عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jan-2019

الکشف أصل الکون.. علماء یصنعون أکبر مختبر في التاریخ
الغد– أعلنت المنظمة الأوروبیة للأبحاث النوویة (سیرن) الیوم عن انتھاء علمائھا من صیاغة مقترح جدید لبناء أكبر مختبر في التاریخ یمكن أن یكشف عن أسرار الكون، وھو مصادم جسیمات جدید دائري طولھ مئة كیلومتر.
ومصادمات الجسیمات ھي مختبرات ضخمة ھدفھا تعجیل الجسیمات دون الذریة إلى سرعات مھولة ثم صدمھا ببعضھا بعضا، ویتم التقاط نواتج ھذا الاصطدام وفحصھا من أجل استكشاف عالم الجسیمات دون الذریة.
أسرار الكون
وقد تمكن المصادم الھادروني الكبیر الموجود حالیا -وطولھ 27 كیلومترا- من تطویر فھم الباحثین في كل أنحاء العالم لطبیعة العالم دون الذري، وخلال نصف قرن تمكنت أبحاثھ من استكمال اللبنات الأساسیة للنموذج المعیاري لفیزیاء الجسیمات، والذي یمثل التركیب الدقیق لكل المادة التي نعرفھا في ھذا الكون.
لكن على الرغم من ذلك، فإن تلك المادة التي نرصدھا في التلسكوبات ونراھا في محیطنا بشكل
یومي، تمثل فقط 4 %من تركیب الكون، بینما یظل ما قیمتھ حوالي 96 %من تركیب الكون مجھولا، ویتصور الباحثون أنھ یتركب من كیانین أساسیین یسمیان: المادة المظلمة، والطاقة المظلمة.
كذلك فإن ھناك عددا من النظریات العلمیة التي تتنافس فیما بینھا لشرح أصول الكون وتركیبھ على المستویات الكبیرة والدقیقة، مثل نظریة الأوتار ونظریة الجاذبیة الكمیة الحلقیة، وانتصار أي منھما سوف یفتح الباب لتركیز الجھود البحثیة في نطاق واحد مستقبلي، إلى جانب إعطائھا إجابات عن أكثر الأسئلة أھمیة في الفیزیاء المعاصرة.
في تلك النقطة یدخل المصادم الجدید -بأربعة أضعاف الحجم، وعشرة أضعاف القدرة التي ستصل إلى مئة تیرا إلكترون فولت- لیحاول الإجابة عن أسئلة العلماء حول طبیعة ھذا المجھول الكوني الشاسع، والتي استمرت دون اجابة طوال مئة سنة سابقة.
كذلك أعلن المسؤولون في سیرن أن النتائج المتوقعة من ھذه التجربة لن تفید الفیزیائیین فقط، بل ستفید البحوث في المجالات الأخرى، وستجد في النھایة طریقھا إلى العدید من التطبیقات التي لھا تأثیر كبیر على اقتصاد المعرفة والمجتمع، وھو ما قد یساعد على دفع حدود التكنولوجیا إلى أقصاھا ویوفر في النھایة فرصا استثنائیة للصناعة.
تحدیات جدیدة
تواجھ التجربة الجدیدة عدة تحدیات. على سبیل المثال، فإن تكلفة المشروع ستصل إلى أكثر من
15 ملیار یورو، وھو مبلغ ضخم یظن البعض أن إنفاقھ على ھذا النوع من الأبحاث العلمیة قد لا یكون مناسبا، وربما یكون من الأفضل أن یتم استثماره لأبحاث الصحة والدواء أو التغیرات المناخیة، كما نقلت الجزیرة.
لكن على الرغم من ذلك، فإن المقترح الجدید یلقى اھتماما من الكثیر من الكیانات العلمیة، وقد شاركت في المشروع إلى الآن حوالي 150 جامعة مختلفة من كل أنحاء العالم.
وسیصدر المقترح الجدید في أربعة مجلدات تعرض الخیارات المختلفة لتصنیع المصادم الدائري الكبیر الجدید، كذلك یقدم ھذا المقترح الإمكانات الفیزیائیة العظیمة التي یمكن أن توفرھا تجربة كتلك، ویصف التحدیات التقنیة والتكلفة والجدول الزمني لتحقیق كل تلك الإنجازات.
وإذا تمت الموافقة على المقترح الجدید فسوف یتطلب الأمر خطة تمتد إلى ثلاثین سنة للانتھاء منھ، وھو ما یعني أننا بحاجة للانتظار حتّى عام 2050 حتى تبدأ النتائج في الظھور.