عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Sep-2025

استطلاع إعلامي: أعداد متزايدة من الناس تتجنب متابعة الأخبار

 لندن ـ «القدس العربي»: أظهر الاستطلاع السنوي لمعهد رويترز للصحافة أن أعداداً متزايدة من الناس في العالم تنفر من متابعة الأخبار ولم تعد مهتمة بها، وذلك بالتزامن مع التدفق الكبير والكم الهائل لهذه الأخبار.

 
وحسب تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية الأسباب التي تدفع الناس للابتعاد عن الأخبار متعددة لكن أبرزها التأثيرات النفسية السيئة وفقدان الثقة في وسائل الإعلام.
وحسب الاستطلاع فقد بلغ تجنب الأخبار مستوى قياسياً حول العالم، إذ قال 40 في المئة من المشاركين في 50 دولة حول العالم إنهم يتجنبون الأخبار أحياناً أو غالباً، مقارنة بـ29 في المئة في عام 2017، وهو أعلى رقم مسجل حتى الآن.
وكان السبب الأبرز الذي ذكره المشاركون هو التأثير السلبي للأخبار على حالتهم المزاجية، وشعورهم بالإرهاق، إضافة لحقيقة أنهم لا يستطيعون فعل شيء حيال المعلومات الواردة، خاصةً في حالات الصراع والحروب. وهو ما دفع الكثيرين إلى تطوير أساليب متنوعة للابتعاد عن الأخبار وتقليل متابعتها، إذ قال بعضهم إنهم يطلعون على الأخبار مرة في الأسبوع ليبقوا على اطلاع، فيما ذكر آخرون أنهم يكتفون بقراءة العناوين بدون التوسع في مضمون التقارير الصحافية.
وبحسب تقرير «الغارديان» فإن العديد من الدراسات تشير إلى أن التعرض المفرط للأخبار، عبر التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المرتبطة بالحروب والأحداث المأساوية، يترك تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
وقالت أستاذة علم النفس والطب في جامعة كاليفورنيا، روكسان كوهين سيلفر: «مع زيادة التعرض للأخبار، نلاحظ زيادة الضيق النفسي في تقارير الناس عن صحتهم النفسية: مزيد من القلق، مزيد من الاكتئاب، مزيد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة والأعراض الحادة للتوتر».
وأضافت: «هناك فرص كثيرة للتعرض للأخبار طوال الوقت، سواء من خلال الإشعارات على الهواتف، أو من خلال استهلاك الأخبار عبر وسائل متعددة في الوقت ذاته».
وتتزايد النصائح المتاحة على الإنترنت لتشجيع طرق أكثر صحية لاستهلاك الأخبار، وتركز بمعظمها على وضع ضوابط، أهمها أن يبحث الناس عن المعلومات حين يكونون مستعدين لها، بدلاً من أن تصلهم في تدفق مستمر، وقد يشمل ذلك الاشتراك في نشرات إخبارية أو ملخصات من مصادر موثوقة، إيقاف تنبيهات الأخبار، وتقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت سيلفر: «يمكن للناس أن يبقوا مطلعين من دون الانغماس في التصفح الكئيب للأخبار». كما أشارت إلى أنها تطبق ذلك على نفسها، فهي تقرأ الأخبار عبر الإنترنت، لكنها تتجنب مقاطع الفيديو، التلفاز، ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحةً: «لا أرى أي فائدة نفسية أو جسدية من استهلاك مثل تلك الصور. فإذا كنت أقرأ خبراً ووجدت فيه مقطع فيديو، لا أنقر عليه».
كما تقترح سيلفر اختيار أوقات محددة لقراءة الأخبار بدل الغرق في متابعتها طوال الوقت، مشيرةً إلى أن ذلك يساعد على الشعور بأننا مسيطرون على مقدار تعرضنا للأخبار.
بدوره، رآى مدير مركز الصحافة في مينيسوتا بجامعة مينيسوتا، بنيامين توف، أن هناك فرقاً بين من يتجنبون الأخبار بشكل كامل ومن يكتفون بتقليل استهلاكهم لها، معتبراً الفئة الثانية «صحية تماماً»، بناءً على دراسته لهذه الظاهرة في كتابه «تجنب الأخبار».
وقال: «نعيش في عالم يمكنك فيه الوصول إلى الأخبار على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع وأن تُغمر بالمعلومات في كل وقت، لكن هذا لا يعني أنك يجب أن تفعل ذلك». في الوقت نفسه، يرفض توف تجاهل الأخبار تماماً والابتعاد عنها، موضحاً: «كلما انفصلت أكثر وتوقفت عن متابعة الأخبار، أصبح من الصعب عليك فهم ما يجري في أي حدث».
ويتفق كل من توف وسيلفر على أن تجنب الأخبار بشكل دائم أصبح أكثر شيوعاً بين الشباب والنساء والطبقات الأكثر فقراً، حيث يقول توف: «من الناحية المثالية أريد أن يتمكن الناس من الحصول على الفرص نفسها للمشاركة السياسية، للتصويت، وللتعبير عن موقفهم من القضايا السياسية المهمة، لذا أرى أن انسحابهم من متابعة الأخبار يمثل مشكلة».