منظمة حقوقية إسرائيلية تتهم القنوات العبرية بإقصاء العرب عن شاشاتها لدواع عنصرية
الناصرة ـ «القدس العربي»: انتقدت منظمة حقوقية في إسرائيل سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها القنوات التلفزيونية العبرية ضد المواطنين العرب، واستثناءهم من برامجها. وقيل لإداراتها إنه آن الوقت لأن تفيقي، فتمثيل المتحدثين العرب في برامج شؤون الساعة لديكم يدنو من الصفر، مشددة على أنه» لا يمكن الاستمرار في تجاهل خمس المواطنين في الدولة» .
وقالت جمعية «سيكوي» الإسرائيلية التي تعنى بالمساواة المدنية بين العرب واليهود، إن نسبة الضيوف العرب في البرامج التلفزيونية في القنوات الإسرائيلية الثلاث أقل من نصف في المئة، رغم أنّ الحديث يدور في بعض هذه البرامج عن جولات انتخابية متتالية احتلت فيهما مسألة التصويت في المجتمع العربي مكانة مركزية في الخطاب الإعلامي.
واستعرضت «سيكوي» في تقريرها برامج ما قبل ساعات الذروة على القنوات التجارية، ووجدت أن نسب تمثيل المواطنين العرب صادمة، جميعها دون 2.5%. وتساءلت كيف يمكن تفسير نسبة التمثيل المتدنية هذه؟ الأمر ليس صدفة بل نتاج سياسة عنصرية منهجية.
ونوهت أن المواطنين العرب في إسرائيل يشكلون ما يقارب 20% من السكان، وأن المجتمع في إسرائيل آخذ في التحول شيئًا فشيئا إلى مجتمع أكثر تشاركًا، عدد متزايد من الطلاب العرب يلتحقون بالتعليم العالي في المؤسسات الأكاديمية وعدد متزايد من العاملين العرب يندمجون في سوق العمل الإسرائيلية المشتركة.
وتابعت «لذلك، فإن الصورة التي تستعرضها القنوات التجارية ليست مجحفة وغير متكافئة فحسب، بل إنها لا تمثل أيضًا الواقع الفعلي. ترسم القنوات التجارية للمشاهدين صورة جزئية ومشوهة عن الواقع، الأمر الذي يتعارض مع رسالة مهنة الصحافة» .
كما قالت إن مثل هذه المعطيات ليست بجديدة لدى هذه البرامج، لكن هذا الوضع قائم منذ عدة سنوات رغم تطرقها إليه مرارًا وتكرارًا.
وتضيف «ولكن منشوراتنا تقابل بالصمت من قبل القائمين على هذه البرامج. لقد حان الوقت لمخاطبة كبار المديرين بالقول مجددا «يتوجب عليكم تمثيل جميع المواطنين وتصوير واقع حقيقي ومتنوع، بدلًا من إعطاء منبر لليهود فقط. وبالرغم من الارتفاع الملحوظ والمبارك في تمثيل المتحدثين العرب في البث العام، الا أن معظم المشاهدين ما زالوا يشاهدون القنوات التجارية».
وتؤكد «سيكوي» أن إقصاء العرب من الشاشة يؤدي حتمًا لتعزيز التوجهات العنصرية والإقصائية داخل المجتمع». وخلصت الى القول «إلى مدراء القنوات، عليكم أخذ زمام المسؤولية والحرص على تمثيل منصف وملائم. التمثيل اللائق للمواطنين العرب يجب أن يكون هدفًا وسياسة تنظيمية. ندعوكم لدمج كوادر عربية ومديرين عرب في مراكز صنع القرار ومطالبة محرري البرامج بتغيير أجندتهم. وجّهوا كوادركم لدعوة متحدّثين عرب للحلقات الحواريّة ولإجراء مقابلات مع خبراء عرب، ولا تتشبّثوا بذريعة «عدم معرفتكم بعدد كاف من المتحدثين العرب»، لهذا الهدف تحديدًا، أقمنا موقعا خاصا يشمل مئات العرب من ذوي الكفاءات والخبرات المتنوعة» .
يشار الى أن جمعية إعلامية أخرى، جمعية «أجندة» كشفت في دراسة واسعة عام 2006 أن المواطنين العرب غير موجودين أيضا في مضامين البرامج المختلفة ولا تتعدى نسبتهم فيها الـ 0.5 % وأن كثيرا من المضامين التي تستحضر العربي تستند لتغطية سلبية تبلغ أحيانا حد التشويه والشيطنة للعربي. وحذرت «أجندة» وقتها من أن إقصاء العرب من المضامين ومن المشاركة كضيوف وخبراء سيدفعهم لمشاهدة الفضائيات العربية فقط.