الدستور
تعقيباً على بيان وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع ( g7): كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، الصادر عن اجتماعهم في شارلوفوي كيبك كندا يوم الجمعة 14/3/2025، عبّر بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية عن «قلق كبير تحاول القيادة كتمه، حيث تجاهل بيان مجموعة السبعة، الإشارة إلى حل الدولتين، والاستعاضة عنه بعبارات مبهمة بدون مضمون سياسي أو أبعاد دولية وهو تقريباً الموقف الأميركي والإسرائيلي تجاه الصراع في المنطقة، وهو الأمر الذي سينعكس سلباً على مواقف بقية الدول الغربية، ودول العالم من حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط» وتحت عنوان: السلام الإقليمي والاستقرار في الشرق الأوسط قال البيان السباعي نصاً:
« دعت مجموعة السبع إلى الإفراج عن كافة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة حتى يعودوا إلى أحبائهم، كما طالبت بإعادة حركة حماس للرفات التي لا تزال تحتفظ بها. وأعادت مجموعة السبع التأكيد على دعمها لاستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون عوائق ولوقف إطلاق النار الدائم. وشددت مجموعة السبع على ضرورة أن يكون للشعب الفلسطيني أفق سياسي يتم التوصل إليه عبر حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وبشكل يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة الخاصة بالشعبين ويعزز السلام الشامل والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت مجموعة السبع إلى قلقها البالغ إزاء تزايد التوترات والأعمال العدائية في الضفة الغربية ودعت إلى التخفيف من التصعيد».
« وأقرت مجموعة السبع بحق إسرائيل المتأصل في الدفاع عن نفسها بما يتسق مع القانون الدولي، وأدانت حركة حماس بشكل لا لبس فيه بسبب هجماتها الوحشية وغير المبررة التي شنتها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والأذى الذي ألحقته بالرهائن أثناء احتجازهم، وانتهاكها لكرامتهم من خلال «مراسم التسليم» عند إطلاق سراحهم. وشددت مجموعة السبع على ضرورة ألا تلعب حركة حماس أي دور في مستقبل غزة وألا تشكل أي تهديد على إسرائيل بعد اليوم، كما أعادت التأكيد على استعدادها للانخراط مع الشركاء العرب بشأن مقترحاتهم الخاصة برسم مسار نحو المستقبل وإعادة الإعمار في قطاع غزة وتحقيق السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
قلق القيادة الفلسطينية مشروع، وفي محله، ولكن القيادة عليها أن تقرأ، أن تدرس، أن تعرف، أن تدرك أسباب التراجع أولاً، وكيفية مواجهته ثانياً.
فالتراجع يعود إلى ضعف الأداء، طوال الحرب، العدوان الهمجي، على شعبها في قطاع غزة، وسلوكها كان وكأن ما يجري في غزة لا يعنيها، على خلفية الانقلاب الذي قامت به حماس وقادت الانقسام ضد الشرعية، وعلى خلفية السابع من أكتوبر ومحاولة التنصل منه، لتبرأة نفسها من القيام به ومن آثاره.
القيادة الفلسطينية جمدت مشاعرها نحو أوجاع شعبها المذبوح، وحيدت نفسها عن المشهد، وهذا ما فعلته أيضاً نحو ما جرى في مخيمات الضفة الفلسطينية، كل ما سعت له القيادة الفلسطينية لإبراز مواقفها بالتمسك الأحادي بالسلام حصيلته على «أبو فشوش» لأن الفريق الحاكم لدى المستعمرة متطرف عدواني همجي يعمل على إنهاء كافة مظاهر الاتفاق مع منظمة التحرير وسلطتها الوطنية.
التراجع الفلسطيني هو سبب تراجع الدول السبع عن ذكر حل الدولتين.