عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

حلف وارسو».. الجدید!! - محمد خروب

 

الراي - بعيداً عن عواصم المنطقة واختياراً صهيوأمير كي للعاصمة البولندية «وارسو», تلتئم اليوم(وغداً) جلسات مؤتمر«السلام والأمن» في الشرق الأوسط،الذي روّجت له واشنطن كمؤتمر يستهدف(إعلامياً كما  يجب التنويه)«كبح إيران», لكنه في واقع الحال لا يعدو كونه مُدشناً لإقامة حلف «سياسي» جديد،سيأخذ طابعا عسكريا لاحقا,من خلال ترتيبات أمنِية وأخرى سياسية ودبلوماسية، تسمح للمَخفِيّ من علاقات العدو الصهيوني بعدد من الدول العربية،التي لا تتوقّف هرولتها باتّجاه التطبيع مع اسرائيل..للظهور الى العلَن،وصولاً إلى أخذ «توقيعها» وتمويلها مشروع تصفية القضية الفلسطينية، الذي يحمل الإسم الخبيث «صفقة القرن».
ولأن الأعداء في عَجَلة مِن أمرهم، فإنهم وقد مَنحوا لأنفسهم فرصة جديدة, لتأخير طرح بنود هذه الاتفاقية, التي خضعت لعمليات تمويه وتأخير مقصودة بذاتها ولذاتها، لأجل تهيئة الأجواء وتوفير المناخات لجلب المزيد من الأنظمة العربية الى مربع التطبيع والتوقيع, واعتبار اسرائيل شريكا وحليفا موثوقاً في«نضال» تلك الأنظمة, التي تروم الى إعادة تعريف العدو,واعتبار الخطر الإيراني المزعوم,اكثر أهمية وصاحب أولوية من الخطر الصهيوني,الذي يراه المُهروِلون مُبالَغا فيه, ويقولون بفظاظة:أن اسرائيل لم تعْتَد عليهم ذات يوم, أو تُعرّض انظمتهم للخطر, كما هي حال ايران،... فإن التسريب المقصود في توقيته وما تستبطِنه, الذي جاء عبر محطة فوكس نيوز الاميركية,بما هي قناة اليمين الاميركي وبوق إدارة ترمب, عن «اكتِمال» عناصر صفقة القرن التي تحتويها صفحاتها التي تتراوَح بين 175-200 صفحة, يعكِس ضمن امور اخرى, جدول اعمال هذا المؤتمر الذي تمتّد جلساته على مدى يومين.
بنيامين نتنياهو...الذي تُلاحقه اتهامات الفساد وخيانة الأمانة والرشوة, والذي يخوض وحزبه معركة انتخابية صعبة, قد لا تأتي نتائجها مطابِقة لمساعيه ومستقبَله الشخصي والسياسي،سيكون نجم «حلف وارسو الجديد»، حيث لا صدفة أبدا في اختيار العاصمة الأوروبية«الشرقية» التي كانت ذات يوم, مَقرّاً لحلف وارسو «العسكري» الذي ضمّ منظومة الدول الاشتراكية وعلى رأسها الإتحاد السوفياتي, والذي أُقيم رداً على حلف شمال الاطلسي, الذي أرادت واشنطن عَبْره ومن خلاله, وضع دول أوروبا الغربية تحت جناحيها وإخافتها(بذريعة اندلاع الحرب الباردة)من الخطر الذي يُمثله الاتحاد السوفياتي وحلفاؤه.
تفكّكَ الاتحاد السوفياتي ولم يعد حلف وارسو قائما،لكن«الناتو» تمدّد ووَصَل وارسو وبراغ ودول البلطيق الثلاث ورومانيا وبلغاريا,وأنظار الأطالسة وخصوصا الأميركان,متجهة الآن صَوبَ أوكرانيا وجورجيا لإكمال حصار روسيا وخنقها وثمة تحضيرات تجري على قدم وساق لإطلاق نسخة عربية منه تحمل إسم «الناتو العربي» مُهمّته مواجهة ايران تكون اسرائيل رديفا وداعماً له.."مِن الخَلْف».
 ليس بعيدا ذلك كله, ما يجري التحضير له في مؤتمر «السلام والأمن» الذي يبدأ أعماله اليوم, والا كيف يمكن تفسير مشاركة هذا المستوى «الرفيع» من وزراء الخارجية العرب,في مؤتمر مُلتبِس العناوين والاهداف, والذي بدأ بعض غموضه بالتبدّد, عندما بدأت اوساط اميركية وصهيونية تتحدّث عن ان دور المؤتمر هو إيصال العلاقات الاسرائيلية مع دول عربية عديدة, الى دائرة العَلَن ونيل بركاتها, واستدراج ضغوطها على «الفلسطينيين», من أجل القبول بالصفقة والخضوع لموازين القوى القائمة,واعتبار ملفات حق العودة والقدس واللاجئين وإقامة الدولة,«ساقِطة» عن جدول الاعمال.وان الاميركان وبعض العرب, هم الذين سيتكلفون بتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للفلسطينيين(لا يستخدم الأميركي والصهيوني و بعض العرب,مُفرَدة «الشعب الفلسطيني» بل ينظرون اليهم كـ «عديد سُكّان فائِض» في المنطقة,تنحصر مُشكِلته في تدنّي مستوى المعيشة وانهيار البنى التحتية في«الاراضي» أو المناطق المُتنازَع عليها وِفق التعبير الصهيوني) التي يقيمون عليها,والتي هي جزء لا يتجزّأ من «أرض اسرائيل الكاملة» بما هي ارض الشعب اليهودي, صاحب السيادة عليها وهو «وحده» صاحب حق تقرير مصيره فيها, والاستيطان في أرجائها بما هو(الاستيطان) قيمة صهيونية عُليا,يجب على حكومات اسرائيل تشجيعه ودعمه,وفق نصوص«قانون القومية اليهودية» الذي أقرّه الكنيست كقانون اساس, «يَجُبُّ» ما قبلَه,من إجراءات وقوانين تتعارَض معه,حتى لو كانت قوانين أساس..بمعنى"قوانين ذات صفة دستورية. يغيب الجانب الفلسطيني(سلطة اوسلو)رفضا واحتجاجا على «مؤتمر» يصفه وزير خارجية السلطة, بانه"مؤامرة على «القيادة»(..) ومحاولة لفرض حصار مالي على السلطة الفلسطينية.مُقزّماً الخطورة البالغة الذي يُمثّلها مؤتمر/حلف كهذا على المشروع الوطني الفلسطيني,دون ان يمتلك"القدرة"والشجاعة, لتحذير وليس(مناشدة) بعض العرب من مَغبّة الإنخراط في مشروع التطبيع المُعلَنَ مع اسرائيل, ورفضا لتزوير العنوان الحقيقي له, وهو تصفية القضية الفلسطينية.عبرالإيحاء (الاميركي الصهيوني وبعض العرب) بان الهدف منه:هو الضغط على ايران,كي تُنّهي ما تصِفه واشنطن"سلوك طهران الهدّام في الشرق الاوسط,وإنهاء برامِجها النووية والصاروخية».
كذلك يغيب معظم وزراء خارجية دول رئيسية كالاتحاد الاوروبي وخصوصا مسؤولة السياسة الخارجية موغيرني,فضلا عن روسيا والصين،فيما سيكون نائب الرئيس الاميركي مايك بنس حاضراً,لكن هذا الأفَنجيلِّي العنصري المُتصهين,سيكون حريصا على عدم جذب الأنظار او سرقة الأضواء من «نجم» المؤتمر نتنياهو, الذي سيسير في أروِقتِه كالطاووس, ويمارس هوايته المُفضّلة في السلوك المُتغطرِس والإستعلائي, وهو يُصافح بعض العرب ويُرَبتُ على «أكتافِهم» ,كأنه يقول لِمؤيديه في دولة العدو:أُنظروا..إنّ الأمر لي هُنا وهناك.
.. وأمجاد يا عَرَب.
kharroub@jpf.com.jo