عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jan-2019

مــروان علي يصــدر «كيف تصبح كــرديـًا فــي خمســـة أيــام»
 
عمان -الدستور - نضال برقان - صدر حديثاً عن منشورات المتوسط –إيطاليا، ودار السويدي -الإمارات العربية المتحدة، كتاب: «كيف تصبح كردياً في خمسة أيام» للشاعر السوري المقيم في ألمانيا مروان علي، وهو كتاب يوميات جمع فيه مروان علي، بين النصوص النثرية والشعرية، مادَّة يؤرِّخ من خلالها للحظته الإنسانية التي تُكثِّف سنواتٍ من الترحال، لكنه ترحال لا يترك الوطن وراءه، بل يجعلُ سندباد هذه الرحلة القصرية بعيداً عن الأرض الأم؛ يحمل وطنه معه. ليمضي به في مدنٍ شتّى، كاشفاً أوراق هويته وانتمائه الحقيقي من خلال ما يكتب من كلماتٍ تمتزج بتراب الأرض والمطر ورائحة القمح عبر الحقول، بعرق الفلاحين في مواسم الحصاد، بمذاقاتٍ تُحيل على العائلة والمدرسة والبيت، هو الذي عمل في مهنٍ كثيرة، كسائق دراجة نارية، وسائق تراكتور، وعتال في صوامع الحبوب في القامشلي، وقد حمل على ظهره المئات من أكياس القمح، التي لم تغادره رائحتها إلى اليوم.
الكتاب الذي توزَّع، ظاهرياً، على خمسةِ أيام، يمتدُّ في الزَّمن الشخصي الذي يتبنى ضمير المتكلِّم في فعل مكاشفة شفافة وجريئة لتفاصيل حياةٍ بأكملها، فالفصول الخمسة، أو الأيام الخمسة التي نقرأ صفحاتها المقتطعة من دفتر مروان علي الخاص، نلتقي فيها بأشخاصٍ وأماكن وحكاياتٍ تشكِّلُ ذاكرة لا تتوارى، خلف صنعة الكتابة، بقدر ما تنحاز إلى البوح المجرَّد من بهرج اللغة، المفعم بكل ما هو حميمي وصادق وإن بدا في الكثير من الأحيان على شكلِ قصائدَ من سطرين أو ثلاثة، لكنَّنا سنتفاجأ في الوصفة التي سيقدمها لنا الشاعر حتى نصبح أكراداً في خمسةِ أيام، ليس توصيفاً سطحياً لعنوانٍ يبدو كشعار شركة تريد بيع سلعها، بل توظيفاً أدبياً للحظة استعادة مضنية لصورٍ وعذابات وحنين قاتل لأرض الوطن، صغيراً وكبيراً، واحداً ومتعدداً:
«أنا شيركو. ضربتُ مروان ابن عمّي عليّ الذي يكتب عنّي الآن، ألف مرّة. وسأضربه إذا عاد ثانية من هولندا، لكنه جبان، يخاف منّي ومن المخابرات، لذلك لن يعود أبداً. سيموت هناك في أمستردام، وسأبكي عليه هنا في كرصور».