عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

سيدات من الطفيلة يمتهن مهنًا كانت حصرًا على الرجال

 

عمان -الدستور - هيثم الخريشة - استطاعت المرأة الاردنية عبر بضع سنين ليست بالطوال، ان تثبت للجميع كفاءتها في اي مهنة تعمل بها وخاصة ان كانت المهنة قد اقتصرت على ان يعمل بها الذكور فقط، لنراها اليوم تعمل بالسباكة، والكهرباء والتجميل، وصيانة الالكترونيات، وسياقة السيارات العمومي وغيرها من المهن غير التقليدية، وبنسبة ليست بالبسيطة استطاعت ان تقنع المجتمع، بانها قادرة على أن تمتهن تلك المهن التي ارتبطت منذ عقود بالذكور.
التغير الجذري اصبح ملحوظا لدى المجتمع الاردني، حيث اصبح هناك تغير واسع في الصورة السيئة لتلك المهن والتي قد يراها البعض شاذة حيث بات الكثيرون يعترفون بقدرة المرأة على العمل في كافة المجالات، وهذا يعد تطورا نوعيا، في المجتمع والنظرة السلبية لديه. 
دروب الدستور بدورها تسلط الضوء على بعض قصص النجاح في محافظة الطفيلة لسيدات امتهن مهنا اقتصرت على الرجال وطرحت بعض الاسئلة على عينة عشوائية ممن حظين بفرصة امتهان اعمال غير تقليدية. 
ولاء عبدالله الشحاحدة فني صيانة اجهزة خلوية 
 تخرجت من جامعة الطفيلة التقنية بتخصص هندسة الاتصالات، عملت على تطوير نفسها من خلال العمل التطوعي لدى المراكز الشبابية، والالتحاق بدورات تدريبية في العديد من مجالات الحياة.
اقدمت ولاء على الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة في صيانة الاجهزة الخلوية، والتي كانت من خلال اكاديمية «المحترفون العرب»، واكاديمية «الهاتف الذكي»، وغرفة تجارة الطفيلة بالتعاون مع USAD، ومركز شابات الطفيلة، والتدريب المهني مشغل شركة زين، وحين شعرت بانها قد تمكنت من اتمام مهارات المهنة، جاءت فكرة انشاء مشروع خاص لها وهو مركز لصيانة الاجهزة الخلوية. 
تقول ولاء ان من اهم اهداف الفكرة هو حل لمشكلة مجتمعية بحسب ما اسمتها وهي الخوف من قبل الفتاة من الذهاب لمركز صيانة يعمل به شاب خوفا من انتهاك خصوصيتها مما يحتويه الهاتف مثل الصور الخاصة وما شابه. 
وتضيف ولاء بأن اهلها بالدرجة الاولى هم من شجعوها على الاقدام على انشاء المشروع ايمانا منهم بقدراتها المهنيه بسبب شغفها للعمل، اما مركز شابات الطفيلة كان له الاثر في الدعم اللوجستي لاتمام العمل، وتضيف ان العقبات التي واجهتها هي عقبات اقتصادية بسبب ان المشروع بدعم خاص من والدها. 
 وفي سؤالنا عن نظرة المجتمع لها قالت ولاء، في بداية الامر كانت نظرة استغراب ان فتاة تقدم على صيانة الخلويات،كون هذه المهنة كانت مقتصرة على الرجال فقط، والامر الاخر هو السؤال هل للفتاة المقدرة والمهارة على اتمام العمل ؟ 
 والاجابة كانت نعم استطعت تغير نظرة مجتمعي من خلال قدرتي الأكاديمية ومهارتي العملية بالإضافة الى المحافظة على خصوصية الزبونة ولا سيما المحجبات بجعلها اكثر ثقة وامان وراحة بأن فتاة تعمل صيانة لهاتفها بالإضافة لمساعدتي بتقليل نفقات الاسرة في مجتمعي من تكلفة شراء جهاز جديد وذلك بعمل صيانه له، علاوة على مساهمتي بالتقليل من انتاج مخلفات بيئية صناعية تؤثر على البيئة. 
وختمت ولاء حديثها بأنها نجحت بالفكرة ودليل ذالك ان لديها مشروعها الخاص لا بل وينقسم الى قسمين، القسم الاول وهو التدريب على الصيانة بموافقة مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني بالعمل كمدرب خارجي لدى محطات المعرفة المنشرة في المحافظة، اما القسم الاخر هو صيانة كافة انواع الاجهزة من هاردوير وسوفت وير لسيدات المجتمع. 
 وتقدمت ولاء برسالة للمجتمع بأن نقف دائما مع أبناء وبنات مجتمعنا الطموحين وان نثني على قدرتهم في بناء المجتمع، وتوجهت برسالة لخريجي وخريجات جامعاتنا بأن لا نتوقف بعد التخرج وخاصة لمن هم اصحاب تخصصات مهنية، وتمنت ولاء بأن تحصل على دعم لانشاء مركزها الخاص والمتكامل لتتمكن من التدريب والصيانة في ان واحد. 
ميس صقر الزرقان مصور فوتوغرافي 
 ميس مواليد 1990 والتي درست نظم معلومات حاسوبية في جامعة الطفيلة التقنية، متزوجة وام لطفلين تمتهن بمهنة التصوير الفوتغرافي والفيديو وبأعلى المهارات من خلال الاستوديو الخاص بها.
تقول ميس ان التصوير هواية منذ الصغر، حيث ان والدي كان يمتلك كاميرة تصوير لطبيعة عمله كصحافي حيث كان يلتقط جميع تفاصيل حياتنا اليومية انا واخوتي ويخلدها بصور تعيش معنا الى يومنا هذا، وحينما كان يميزني ويطلب مني بأن اقوم بالتقاط الصور وبعد تكرار التجربة، كان يثني على تصويري ويمدحه، من هنا بدأ الشغف بالتصوير.
في البداية تعلمت المهنة عن طريق المواقع المختصة بالتصوير الفوتغرافي، والتعلم من قبل العديد من المصورين داخل المملكة وخارجها، ثم شاركت بدورة تدريبية كمصورة احترافية في استوديو  بالعاصمة عمان، وهنا بدأ مشواري مع التصوير يتخلله شيء من الخجل جراء نظرة المجتمع لي؛ لان مجتمعي غير معتاد على ان يرى فتاة تقوم بهذه المهنة.
وتضيف ميس بعد مرور الوقت بدأت اشعر بتقبل الفكرة من قبل المجتمع، وبدعم وتشجيع من اهلي وزوجي وتقديم الدعم اللازم وبعد مرور 3 اعوام من ممارسة المهنة والمعاناة قمت بانشاء مشروعي الخاص وامتلاك استديو متخصص بتصوير الحفلات والمناسبات الاجتماعية، وبعد 
 التجربة تمكنت من اكتساب ثقة المجتمع، حيث انني فتاة واستطيع الاطلاع على الصور الشرعية والخاصة.
واضافت ميس انها نادمة على أربع سنوات بعد التخرج من الجامعة لم تقدم بها على اي عمل ولكن التفكير السليم والتطور المجتمعي بدأت بممارسة مهنتها، رغم انها أم ولديها مسؤوليات عدة، لم تمنعها من تحقيق طموحها أو التراجع وانها لم تنتظر وظيفة لن تأتي الا بعد ان تذبل او قد لا تأتي ابدا بحسب رأيها.
وختمت ميس حديثها بتوجيه رسالة الى كل خريجة جامعية بأن تبدأ مشروعها الخاص وان تحقق طموحها، وعليها ان تستقل بذاتها مهما كانت الظروف صعبة، وان تكون جزءا حقيقيا في بناء المجتمع.
كوثرالهلول – فني تمديات كهربائية منزلية
 ام لطفلين ربة منزل حاصلة على شهادة مزاولة مهنة من التدريب المهني في تخصص فني تمديات كهرابئية وحاصلة على المرتبة الاولى على اقليم الجنوب. 
تقول كوثر ان زوجها والذي يعمل في نفس المهنة هو من شجعها على التعامل مع الكهرباء لذالك توجهت الى مؤسسة التدريب المهني، والتحقت بدورة تدريبية اهلتني مهنيا وعلميا في التعامل مع الكهرباء بقدرة 220 فولت، والان اصبحت مستعدة لتقديم الخدمة لشريحة واسعة من مجتمعي، مثل صالوات التجميل للسيدات، والحضانات، والجمعيات النسائية، وغيرها.
واضافت كوثر انها في البداية واجهت صعوبات كثيرة منها عدم قناعة المجتمع لعمل المرأة في مثل هذه المهن والتي اقتصرت على الذكور فقط.
اما الان وبعد ممارستي للمهنة، اصبحت اشعر بتقبل الفكرة لدى المجتمع بعض الشيء، وكوني عضوا في تجمع لجان المرأة، تم اختياري لمنحة من USAD لانشاء مشروعي الخاص والذي سيتم افتتاحه بالقريب العاجل، تحت اسم مؤسسة الفرح للتمديات الكهربائية. ووجهت كوثر رسالتها للمجتمع، بأن المرأة قادرة على الابداع وتستطيع التغير والمساهمة في النهوض، وخاصة على المستوى المعيشي حتى وان كان بعمل بمثل هذه المهن وعلينا تقبل الفكرة، وخاصة انني سأتعامل مع شريحة نسائية لتقديم الخدمة بشكل مريح دون حرج او تعطيل للمصالح. 
واضافت الهلول بان طموحها لا يتوقف عند هذة الخطوة بل تطمح بأن يقدم لها الدعم لاكمال المشروع، حتى تتمكن من تطويره ليكون فرصة لاستقطاب شابات متعطلات عن العمل يرغبن في الالتحاق بالمهنة لاتمام تدريبهن وتشغيلهن.