عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2019

أنا أخجل - یھودا أطلس
ھآرتس
 
أنا أخجل من العیش في دولة رئیس حكومتھا یقف أمام جلسة استماع، وربما أیضا محاكمة – على اتھامات كثیرة خطیرة. أنا أخجل من العیش في دولة تھبط فیھا الحملة الانتخابیة إلى مستوى القمامة مثل الاسرار التي یعرفھا الایرانیون من ھاتف بني غانتس المحمول، وغانتس ”غیر مؤھل“. ما ھذا الھراء. یا بنیامین نتنیاھو، ارید تذكیرك، ھذا كان رئیس اركانك. أنا أخجل من العیش في دولة فیھا دعایة مثل التقنع والمحاكاة الطفولیة لامنون ابراموفیتش، المصاب في الحرب الذي یحمل وسام الشجاعة من رئیس الاركان، یؤثر فیھا بدرجة ما، لھذا من شأنھ تقریر نتائج الانتخابات.
أنا أخجل من العیش في دولة ”غربیة“ التي 8.1 ملیون من الاشخاص الذین یعیشون فیھا ھم تحت خط الفقر، نصفھم من الاطفال. یمكن النقاش حول مستوى الخط أو الحدیث عن المحتالین، لكن من الواضح أن عددا لا یحصى من الاشخاص یعیشون ھنا بدرجة كبیرة من الغباء.
أنا أخجل من العیش في دولة فیھا 200 ألف امرأة معنفة، و13 ألف حادثة عنف ضد النساء في سنة واحدة وعدد كبیر من حالات قتل النساء. أنا أخجل من العیش في دولة فیھا 400 ألف طفل في حالة خطر: یعیشون باھمال ومعرضون للعنف والفقر وسفاح القربى.
أنا أخجل من العیش في دولة یغلقون فیھا النزل والملاجيء أمام الشباب والفتیات العالقون في ضائقة ویرسلون السكان فیھا مرة اخرى إلى الشارع.
أنا أخجل من أن دولة إسرائیل ترید رمي، لا یھم إلى أین، 34 ألف طالب لجوء ھربوا من اخطار فظیعة ومروا بجھنم كأسرى في شبھ جزیرة سیناء ویعملون في اعمال نحن المدللین غیر مستعدین للعمل فیھا. أنا أخجل عندما یسمیھم أحد ما بـ ”سرطان“.
أنا أخجل لأن 9 آلاف من الفلاشا في اثیوبیا یمنعون من جمع الشمل مع اقاربھم في إسرائیل والذین قالوا لھم ”بعد قلیل سیھاجرون“، وعدد منھم ما یزال ینتظر منذ عشرین سنة.
أنا أخجل من رؤیة نقاش في الكنیست وفي التلفاز الجمیع فیھ یصرخ على الجمیع. یقاطعون اقوال بعضھم ولا یصغي أحد ما إلى ما یقول غیره. أنا أخجل عندما اقرأ عن صحیفة في البلاد قامت باقالة رسام كاریكاتیر رسم كاریكاتیر سیاسیا ھو الانجح من بین الكاریكاتیرات التي ظھرت ھنا.
أنا أخجل من الدخول إلى صف في مدرسة والسؤال ”من یكره قراءة الكتب“. وأرى أن نصف الموجودین یرفعون الأیدي.
أنا أخجل بسبب كل شجرة زیتون في قطعة ارض فلسطینیة تم قطعھا على أیدي المستوطنین وشبیبة التلال، بسبب كل نبع تمت سرقتھ، وبئر تم تسمیمھا بجثث الاغنام النافقة.
أنا أخجل بسبب كل مستوطن من أبناء شعبي، یستوطن على ارض خاصة تعود للعرب؛ لو فعلوا ذلك للیھود في أي مكان في العالم لكنتم صرختم ”لاسامیة! تمییز! سلب!“.
أنا اخجل من كل مدون في الشبكات الاجتماعیة ومن كل تعلیق ومن كل اقوال بغیضة ضد جدعون لیفي و“نحطم الصمت“ و“بیتسیلم“ و“السلام الآن“ ومنظمات مشابھة. في ھذه الدولة ھم یشبھون في نظري صوت الضمیر لكل شخص متنور، یفحص نفسھ وافعالھ من اجل أن یعرف اذا كان قد فعل الشيء الصحیح في نظر الله والانسان. لو أن یرمیاھو عاش ھنا، لكنتم أیضا سترسلونھ إلى الزنزانة أو إلى التعذیب.
أنا أخجل ممن یسمي رجال الیسار خونة. ھل أنتم وطنیون اكثر منا؟.
أنا أخجل من كل حكومات إسرائیل التي عملت طوال الوقت على تطویر الاستیطان في المناطق ونشره بھذه الصورة، بحیث لا یكون أي احتمال لتسویة جغرافیة مع الفلسطینیین. حكومات ھي في الاساس لم ترغب ولا ترغب في السلام، ومن الافضل لھا وضع الحرب الدائمة. أنا أخجل من أن اكون في دولة تدخل إلى الكنیست عنصریین من مدرسة مئیر كھانا. وأخجل من العیش في دولة سیكون بتسلئیل سموتریتش فیھا وزیرا للتعلیم وموشیھ فیغلین وزیرا للصحة.
أنا أخجل من العیش في دولة رؤساؤھا كانوا في السجن: رئیس الحكومة بسبب الرشوة. وزیر المالیة بسبب خیانة الأمانة والسرقة. وزیر الداخلیة الحالیة بسبب الرشوة. الحاخام الرئیس بسبب الرشوة وخیانة الأمانة والتحایل. رئیس الدولة بسبب الاغتصاب والتحرش الجنسي.
أنا أخجل من العیش في دولة فیھا اشخاص یحصلون على أجر 50 ألف شیكل و80 ألف شیكل و200 ألف شیكل شھریا، في حین أن ھنا اشخاص یعیشون بـ 5 آلاف شیكل في الشھر، وربما أقل من ذلك.
أنا أخجل من العیش في دولة، من بین الـ 180 ألف من الناجین من الكارثة الذین یعیشون فیھا، ھناك الكثیرون في حالة فقر مدقع ولا یمكنھم شراء مدفأة وما یكفي من الطعام والعلاج ودفع رسوم صیانة الشقة.
أنا أخجل من العیش في دولة فجوة الوساطة فیھا ھي من الاعلى في العالم، حیث عامل الزراعة یكسب فیھا القلیل والمسوق یكسب الكثیر. والقلائل فیھا ھم اصحاب مھن، ومقدمو الخدمات ھم
الصالحون.
أنا أخجل من العیش في دولة بدلا من السیاسة تتبع ”اجلس ولا تفعل أي شيء“. وبدلا من الاخلاق فیھا مؤامرات. وبدلا من الاخوة والصداقة فیھا كراھیة الآخر والمختلف.
رغم كل ذلك، أنا أرغب في العیش في ھذه الدولة التي فیھا افضل اصدقائي، والتي یتم التحدث
فیھا بلغتي التي أحبھا، والتي أحب ازھارھا ونرجسھا وامطارھا وخماسینھا واطفالھا وعجائزھا. وحتى أنا أحب كل الذین یریدون ارسالي أنا وزملائي في الشاحنات إلى غزة، والذین سینقضون علي بعد ھذا المقال ویتمنون لي الضربات والنفي أو الاستسلام الفوري.