عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2019

35 ألف فلسطیني غادروا غزة في 2018 - ینیف كوفوفیتش
ھآرتس
 
35 ألف فلسطیني غادروا قطاع غزة في العام 2018 عبر معبر رفح ولم یعودوا إلیھ على خلفیة
الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع. معظم المغادرین كانوا من الشباب المثقفین من طبقة
اقتصادیة عالیة نسبیا، من بینھم 150 طبیبا من مستشفیات غزة. خوفا من أن یستمر ھذا التوجھ
منعت حكومة حماس الأطباء من مغادرة القطاع. كثیر من المغادرین یسافرون الى تركیا وھناك
ینقلھم وسطاء محلیون في القوارب التي تبحر إلى الیونان ومنھا یواصلون طریقھم إلى دول
أوروبیة اخرى. من بین عشرات اللاجئین الذین ماتوا عندما غرق قاربھم أمام شواطئ تركیا في
الشھر الماضي، كان 13 فلسطینیا ھربوا من غزة.
في تشرین الثاني 2017 تم فتح معبر رفح أمام حركة الفلسطینیین للمرة الأولى منذ عشر سنوات،
الأمر الذي مكن الكثیرین منھم من مغادرة القطاع. حتى فتح المعبر، سكان غزة لم یكونوا
یستطیعون السفر باستثناء حالات استثنائیة وقلیلة، التي اعطي لھم فیھا تصریح خروج عبر الأردن.
حینھا تطلب من المغادرین ایضا الحصول على موافقة من جھاز الأمن في إسرائیل. یبدو أن
المغادرین رأوا في فتح المعبر فرصة للخروج وسارعوا إلى استغلالھا خوفا من أن لا یبقى مفتوحا
لفترة طویلة.
من بیانات لمنظمات مساعدة دولیة مرتبطة بالأمم المتحدة یتبین أنھ في 2018 سجل 967.60
حالة خروج من القطاع الى مصر عبر معبر رفح، و075.37 حالة دخول إلى غزة. بیانات مختلفة
تم الحصول علیھا من مصادر أخرى، وحسب التقدیرات في إسرائیل، عدد المغادرین في السنة
الماضیة وصل إلى 35 ألف شخص.
تكلفة السفر لفلسطیني یرید المغادرة إلى تركیا، وھي الھدف الأرخص والمشھور للمغادرین من
القطاع، ھي 4 آلاف دولار. المغادرون یجندون الأموال من أبناء العائلة الذین احیانا یأخذون
قروض من اجل تمویل المغادرة على أمل أن یستقر ابن العائلة في إحدى الدول الأوروبیة ویستطیع
أن یرسل من ھناك المال إلى القطاع. الأھداف المفضلة على المغادرین ھي المانیا والسوید.
في حماس رأوا في البدایة في فتح المعبر مصدر للدخل من المغادرین، حیث أن اصدار جواز
السفر والتأشیرة ومصادقات أخرى ترتبط كلھا بعملیات دفع. حول المصادقات على الخروج
تطورت صناعة رشوة، ومن أراد تسریع الإجراءات وضمان أن المصادقات ستصل في الوقت
المطلوب، یجب علیھ أن یدفع لموظفي الحكومة بضع مئات من الدولارات. ایضا مصر تجبي من
الفلسطینیین الذین یریدون السفر عبرھا، مدفوعات على السفر من معبر رفح إلى المطار.
المغادرون مطلوب منھم تقدیم تذكرة سفر مؤرخة بیوم قدومھم، ولا یسمح لھم بالمكوث في مصر
سوى في منطقة المطار. في الأشھر الأخیرة یفھمون في حماس بأن معبر رفح یمكن جیل الشباب
والمثقفین في القطاع من مغادرتھ، ویریدون وقف ھذا التوجھ. ھكذا وعلى خلفیة انھیار الجھاز
الصحي في القطاع حظر على الأطباء الخروج منھ.
مؤخرا وبعد فترة ارتفع فیھا باستمرار عدد العاطلین عن العمل في القطاع، سجل انخفاض بـ 4 في
المائة في نسبة البطالة، من 5.50 في المائة في نھایة 2018 الى 3.46 في المائة في الربع الأول
من 2019 .ھذا التوجھ یمكن أن ننسبھ إلى ادخال الوقود إلى القطاع، الأمر الذي أدى إلى زیادة
ساعات تزوید الكھرباء، واطالت أیام العمل ومكنت من تشغیل عمال آخرین. ولكن حسب مصدر
مطلعة، ربما أن الانخفاض في نسبة البطالة ینبع ایضا من تغییر ظروف الحصول على المساعدات
من قطر التي في اعقابھا مطلوب من المحتاجین العمل بین الحین والآخر في أعمال عارضة.
متوسط الأجر في القطاع لم یرتفع، والیوم یبلغ 63 شیكلا لیوم العمل الكامل. نسبة البطالة في
اوساط الشباب من أعمار 20 – 25 تقترب من 75 في المائة. وفي القطاع ھناك تقریبا 150 ألف
أكادیمي عاطلین عن العمل، الذین عدد منھم یعمل في أعمال عارضة وفي البیع المتجول. التقدیر
ھو أن ھؤلاء الشباب المثقفین یجدون صعوبة في رؤیة مستقبلھم في القطاع ویریدون مغادرتھ بأي
ثمن.
في اعقاب الضائقة المتزایدة في القطاع تحول تعاطي المخدرات الخطیرة فیھ إلى أمر أكثر انتشارا
مما كان في السابق، وھكذا ایضا البغاء. ظاھرة اخرى تنتشر في القطاع ھي التسول. في حماس
یخافون من أن المتسولین المتزایدین یثیرون السكان ضد السلطات في غزة. وفي الاسابیع الاخیرة
تعمل منظمة من اجل ابعادھم عن مراكز المدن. زیادة معدل الانتحار في اوساط الشباب في القطاع
تم كبحھا، لكن التقدیر ھو أن سبب ذلك لیس التحسن في وضعھم، بل ھم یفضلون القدوم إلى
المسیرات على الحدود في أیام الجمعة والتصادم مع جنود الجیش الإسرائیلي، حینھا سیكون
مضمونا لھم إذا اصیبوا الحصول على مخصص من حماس، واذا قتلوا فان الأموال ستصل إلى عائلاتھم.