عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2025

لقاء الملك وترامب.. والاستعصاء الأردني والعربي*فارس الحباشنة

 الدستور

ثمة انشغال عربي كبير في متابعة وتحليل تصريحات ترامب. وهذا ما يرمي اليه من وراء تصريحاته. وحيث إن ترامب اليوم يحتل ويغزو الرأي العام، ويصرف الانظار عن القضايا الحقيقية والتحديات الحقيقية، ويسعى الى فتح باب تفاوض تحت غطاء ناري توفره تصريحاته.
 
الاردن أسس لاستعصاء سياسي عربي ضد المشروع الامريكي / الاسرائيلي، والتهجير والتوطين.
 
من بعد 7 اكتوبر ولد معطى استراتيجي جديد وهام، ويقوم على فشل وسقوط خيار تصفية القضية الفلسطينية بالقوة العسكرية.
 
ولفهم، الاستعصاء الاردني والعربي وما يشكل خلفية للتغيرات والتحولات وولادة اصطفاف عربي من وراء موقف الاردن، ويبدو انها تزداد وضوحا.
 
ومن مصر الى المملكة العربية السعودية، وما هو قادم اقليميا، يبدو انه طوفان سياسي عربي يرفض فرض تسويات على الطريقة الامريكية والاسرائيلية.
 
اسرائيل عاجزة عن انتاج حروب جديدة او حرب اقليمية كبرى. ولا تملك اسرائيل القوة العسكرية الكافية لخوض حروب جديدة وتحقيق اهدافها والانتصار بها.
 
اسرائيل لا تستطيع اسقاط الخيار العسكري، وتحمل الاقرار به، لانه نهاية لفلسفة قيام واستمرار دولة اسرائيل على قيد الحياة.
 
وامريكا فقدت الثقة وانتهت الى غير رجعة كدور وسيط في الصراع العربي / الاسرائيلي.
 
الملك في «لقاء ترامب» في المكتب البيضاوي عرف جيدا كيف يترجم سياسيا ودبلوماسيا الخيارات الاردنية والعربية والاسلامية الجادة في مناهضة ومقاومة المشروع الامريكي والاسرائيلي، وتؤسس لاستعصاء اردني وعربي.
 
وفي قلب هذا الاستعصاء ولادة لسياسة اردنية وعربية جديدة ازاء القضية الفلسطينية والعلاقة مع امريكا، واسرائيل.
 
الملك في واشنطن، لأننا بحاجة الى فهم سياستنا في الاردن والاقليم مع امريكا، والى التعامل معها. واذا كان احد يعتقد ان تغيير السياسة الامريكية بمجرد مظاهرة في عبدون او وسط البلد او منشور على الفيس او تغريدة، فهو حر.
 
الدبلوماسية ليست فعلا اعتباطيا وهلاميا، انما عمل دؤوب وحسابات، ومعرفة وتقدير لحدود الاشياء وأوازنها، وقياس للممكن والمستحيل، والثابت والمتحول.
 
الاردن يقيم علاقات وصداقات مع قوى دولية وتحالفات اقليمية ودولية، وليس بمعزل عن العالم والاقليم. وليست العلاقة الاردنية /الامريكية سرية وتحت الطاولة، ولا نخجل او نستحي من علاقتنا مع واشنطن. وقد مرت العلاقة الاردنية / الامريكية عبر مراحل تاريخية ما بين التوتر والتكييف.
 
الاردن لا تستطيع اي دولة على الكرة الارضية أن تجبره على التنازل والتخلي عن ثوابته الوطنية والعربية، او أن تستوعبه او تحتويه على حساب الثابت الوطني. وتاريخ الاردن حافل في الاصطفاف الى جانب القضايا العربية وتحديدا الفلسطينية، وحركات التحرر والى جانب الموقف العربي، والدولة الاردنية أكبر من تشويش الفضائيات واعلام السيولة السياسية.
 
كل الاحترام للملك، والتقدير لحركته الدبلوماسية في العالم. ومن يقرأ التاريخ يتعلم معنى العلاقة التاريخية بين الوطن والمواطن وملوكه.