عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jan-2019

الأسعار والجمع الکذاب - شتراسلر نحمیا

 ھآرتس

 
الغد- المعلقون في الشبكات الاجتماعیة لم یحبوا حقا ما كتبتھ ھنا في یوم الجمعة عن أییلیت شكید. ھم لا یھتمون كثیرا بأمور صغیرة مثل الحقائق والعدل. الأساس بالنسبة لھم ھو التصفیة السیاسیة المركزة لشكید، والھدف یبرر الوسیلة. لذلك، تلقیت شتائم وتندید، لكن الحقیقة؟ لم أفاجأ. أجل، تفاجأت من الردود المتطرفة للنقطة رقم 5 في المقال: دوف حنین والتضخم في السنوات الخمسة الاخیرة. بالضبط ھناك في موضوع اقتصادي ممل كما یبدو، المشاعر ثارت، والاھانات نمت والشتائم كانت حادة بشكل خاص.
فیما یلي جزء بسیط من الردود (الشتائم): كل شيء یزداد سعره ھنا بجنون، اذھب إلى السوبرماركت وانظر. ”دوف حنین على حق، الأسعار ھنا جنونیة“، ”انخفاض في الأسعار؟ أین تعیش؟“، ”أنت أیضا خنزیر یرفع الأسعار“، ”لماذا لم تشمل في الحسابات الارتفاع الجنوني لشھر كانون الاول؟“ (شملت كانون الاول وكان ھناك انخفاض في الأسعار ولیس ارتفاعا).
أولا وقبل كل شيء، یجب التفریق بین مستوى الأسعار وبین التغییر في مستواھا. صحیح أن مستوى الأسعار لدینا مرتفع أكثر مما ھو في اوروبا والولایات المتحدة، وسنناقش ھذا لاحقا.
لكن لیس لذلك صلة بالتغییر في مستوى الأسعار، الذي یقیسھ المكتب المركزي للإحصاء. ھو یفحص كل شھر 1300 منتج وخدمة في 3500 مصلحة وحانوت، وفي 100 بلدة. والحقائق ھي أن الأسعار انخفضت في السنوات الخمسة الاخیرة.
ولكن الجمھور لا یثق بأحد. الناس یحبون الانباء السلبیة ویتجاھلون الانباء الایجابیة. عندما یرتفع سعر البندورة ھم یصرخون، وعندما ینخفض ینسون ھذا في دقیقة. عندما یرتفع سعر الوقود یستدعونني من اجل اعطاء تحلیل في التلفاز وعندما ینخفض لا أحد یتصل معي. الانباء الجیدة ھذه لا تزید نسبة المشاھدة.
سبب آخر ھو عدم ثقة الجمھور بالسلطات. لا یثق بالمكتب المركزي للاحصاء، وھو متأكد أنھ یعمل لدى نتنیاھو وأن كل ذلك مؤامرة تشمل المراسلین الذین ینظر الیھم ككاذبین ولھم مصالح.
الآن، إلى مستوى الأسعار. صحیح أنھ مرتفع ویثیر الغضب، لكن من المضحك أن ھؤلاء المعلقین من الیسار المتطرف، الذین یشجعون دوف حنین الشیوعي، ھم الذین یعارضون ذلك.
فھم أول المعارضین لخفض الجمارك المجنونة (55 في المئة – 212 في المئة) التي تفرض على منتجات اساسیة: اللحوم، الدجاج، الاسماك، منتجات الحلیب، الخضراوات والفواكھ، المعلبات، الزیت، رب البندورة، اللوز، التمور، الزیتون، الفستق والعسل.
ھم الذین یعارضون حل الاحتكارات والكارتیلات التي تسیطر علیھا لجان العمال القویة. ھم الذین یؤیدون رسوم الاغراق التي ترفع سعر كل شيء، ھم الذین یؤیدون معھد المواصفات التي یمنع التنافس عبر الاستیراد؛ ھم الذین یحبون التنظیم الخانق الذي یرفع الأسعار، ودائما لھ اسباب وجیھة: محظور المس بالمزارعین واللجان والقطاع العام والھستدروت.
النتیجة ھي اقتصاد غیر تنافسي مع عدد لا یحصى من القیود التجاریة، جمارك مرتفعة ومنافسة منخفضة. باختصار، اشتراكیة جدیدة تؤدي إلى انتاجیة منخفضة، نمو بائس وأسعار مرتفعة جدا. فقط تغییر حاد باتجاه الاقتصاد الحر وخفض الضرائب والغاء القیود وفتح السوق امام الاستیراد، كل ذلك یمكنھ أن یجعل السوق تتعافى وتخفیض غلاء المعیشة. ولكن ھم ودوف حنین یعارضون ذلك بالتحدید.