عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Mar-2020

إنجاز نتنياهو يلزم أزرق أبيض على الوقوف بالمرصاد - بقلم: سامي بيرتس

 

هآرتس
 
لو لم يكن رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، هو الذي يجب عليه القاء مهمة تشكيل الحكومة على بنيامين نتنياهو، لكان كما يبدو سيقول عن نتائج الانتخابات: أبناء شعبي انتخبوا الفساد. الإنجاز الكبير لليكود هو بمعظمه لنتنياهو مع مساعدة قليلة من الخصوم. بدءا من المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، الذي قرر تقديمه للمحاكمة، وقام بشحنه بطاقة كبيرة من حب البقاء وحتى أزرق أبيض الذي أدار حملة ضعيفة جدا، وفي كل مرحلة زمنية كان يتخلف بثلاث خطوات.
هذه الانتخابات، أكثر من سابقاتها، هي نوع من الاستفتاء على علاقة المجتمع الإسرائيلي بسلطة القانون وسلطات تنفيذها. الاستنتاجات كئيبة: بين الانتخابات السابقة التي كان فيها نتنياهو “متهم يخضع للاستماع” والانتخابات الحالية التي هو متهم فيها “بعد الاستماع”، الليكود ازداد بخمسة مقاعد. هذه رسالة شديدة ومؤلمة للجهاز القضائي رغم أنه ليس من شأنه اصدار قرارات حسب نتائج الانتخابات.
يوجد لأي مواطن في إسرائيل الحق في طرح شؤونه القانونية لاستفتاء عام، ايضا ولا لنتنياهو. الواجب المدني الذي شعر به الكثيرون لمنع استمرار حكم نتنياهو الذي وجهت ضده لوائح اتهام، لا ينتهي بالتصويت في صندوق الاقتراع. هذا نضال متعدد الساحات ومتواصل. وهذا عرفه نتنياهو قبل أي شخص آخر.
لقد سخروا منه عندما انشغل بتعيين مراسلين من اليمين في “يديعوت احرونوت” وفي هيئة البث وفي “واللاه” في “صوت الجيش”. وقد استخفوا من وعوده التي لا غطاء لها مثل طلب الحصانة (ماذا؟)، (ما الأمر)؟ وقد انقضوا عليه بسبب أكاذيبه واستعداده لاحراق النادي (“التحقيق مع المحققين”) وتبديد ثقة الجمهور بجهاز انفاذ القانون. ولكن الضغط الذي استخدمه نتنياهو على كل الملاعب طوال الوقت – نجح. لقد قاد حملة فعالة وجامحة وقام بتشغيل قادة رأي في وسائل الإعلام التي عملت من اجله وخلقت صندوق دعم – وكذلك من ضاعفوا القوة في الشبكات الاجتماعية، بواسطة تطبيق “الناخب”.
في هذه الاثناء في أزرق أبيض تشبثوا بأجندة مقلصة وسلبية وانشغلوا بالاساس في نفي الروايات التي اطلقها نتنياهو نحوهم بصورة متواصلة. نتائج الانتخابات أبقت نصف الجمهور في إسرائيل مع عبء ثقيل، هم معتادون على أن نتنياهو هو رئيس الحكومة منذ العام 2009. وهذه المرة سيكون رئيس حكومة مع إدارة محاكمة. ومن هذا يمكن أن يتم اشتقاق خطوات انتقامية ضد جهاز انفاذ القانون – من الشرطة وحتى المستشار القانوني. أزرق أبيض تشكل من أجل منع ذلك. الناخبون أرادوا أن يحدث هذا من الائتلاف، لكنهم سيضطرون إلى فعل ذلك، كما يبدو، من المعارضة.
المسؤولية الملقاة على أزرق أبيض ثقيلة بشكل خاص أمام الفتات الذي بقي من معسكر اليسار. اتحاد العمل وميرتس معا مع غيشر اثمر حسب عينات التلفاز 6 – 7 مقاعد. انهيار كبير مقارنة مع الـ 29 مقعدا التي حصل عليها حزب العمل وميرتس في 2015. أزرق أبيض جلب اليه الكثير من ناخبي العمل وميرتس على أمل أن يكون حزب الجنرالات هو الذي سيفوز على نتنياهو. هذا المفهوم تمت تجربته في ثلاث حملات انتخابية خلال سنة ولم يؤد إلى الحسم، رغم أن اسرائيل بيتنا، حزب يمين ليس لديه السمعة كمحارب للفساد، انسحب من كتلة اليمين.
إن إنجاز نتنياهو والليكود كبير، لكن يوجد لكتلة اليمين حسب عينات التلفاز 59 مقعدا، تقريبا مثلما كان في انتخابات نيسان 2019، التي أدت الى جولتين انتخابيتين آخريين. النتائج الحقيقية يمكن أن تعطي كتلة اليمين المزيد من المقاعد التي ستوصل نتنياهو إلى بر الأمان. وخيبة أمل أزرق أبيض يمكن أن تحطم هذا الحزب وتكشف هشاشته. يوجد له فقط طريقة واحدة للعمل وهي أن يحقق وعده للناخبين بالعمل كمعارضة لفكرة رئيس حكومة موجهة ضده لوائح اتهام. والنضال من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة، من المستشار القانوني للحكومة والمحكمة ومرورا بالشرطة وانتهاء برئيس الدولة. وإذا أصبح لنتنياهو 61 مقعدا فهذه جميعها ستكون في مرمى الهدف. وهذا يبقي لأزرق أبيض وظيفة حراس عتبة حراس العتبة. حزب رؤساء الأركان يجب عليه أن يعد من الآن قائمة الحراس.