عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2020

أين لقاحاتكم يا جماعة الخير؟*رمزي الغزوي

 الدستور

يوم أمس، حينما أعلنت شركة «مودرنا»، أن سعر بيع لقاح كورونا سيتراوح ما بين 25 - 37 دولارا للجرعة الواحدة؛ تذكرت ما كتبه لي أحدهم قبل أشهر مدّعياً أن السماق البلدي فعالٌ ضد هذا الفيروس اللعين، وتذكرت غضبي حين رددتُ عليه ساخراً: ومتى يكون سماقك فعالاً أكثر؟ أإذا كان شريكاً لطبخة مسخن تتضمّخ بزيت الزيتون؟ أم إن كان زينة على صحن بابا غنوج؟.
فحتى في الوقت الذي تعلن فيه شركات عالمية كبرى لصناعة الأدوية عن جاهزيتها لإطلاق لقاحات للكورونا، كشركتي فايزر وبيونتك، ما زالت تتداول بينا مثل تلك الخزعبلات والشعوذات والوصفات الغريبة الغبية. فكل يوم نسمع عن علاج يثير الضحك المحزن المجلل بالقهر. العالم يحلّق بالعلم وينجز وينفع، وآخرون يتهاوون في غيابات جهلهم وتلافيف خرافاتهم.
لا يؤلمني أن بيننا من ما زال يؤمن أن مدقوق البصل الأحمر بالخل ورشة حب الهال وزيت السيرج قادر علاج هذا الفايروس ومقاومته. بل يؤلمني أكثر أن أسال عن لقاحات أعلنت جامعات ومؤسسات محلية البدء بالعمل عليها في بداية تصدينا للجائحة، إذا كنتم تذكرون: أين هي الآن يا ترى؟ وأين وصلت؟ وماذا استنتجت؟ أحقا عملت تلك الجامعات مثل هذه التجارب؟ أم أن ذلك كان للاستهلاك الإعلامي اليومي؟ أو كان ضحكا على الذقون وهيلمة وعرطا كبيرا؟. أين أنتم يا جماعة الخير. قولوا لنا؛ فالعلم يتقبل العثرات ويقبلها، وقد يبني عليها.
يبدو لي أن ذلك كان لعبا على العواطف وكسبا لإعجابات عابرة، لا تسمن ولا تغني من جوع، أو كان سبيلا يرضى بالانتصارات الفارغة ويرتضي بها. وهذا يؤذينا وقتلنا ويشتتنا أكثر من كورونا وأخواتها.
مع انتصار الإنسانية الوشيك على هذا الوباء، سندرك أنه لا يصح إلا الصحيح، ولن ينفع إلا العمل المثابر الصامت، الذي لا ينتهي مفعوله حال إعلان خبر انطلاقه في وسيلة إعلامية، مثلما حدث لدينا مع الأسف.
  فما الذي ينقصنا لنكون مثل باقي خلق الله ننتج ونبدع ونقدم خيرا يمكث في الأرض؟.