عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Mar-2020

نموذج حضاري أردني - د. محمد طالب عبيدات

 

الدستور- الأردنيون دوماً على قدر مضاء عزم قائدهم؛ فكما أثبتت الدولة الأردنية أنها نموذج يحتذى في إدارة أزمة وباء كورونا؛ يُثبت الشعب اليوم من جديد بأنه مدرسة لا بل جامعة في الحضارية ومستوى الالتزام بتطبيق التعليمات لغايات المحافظة على الوطن وسمعته والمواطن وصحته وسلامته؛ فاليوم وبعد فك الحظر الجزئي ظهر الأردنيون مشياً في الشوارع وصفوفاً متباعدة أمام البقالات والمتاجر ليسجّلوا فعلاً نموذجاً حضارياً متقدماً ولا أحلا.
 
فعندما عوّل قائد الوطن على الأردنيين بقوله أنتم قدّها كان يعلم قدرات وتصرفات الأردنيين وأنه دوماً يبني تكهّناته لا بل يقينه على مقدار حالة الوعي التي يلمسها لديهم وحبّهم لوطنهم ووقوفهم في خندق الوطن دوماً.
 
فالمناظر الحضارية التي بثّتها محطات التلفزة والصحف والمواقع الإلكترونية لدرجة الالتزام العالية لدى كل الأردنيين في الشوارع من حيث الانضباط والوقوف بالطوابير متباعدين وبهدوء والتزامهم بالتعليمات اليوم مؤشر على حُسن مواطنتهم وحبّهم للوطن ومؤشر على التعاون والتكاملية بين  الحكومة والشعب ومؤشر على شعورهم بالخطورة من الوباء ورغبتهم بالمساعدة وعدم إيذاء الآخرين.
 
وقرارات الحكومة وخلية الأزمة الأخيرة بشأن فك الحظر الجزئي لغايات التسوّق نهاراً من  قبل المواطنين أنفسهم كانت على صواب لأنها نفّست للمواطنين المحصورين في بيوتهم للخروج وقضاء الحاجات والتسوّق؛ ولكنها في ذات الوقت عوّلت على وعي المواطن لكي لا يساهم في توريط غيره أو نفسه في الفيروس.
 
والتباعد الاجتماعي هو مفتاح عدم إصابة الناس بالفيروس ولذلك سلوكيات اليوم أظهرت تباعداً بمسافة أقلها مترين بين المواطنين إبان التسوّق وهذا دليل وعي وحضارية عند الناس الذين باتوا يعلمون بأن تباعدهم الاجتماعي ضرورة وليس ترفاً؛ والعلم والمعرفة عن الفيروس عند الناس باضطراد وانعكس ذلك على سلوكياتهم في العزل المنزلي وكذلك إبان تواجدهم في الطرقات على سبيل قضاء حاجاتهم ومشترياتهم في التباعد الاجتماعي؛  وهذا كله مؤشر حالة وعي وحضارية لا ينكرها أحد.
 
حيث ظهر في سلوكيات الناس احترام متبادل بينهم والجيش وقوات الأمن؛ فكلاهما شكر الآخر حيث أثنى أبناء القوات المسلحة على تصرفات المواطنين الحضارية لأنهم لم يزعجوهم البتة؛ وبالمقابل شعور المواطنين كله تقدير وثناء على دور الجيش والأمن لأنهم يعملوا من أجلهم.
 
والآن مطلوب الإبقاء على التصرفات الحضارية الرفيعة ولتبقى في صعود دائم كدليل على درجة الرقي والسمو التي يمتاز بها الأردنيون وليضربوا مثالاً ولا أروع في حُسن التصرّف والانصياع للتعليمات الرسمية لأنها تخدمهم وتحافظ عليهم وعلى سلامتهم وصحتهم.
 
وأخيراً؛ الحضارية عنوان وتصرّف وسلوك على الأرض وليس تنظيراً أو كلاماً في الهواء؛ وهذا هو حال الأردنيون الذين جلهم انضباط والتزام ولا يقبلون بعض التصرفات الدخيلة والفوضى هنا وهناك وإن وجدت فإنهم يصوّبونها للإيجابية؛  ونتطلّع لمزيد من الصعود في الحضارية حتى نرى زوال الغُمة والوباء بحول الله تعالى.
 
- وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق-رئيس جامعة جدارا