عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Sep-2021

عن الإذاعة الأردنية..*حيدر محمود

 الدستور

«بمناسبة صدور كتاب قيّم يستحقُّ القراءة للصديق الدكتور محمد أنيس المحتسب».
 
سأكتفي بما كتبه معالي الأستاذ صلاح أبو زيد، في مقدمته لأعمالي الشعرية، عن الإذاعة التي نافست الإذاعات العربية في زمان مضى.. وأهنيء الأخ المحتسب الذي كان زميلاً متميزاً لنا، في تلك الفترة الذهبية، فقد كفّى ووفَّى، في تسجيل التاريخ المشرق الذي صنعه الشباب، الذين كانوا معنا -أو كنّا معهم- نُشارك بالكلمة الصادقة ما يشبه المعجزات.. يقول أستاذُنا «المؤسس» أبو عماد (حرفيا):
 
(كانت الإذاعة الأردنية، في ذلك الزّمان، شيئاً آخر، غيرَ ما يعرفُه الناس، عن الإذاعات هذه الأيّام.. كانت أكثر من إذاعة، وأكبر من إذاعة، وألف مرّة أهمَّ، وأجمل من إذاعة.. كانت في بعضِ حالاتها مدينة.. تتخللها الشوارع، والطرقات، وتقومُ في جنباتها المتاحفُ، والمسارحُ، والمكتبات.. وكانت في حالاتها الأُخرى وطناً.. تموج فيه صور اليوم بكل همومه وأثقالِه، ويتراقص من حوله وجه الغد، بكل محاسنه، وجمالاتِه.. وكان يعيش في الإذاعة الوطن.. في تلك الأيام، شعبٌ منذورٌ كُلُّه للغد.. الآتي.. لكنّه موصول القلب والوجدان -بالأمس الماجد- والماضي المكلل بالفخار.. ومثلَ كل الأوطانِ الجميلة، كانت تولد الأحلام، وأحياناً تُصنع المعجزات..
 
لقد صنع هؤلاء (الإذاعيون) حكوماتٍ، ورؤساءَ حكومات، ورجالات حُكم، وقيادات.. كما صنعوا -وهذا هو الأهم- كُتّاباً.. وشعراء.. وهويّات..).
 
ولا أريد الاستطراءَ أكثر، فالمقدّمة طويلة وفيها سردٌ رائع للإذاعة- الوطن.. وكلامٌ كبير ومهم عني شخصياً، وعن أعمالي الشعرية.. ولكني أعود إلى كتاب الأخ الدكتور محمد المُحتسب، الذي قلتُ إنّه كفّى ووفّى في استعراض التاريخ المشْرف لإذاعتنا مدعّماً بكثير من الوثائق والصّور والتفاصيل.. والأخ المُحتسب الذي كان مُذيعاً متألّقاً، وله حضور مميّز أَصبح من بعد أستاذاً للإعلام في جامعة اليرموك، لفترةٍ طويلةٍ، وهو يتحدّث في كتابه عن معرفة كاملة، ودراية واعية، وإيمان بالدّور الذي قامت به إذاعتنا وما تزال.. ولنا معه موعد لإشهار كتابه، في المعرض الدولي للكتاب الأسبوع القادم.. سنسمع منه، ومن عدد من المتحدثين المزيد من الكلام الذي يستحقُّ أن يسمع.