عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2019

ناقد مغربي يدرس اللغة في شعرية محمود درويش
 
عمان - الدستور - حظيت تجربة محمود درويش بدراسات تستعصي على الحصر،  لكن أغلبها يحصر شعرية درويش في نطاق القضية الفلسطينية، فالنقاش الذى احتفى بالشاعر في بداياته انطلق من حضور القضية في شعره، وفيصل دراج عاود الانطلاق من النقطة نفسها بعد أكثر من ثلاثة عقود، معتبرا أعمال درويش تحريضية، وقد ضاق درويش بهذه القراءات وقال عنها «لقد تعرضت قصيدتي إلى التأويل السياسي المفرط، وكأن هم النقاد الوحيد هو البحث عن موقف ما في القصيدة يدين محمود درويش ويجرح وطنيته».
وكان الشاعر يريد ألا يُقرأ نصه قراءة أحادية تركز على البعد السياسي فيه وتغفل عن الأبعاد الجمالية، وقليلة هي الدراسات التي فعلت ذلك ومنها كتاب «اللغة في شعرية محمود درويش»، للباحث المغربي سفيان الماجدي، والكتاب الصادر عن دار توبقال المغربية في 2018، يعتمد على نص الأطروحة التي نال بها الباحث درجة الدكتوراة. وهو من الدراسات القليلة التي تتناول تجربة درويش الشعرية في شموليتها، استناداً إلى ما تُتيحه الشّعرية من أدواتٍ للمقاربة، وإلى منطق تحليل نسَقي يتتبع التجربة في أبعادها التاريخية والثقافية والشعرية.
يتناول القسم الأول من الكتاب ما يسميه الباحث بتعدد الممارسة النصية عند درويش، ويذكر أن محمود درويش لم يكتف بدواوينه الأربعة والعشرين بل كتب أيضا النثر في نصوص ويوميات ورسائل، ثم يتساءل عن هذا التعدد وهل يرتبط بالضرورة بتعدد طرائق الكتابة؟ كما يتلمس أثره في أغناء الممارسة الشعرية لدرويش.
وفي القسم الثاني من الكتاب تناول الباحث مفهوم اللغة في المنجز النصي لدرويش، ناظرا إلى مركزية اللغة ضمن الخطاب الشعري له، باستخلاص تصوّر محمود درويش عن اللّغةِ، انطلاقاً منَ النص الشعري نفسِه، وانتقالاً إلى الوُقوفِ على عناصِرِ المعْجَم الشعري لديْه، والطرائقِ التي يبْني بها التّركيبَ، ويخلص إلى إن ما يمْنحُ للتركيبِ اللغوي خُصوصِيَته هو قيامُه على تسَانُد الفِعل وأساليبِ النّداء والاستِفهامِ والأمر والنّهي والتمَني، بطريقةٍ تَشِمُ القصيدةَ، وتطبَعُها بفرادَةٍ مَا. وهو ما ترَدّدَ في مُجمَلِ المُمارسة النصيَة للشاعِر. وخلص إلى أن وظِيفة اللغة عند درويش تتوزع بيْن لغة التعبير، ولغة الخلق، من دُون أنْ تُحْدِثَ بينهما قطيعَة.