدر اسرائيل التي وصفها وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بأبلغ وصف حين قال، "انها دولة مارقة مجبولة على الكراهية.
 
العدوان على قطر سافر وغير مسبوق، وهو خرق للقانون الدولي ولكل الأعراف، فقطر لم تعتد بل ساهمت بشكل فعال في ايجاد فرص لوقف اطلاق الحرب على غزة، وإطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين من موقع اختيارها كوسيط مع مصر والولايات المتحدة، وقد قدر لها العالم هذه المواقف التي كانت سبباً في زيادة واتساع التضامن مع قطر.
 
ما قامت به اسرائيل هو بلطجة وفلتان بكل ما تعنيه الكلمة، وهو تصرف أرعن وخطير ويحمل في طياته مخاطر نشر عدم الاستقرار في المنطقة وادخالها الى مرحلة الاستقطاب والصراعات.
 
لقد أغرت المواقف الدولية وخاصة الأوروبية في سكوتها عن أفعال اسرائيل، حين كانت تقدم على قتل قادة ومسؤولين على الأرض الأوروبية وتنجو من العقوبات والمساءلة.
 
فقد قتلت اسرائيل على أراض أوروبية وأخرى ومنذ قيامها أكثر من 170 شخصية، معظمهم من القادة الفلسطينيين كانوا سفراء أو دبلوماسيين، يمثلون بلدهم حيث جرى اغتيالهم في باريس والمانيا ولندن وروما وقبرص واسبانيا وعواصم أخرى، كما قتل الموساد قادة ونقابيين عرب ومعارضين، ولكن اسرائيل ظلت تنجو من العقاب، وهي التي اغتالت الكونت برنادوت وبقيت تدمن هذا العمل وتستسهله، وتهدد به، مما دفعها للقيام بعملها الاجرامي كدولة تمارس الارهاب في الدوحة.
 
الأمة العربية التي صبرت طويلاً لدرجة ان جاوز الظالمون المدى، لن تستمر بمواقفها، بل ان الجريمة والغدر الذي ارتكب ضد قطر، سوف يوحد المواقف العربية، ابتدأ بالخليجية، ويلفت انتباه الأمة، لهذا الشكل الجديد من الاستهداف، وهو ما يرتب على الأمة اتخاذ قرارات حاسمة تصب في مصلحة الأمن القومي العربي وتدعو له.
 
وقد يدفع العدوان الاسرائيلي السافر على قطر، وأشكال العدوان الأخرى التي مورست، وما زالت تمارس ضد الشعب الفلسطيني وعلى الأرض السورية واللبنانية واليمنية، الى اتخاذ مواقف عربية اكثر تماسكاً وابلغ رسائل لا بد أن تصل للجم هذا العدوان الاسرائيلي، لأن من أمن العقوبة وقع في الخطأ.
 
يلتقي القادة العرب على مستويات عديدة، ويلتقي معهم القادة للدول الاسلامية، حيث ينعقد في الدوحة مؤتمر قمة يجمع الطرفين، وهو ليس الأول، فقد سبق ذلك وما يشبهه، وسيكون العرب والمسلمون امام تحديات ورهانات جديدة ومواقف قد يشجعها العالم، باعتبارها مواقف مشروعة في الدفاع عن النفس كما تعهدت قطر، وأيدت ذلك دول عديدة.
 
ليس أمام العر ب في مواجهة التحدي الصهيوني السافر والأرعن والمستمر، الاّ ان يوحدوا صفوفهم ويردوا العدوان بأساليب مختلفة وهم قادرون عليها إذا ما توفرت الإرادة، فإن الوسيلة لن تعدم.
 
اسرائيل محاصرة، ومنبوذة ومكروهة، وقد ضجر العالم من أعمالها التي تشكل خطراً على الأمن والسلام الدوليين، وقد وصلت الاحتجاجات الدولية على المواقف العدوانية الاسرائيلية الى الحليف الاسرائيلي الولايات المتحدة التي بدات ترسل اشارات واضحة على مخاطر استمرار السياسة الاسرائيلة، ولذا جاء وزير الخارجية الأمريكي، الى المنطقة يحذر من مغبة استمرار هذه السياسة.
 
العدوان الاسرائيلي المستمر يوتر دول العالم ويفرض على شوارع الدول الخروج للاحتجاجات التي تتزايد وتحمل شعارات المطالبة بمقاطعة اسرائيل ومعاقبتها، وليس الكيل بمكيالين، حين تعاقب روسيا لاعتدائها على اوكرانيا، في حين تكافأ اسرائيل لاعتداءاتها في المستمرة بمزيد من الدعم والسلاح والمواقف السياسية.
 
اسرائيل الآن في وضع صعب، فقد بدأ دبلوماسيوها، يجلسون جلسات يجري توبيخهم فيها، كما يواجهون العزلة والتعهد بقطع العلاقات والعقوبات.
 
أمام هذا كله ما زالت حادثة اليمين الاسرائيلي ماضية في استمرار الموقف الأمريكي في تأييدها وهو موقف بدأ الآن يتغير بالتدريج، خاصة بعد العدوان على قطر.
 
نتنياهو الذي ما زال يفلت من العقوبة من اي صفقة لوقف العدوان في غزة أو تمكين الغزيين من اسباب الحياة، وما زال يمارس وينفذ خططاً جهنمية تجعل من اسرائيل دولة تمارس الارهاب.
 
ما سيرتكبه نتنياهو من حماقات لا احداً يتنبأ به بعد الاعتداء على الدوحة، وهذه الحركات جزء من خططه لتشتيت انتباه العالم عما يتصرفه ومحاولة منه لاطالة زمن الحرب على غزة ومن أجل بقائه في الحكم.
 
ولما كانت اسرائيل ستواجه مأزق الاعتراف العالمي المتوسع بدولة فلسطينية، في الأمم المتحدة، هذا الشهر، فإن من المتوقع أن يقوم نتنياهو بمفاجأت لا تخطر على البال، لابعاد أنظار العالم عن هذا الموقف التاريخي في الأمم المتحدة، فماذا يمكن ان يحدث، هل سيقوم نتنياهو بالاعتداء على دولة أخرى، ام سيستثمر التوتر الروسي البولندي لنرى اوكرانيا جديدة تشتعل في بولندا وينشغل العالم وينصرف عن التفكير فيما تفعله اسرائيل، قد نكون بانتظار مفاجاة، فقد اصبح ذلك نهجا اسرائيليا..