عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Dec-2019

نُصدّق من؟ - كمال زكارنة

 

الدستور- إلى جانب الاخبار الاشاعية التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية الالكترونية، والتي لا ترحم ولا تفرق بين الغث والسمين، ولا تعير انتباها لنتائج الاثارة التي قد تحدثها بين الناس، وتأثيرها السلبي والهدام على الرأي العام، الذي لم يعد صيدا سهلا لمثل تلك الاشاعات التي تتناول كل ما يهم المواطن، ولا تترك شاردة او واردة الا وتكون هدفا لتأليف اشاعة معينة وبثها.
الاشاعة في العادة تنسل من تحت الغطاء، عندما يكون مطلقها مستدفئا مسترخيا، فيطلق عنانها لتصل الى اكبر عدد ممكن من القراء والمتابعين، وهو ليس معنيا باثبات صحتها ودقتها، ويترك الخيار لذكاء وتقدير وتقييم القارئ.
في الآونة الاخيرة بدأت تظهر الى السطح اشاعة من نوع آخر، ليست اخبارية ولا استكشافية، وانما اقرب ما تكون الى حب الظهور وجذب الاهتمام والاضواء والتركيز الاعلامي، ومن ابرز هذ النوع من الاشاعات خرج ولم يعد، وقد تكررت هذه الاشاعات في حالات كثيرة معظمها ان لم تكن جميعها، ان فلانة خرجت الى المدرسة ولم تعد الى البيت، وفلان خرج الى مكان ما ولم يعد، وذاك الطفل اختفى، وتلك الفتاة غابت عن المنزل وحتى الان لا احد يعلم اين هي، وما الى ذلك من قصص محبوكة لا اساس لها من الصحة ولا علاقة لها بالواقع، ويقوم ذوو المختفي او المختفية بابلاغ الاجهزة المعنية والنشر في الصحف والمواقع الاخبارية الاسم مع الصورة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي وتثور ضجة اجتماعية كبيرة، تضامنية ومتابعة وقلق وترقب، وانشغال الاجهزة الامنية بقصص خرافية خيالية، وفي النهاية، ينتهي الفلم بالعثور على المختفي او المختفية، في بيت الجد او العم او الخال او احد الاقارب او الاصدقاء، السؤال الذي يطرح هنا، ما الاسهل على ذوي المختفي او المختفية التأكد من وجود مفقودهم او مفقودتهم في بيت احد اقاربهم ام التبليغ في مراكز الشرطة ووسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي واثارة الرأي العام.
اعتقد جازما ان السواد الاعظم من هذه الابلاغات كانت مدبرة ومعدة سلفا والهدف منها الشهرة والظهور والاستحواذ على اهتمام شعبي ورسمي، وربما هناك مآرب اخرى، لاكتساب عطف اناس.
هذا النوع من السلوك يتساوق مع احد تفسيرين او كليهما معا، الاول التسلية بأعصاب الناس والاستمتاع بذلك، والثاني، تعويض شعور بنقص الثقة بالنفس او انفصام خفيف بالشخصية، وفي جميع الاحوال يعتبر هذا التصرف سلبيا من جميع النواحي الاجتماعية والاخلاقية والسلوكية.
أهم المخاطر الناجمة عن هذه السلوكيات، ان الجهات المعنية قد تتعامل مع الحالات الصادقة والحقيقية من الاختفاء، على انها بلاغات كاذبة، وغير جدية، بسبب زيادة اعداد الحالات المفبركة، مما يؤدي الى وقوع الصادقين ضحايا بريئة لافلام المستهترين وقصصهم المنحوتة من وحي الخيال.