عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2025

تدفق إعلامي وإدراجات!*إياد الوقفي

 عمون

تدفق إعلامي كبير تغص فيه منصات التواصل الاجتماعي بين ما يجري بين إيران وإسرائيل من تنازع على زعامة المنطقة، تحمل الادراجات في أغلبها آمال وتطلعات أصحابها بكونها تستند إلى مواقف أيديولوجية مسبقة ومعتقدات لا تعبر عن واقع الحال بين الدولتين المتخاصمتين وتسهم في أحداث حالة من الفوضى الإعلامية تغيّب لغة العقل وحقيقة ما يجري بين طهران وتل أبيب.
 
من السابق لأوانه التسليم بأن ما يجري عبارة عن مسرحية والملفت جلّ ما يجري تداوله على هذه المنصات يخدم هذا التوجه وفي هذا تضليل إعلامي مقصود من الصعوبة بمكان التعامل معه على محمل الجد، ومن غير المستساغ تقبله تحت أي ذريعة، فالهجمات من كلا الجانبين وما نجم عنها من استنزاف وأضرار مادية وبشرية وتحصّن في الملاجئ خشية من الآثار المترتبة على إطلاق الصواريخ والمسيّرات تخدم هذا المنطق والسيناريو التمثيلي.
 
إيران التي فقدت عددا من علمائها وقياداتها العسكرية لن تقبل طوعا النيل من منشآتها النووية التي تنظر إليها كملاذ آمن وشرطا لوجودها وبخاصة أنها صاحبة مشروع في المنطقة ويقابل ذلك طموحات وتطلعات لدى ساسة إسرائيل إلى حكم المنطقة بذراع وسطوة الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في امتلاك طهران تهديداً مباشراً في تحقيق أطماعها وأهدافها التوسعية في المنطقة.
 
نتانياهو أعلن صراحة أن الشرق الأوسط الجديد بدأ يتشكل عقب الجرائم التي ارتكبها في غزة من قتل وتدمير، مما يفسر حالة الهيجان الإسرائيلي التي تسعى بكل قوتها إلى دحر كل من يمانع إقامة مشروعها التوسعي في المنطقة، ومن باب أولى أن يستوقف هذا التصريح الساسة والمحللين العرب للتحذير من مالات ما يخطط له اليمين المتطرف في إسرائيل.
 
المفارقة أن بعض المحللين يحاولوا أن يقللوا من شأن ما يجري وهم في هذا السلوك كما النعامة التي تدفن رأسها في الرمال ولا تدري عما يدور خلفها من أحداث ومطبات وسيناريوهات مشبوهة.
 
المطلوب مزيد من الوعي السياسي حيال ما يجري وأن نتخلص من ظاهرة هواة السياسة إلى ساسة حقيقيين يحيطون بحقيقة ما يجري في المنطقة، فواقع الحال يشي بأن وراء الأكمة ما وراءها وأن المنطقة مقبلة إلى مزيد من الأحداث والصراع حال إصرار الطرفين الإيراني والإسرائلي على تنفيذ مشروعهما وأجندتهما لجهة زعامة المنطقة.